فوز بايدن يفرض واقعًا جديدِا على القادة العرب في الخليج إن صدقت النوايا .

إب نيوز ١٦ ديسمبر

*رجاء اليمني

ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد حليفان مقربان من المعتوه ترامب.

*”معذرةً إن بدوتُ مشوّشًا”،* هكذا تكلم السفير السعودي في المملكة المتحدة بينما كانت تزيغ عيناه إلى هاتفه المحمول قائلا: “إنني أتابع النتائج الواردة من ويسكونسن”.

كان ذلك قبل معرفة النتائج حينها كنا لا ندري مَن سيسقط.

وعندما أُعلن جو بايدن فائزا، استغرقت القيادة السعودية وقتًا أطول للتهنئة مقارنة بالوقت الذي استغرقته القيادة ذاتها قبل أربعة أعوام لتهنئة ترامب فور إعلان فوزه بالانتخابات.

وليس في الأمر ما يثير الدهشة؛ لقد فقد السعوديون لتوِّهم صديقًا على الطاولة الأهمّ بخسارة ترامب.

وقد تترتب على فوز بايدن آثارًا واسعة المدى على السعودية ودول الخليج العربية الأخرى.

فقد آل سلول بقياده
ولي العهد محمد بن سلمان جبهات لم ينتصر فيها. ولكن كانت الولايات الأمريكية اليد الفعلية في مساعدة هذا المجرم بقيادة المعتوه ترامب الذي تملكه جنون العظمة مماواستصغر كيان آل سلول والإستهزاء بهم في كل محفل.
هنا السوال الذي يتبادر للذهن:
*كيف سيؤثر فوز بايدن على سياسات واشنطن تجاه المنطقة العربية؟*

كان الرئيس ترامب حليفًا وداعمًا قويًا للأسرة الحاكمة في السعودية. ووقع اختياره على الرياض لتكون أولى محطات جولاته الخارجية بعد تولّي السلطة في 2017.

وكوّن جاريد كوشنر، صِهر ترامب، على علاقة قوية مع ولي عهد السعودية القوي محمد بن سلمان.

وعندما اشتبهت أجهزة استخبارات غربية كبرى في ضلوع ولي العهد في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، وقف الرئيس ترامب موقف الرافض من توجيه الإتهام بشكل مباشر لابن سلمان.
ولا عجب في ضوء ذلك من قول فريق محمد بن سلمان للناس غداة انكشاف جريمة قتْل خاشقجي: “لا داعي للقلق؛ الوضع تحت السيطرة.
وعليه، فإن السعودية، وبدرجة أقل منها الإمارات، والبحرين بصدد خسارة حليف رئيسي في البيت الأبيض.

وبالتالي فإنَّ فوز بايدن يعني إعادة فتح ملف خاشفقي مرة أخرى أن صدق في النوايا، مع أن قول الله واضح في ذلك قال تعالى :-

*وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ*
هنا نتسال

ما هو موقف جو بايدن من العدوان على اليمن؟

اتسم موقف الرئيس السابق باراك أوباما، الذي عمل بايدن نائبا له لثماني سنوات، بعدم الارتياح المتزايد إزاء مسلك السعودية في عدوانها على الحوثيين في اليمن.

ومع مغادرة أوباما للبيت الأبيض، كانت الحرب الجوية توشك أن تتم عامها الثاني دون تحقيق أي تقدم عسكري ملحوظ، لكنها في المقابل كانت قد ألحقت دمارًا هائلًا طال المدنيين والبنية التحتية في اليمن.
واستند الرئيس أوباما إلى افتقار حرب اليمن لتأييد الكونغرس، فقلّص المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية للسعودية في تلك الحرب.

ثم جاءت إدارة ترامب وانقلبت على قرار سالفتها وأطلقت يد السعوديين في اليمن.
وعند تولي ترامب الرئاسة فأول دولة قام بزيارتها هي السعودية، وقدم الدعم العسكري والسياسي لها في عدوانها على اليمن.

وتصدى ترامب لأصوات عنيدة داخل الكونغرس كانت تنادي بالحدّ من مبيعات الأسلحة للسعودية.

والآن تشير التوقعات إلى تراجُع الموقف الأمريكي مجددًا، لا سيما بعد أن شاء الله أخبر بايدن مجلس العلاقات الخارجية مؤخرا أنه عازم على “وضع نهاية للدعم الأمريكي المقدم للحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن، والتوجيه بإعادة تقييم العلاقات الأمريكية-السعودية”.

ومن المتوقع أن تتزايد الضغوط من جانب إدارة بايدن القادمة على السعوديين وحلفائهم اليمنيين لتسوية الصراع المحتدم.

وقد أدرك السعوديون والإماراتيون استحالة الحسم العسكري لهذا الصراع، وباتوا يتطلعون بدلا من ذلك إلى مَخرج يحفظ لهم ماء الوجه ولا يترك الحوثيين في الموقف ذاته الذي كانوا عليه عندما اشتعلت الحرب في مارس/2015.
والايام القادمة سوف تكشف منحنيات التقلبات الرئاسية التي تشهدها أمريكا وعلاقتها بدول المنطقة.

نحن لا نتوقع الكثير بل اننا نتوقع الأشد ضرواة
لاننا نمتلك مقومات تجعل كل دول العالم تدفع الغالي والرخيص من أجل الإستيلاء عليه

وإن غدًا لناظره قريب

*والعاقبة للمتقين*

You might also like