القيادة والـــرئاسة والإدارة والوهم
إب نيوز ١٧ ديسمبر
اولا هذا المقال يخص سلطات الحكم ، بمعنى القيادة ورئاسة وإدارة السلطة والثروة في صنعاء، ولا يذهب احدكم بتفسير القيادة ويعني بها قيادة السيد القائد او قيادات الجبهات القتاليه، ففي صنعاء هناك قيادة وهناك رئاسة وهناك إدارة وهناك وهم، اما القيادة فهي القدرة على تحريك الجماعة نحو أهداف محددة، والتأثير في نشاط الأفراد وفئات الجماعه كلها ، وتنسيق ذلك النشاط لتحقيق هدف معين لمصلحة الجماعة ككل ، ويتم ذلك عن طريق التعاون في رسم الخطة، وتوزيع المسؤوليات بحسب الكفاءات والإمكانات المتاحة لتنفيذها..
القيادة ظاهرة تبدو في مختلف ميادين الحياة والعمل، والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والتربوية وغيرها، وإن أي مجتمع أو جماعة بحاجة إلى قيادة، فللأسرة قيادتها وللمدرسة قيادتها وكذلك للمؤسسات السياسية والاقتصادية والخدمية والنوادي الرياضية وأي عمل آخر قيادتها..
وهنا لابد من التمييز بين مفهومي القيـادة والرئاسة، فبالرغم من التداخل الحاصل بين هذين المفهومين إلا أن هناك فرقا بينهما، فالقيادة تنبع طوعا من وعي الجماعة، وقد لا تكون الرئاسة كذلك، والقيادة تعمل في ظروف عادية وغير رسمية وغير روتينية، أما الرئاسة فتعمل ضمن شروط رسمية ومنتظمة، وقد تلتقي الرئاسة بالقيـادة وبذلك يمكن للفرد أن يجمع بينهما في آن واحد، غير أنه ليس من الضروري أن يكون كل رئيس قائدا، وإنما يصبح الرئيس قائدا إذا أمكنه اكتساب النفوذ القيادي من خلال تفاعله مع الجماعة، كما أن القائد قد يصبح رئيسا إذا ما حصل على منصب رسمي في الجماعة التي يقودها..
طبعا ثمة تداخل كبير بين القيادة والإدارة وثمة اختلافات بينهما أيضا ، ومن هذه الاختلافات أن القيادة تكون نتيجة تفاعل بين القائد والجماعة وينبثق نفوذها تلقائيا من دون أن يُنص عليه، ويحدد بإجراءات معينة، أما الإدارة فهي تفرض من قبل هيئة رسمية ولذلك فهي تعمل في إطار الرسميات، وتكون السلطات فيها مخولة من قبل التشريعات واللوائح الناظمة.
وما بين الشعور بوجود القيادة و الرئاسة والادارة هناك شعور عام بوجود الوهم ، وهو شكل من أشكال اضطرابات الإدراك، حيث يشير إلى اعتقاد أو إدراك حسي خاطئ وغير منطقي وغير معقول مع وجود مثير حسي غير متفق مع الوقائع، ويشكل اقتناعا لا عقلانيا، إلاّ أن المريض يعتقد أن ما يدركه هو الحقيقة الوحيدة بالنسبة له، بمعنى آخر، قد يجعل الوهم الفرد المصاب بهذا الاضطراب يدرك الأشياء على غير حقيقتها، وأنها موجودة بالفعل، على الرغم من عدم قدرته على تحديد خصائصها أو معانيها، و بالمناسبه الوهم هو الباطل بعينه وصفته واسمه ورسمه .