صنعاء تنذر النظام السعودي وحلفاءه: أمن اليمن مقابل أمن المنطقة .

 

إب نيوز ١٦ ديسمبر

جدّدت صنعاءُ توجيهَ رسائل الوعيد العسكري لدول العدوان، وعلى رأسها السعودية، بالتزامن مع إعلان الأخيرة عن تعرُّضِ ميناء جدة لهجوم استهدف ناقلة نفط، الأمرُ الذي جدّد التأكيدَ على تزعزع أمن المملكة، وهو ما أعادت صنعاء التذكيرَ به في سياقِ إنذارٍ جديدٍ بأنه لا يمكن أن تنعمَ السعودية أَو المنطقة بالأمن إلا إذَا كان اليمن آمناً بالمثل.

رسالة “أمن اليمن من أمن المنطقة” وُجِّهت بشكل عسكري وسياسي على لسان كُـلٍّ من وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، وعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، وعضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد ناصر البخيتي، وقد كان تصريحُ وزير الدفاع هو الأكثرَ مباشَرةً، إذ جاء ضمن حديث واضح عن “أمن الملاحة البحرية”، مؤكّـداً أن اليمن هو من سيضمن هذا الأمن من موقعِه الاستراتيجي لكن بشرط توقف قتل وحصار اليمنيين.

في نفس السياق، جاء تصريح عضو السياسي الأعلى محمد الحوثي، الذي أشار إلى أن اليمن يستطيع حماية الموانئ السعودية إذَا طُلب منه ذلك، في ظل الفشل الجلي للولايات المتحدة وبريطانيا، وهي رسالةٌ واضحة للنظام السعودي بأن حلفاءه في الغرب لن يستطيعوا ضمان استقرار المملكة وأن اليمن هو من بات يتحكّمُ بهذه المعادلة.

وجاء تصريح محمد البخيتي موضحًا لنفس الرسالة أيضاً، حَيثُ قال إن “وقف العدوان على اليمن ورفع الحصار عنه وتحقيق السلام في المنطقة أصبح مصلحة مشتركة بين اليمن وبين دول العدوان والكرة في ملعبها” وأضاف: “لن نقبل المساومة على كرامتنا ونؤكّـد على أن أمن ومصالح دول العدوان من أمن ومصالح اليمن”.

هكذا بدا أن صنعاء تتعمد إيصال رسالة واحدة للنظام السعودي في هذا التوقيت الذي يستجدي فيه الأخير حلفاءه في الغرب لتصنيف سلطة صنعاء “تنظيما إرهابيا”؛ على أمل إيجاد مخرج من ورطته التي تتفاقم بمرور الوقت مع تصاعد إنجازات وانتصارات صنعاء.

رسالة تأتي لتعيد ضبط صورة المشهد الذي يحاول النظام السعودي التلاعُبَ به من خلال البحث عن طرقٍ ملتوية أَو دعم دولي أكبرَ لإطالة أمد العدوان، الأمر الذي تذكِّرُ صنعاءُ هنا بأنه لن ينفع، وأن الطريقَ الوحيد أمام السعودية للخروج من المأزق هو شروطُ السلام المعلنة التي تتضمن الوقفَ الكامل والعلني للعدوان والحصار.

وتحرصُ صنعاءُ على إعادة تذكير العدوان بهذا الطريق الوحيد دائماً، بلغة سياسية وعسكرية تأتي غالبًا مصحوبةً ببراهينَ عملية تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن قوات الجيش واللجان ماضية في مرحلة فرض المعادلات وأن كُـلّ وسائل الوقاية الأمريكية والبريطانية لم تعد تشكل أي حاجز أمام القدرات اليمنية، وفي الوقت الذي يحاول فيه العدوان تجاهل هذه الحقيقة، فَـإنَّها تبرز نفسها بشكل أكبر من خلال استمرار تصاعد انتصارات صنعاء على الأرض، الأمر الذي يزيد الموقف السعودي ضعفاً باستمرار.

You might also like