السودان .. “بنك دماء” الأمراء !!
إب نيوز ١٧ ديسمبر
بيعٌ علنيٌّ للدم السوداني في مزاد حرب التحالف السعودي على اليمن، بوقاحةٍ وعلانيّةٍ من دون رادعٍ أو فائدة، لا على صعيد المواطن السوداني ولا على صعيد الاقتصاد الذي يتهاوى.
يمتلك السودان ثرواتٍ طبيعيّةً هائلة، إضافةً إلى إحتمالات توفّر طاقةٍ بتروليّةٍ مدفونة، لكن شعبه يعيش فقيراً، وفي أزماتٍ متعاقبةٍ متجذّرة، جعلت منه دولةً فاشلة تتالى فيها الانفجارات الشعبية والاجتماعية والسياسية.
في ظروفٍ مأساويةٍ كهذه، أقدم حُكم عمر البشير المخلوع وحكم العسكر المتسلّط، على خطواتٍ إنتحاريةٍ جديدة عنوانها الرئيسي “بيع دم السودانيين”.
منذ أيار/مايو 2015، تلتهم الصفقة فضيحة آلاف الجنود السودانيين الغارقين في أتون الحرب اليمنية، فهؤلاء يُستخدمون كأُضحياتٍ أمام القوات السعودية والإماراتية من دون أيّ اعتبارٍ إنسانيٍّ أو أخلاقي، ويتحوّلون إلى أكياس رملٍ لمجرد أنهم مُستخدمون ويتقاضون أجورهم كأيّ مرتزقةٍ تورّطت وغاصت في الوحل اليمني. وبالرّغم من علم السلطات السودانية بهذا السلوك، فهي لا تقيم وزناً لمعاناة جنودها والخسائر الهائلة التي تصيبهم، لا بل تفاقم من مأساتهم وتزجّ بلواءٍ جديدٍ أخيراً خُصِّص لحماية الحدود السعودية مع اليمن.
وفيما ينحني الحكام الجدد لأوامر واشنطن بالتطبيع مع “إسرائيل”، يُقحم بألفي جنديٍّ للتخبّط في الرمال اليمنية. هكذا تستكمل الطبقة العسكرية الجديدة ما بدأته السلطة السابقة وتثبت سياسة الزجّ بالسودانيين في المحرقة.
بيعٌ علنيٌّ للدم السوداني في مزاد حرب التحالف السعودي على اليمن، بوقاحةٍ وعلانيّةٍ من دون رادعٍ أو فائدة، لا على صعيد المواطن السوداني ولا على صعيد الاقتصاد الذي يتهاوى.
القوات السودانية المشارِكة في الحرب على اليمن شكّلت حالة ضغطٍ قويةٍ على حكومة ما بعد الثورة، خاصةً أنّ هذا الملف كان من أبرز الملفات التي أثارت حفيظة الشارع السوداني، لكنّ ذلك لم يجد آذاناً صاغية لدى السلطة الحاكمة، سلطةٌ لا تتورّع عن دفع الثمن باهظاً والذي تجلّى بآلاف القتلى من الجنود والضباط لقاء حفنةٍ من المساعدات المالية والدعم السياسي في المحافل الدولية، لم يثمرا سوى في ارتقاء عتبةٍ جديدةٍ من الارتماء في أحضان واشنطن وتل أبيب عبر الاتفاق على التطبيع مع “إسرائيل” أملاً في رفع العقوبات والتعويم المالي.
السودان، عبر السياسات المغامرة والمتهورة لحكامه، يتحوّل بنكاً للدماء يُغذّي الطموحات التوسّعية لإماراتٍ وممالك الخليج في عدوانها على الشعب اليمني الشقيق، من دون أيّ أفقٍ أو مشروعٍ أو استراتيجيةٍ منطقيّة، ما يُجبر الشعب السوداني على التضحية بأبنائه وخيرة جنوده وضباطه مقابل حصول حكامه على رضا أسياد النفط ومن خلفهم ساسة البيت الأبيض.
سلطة الرئيس المخلوع عمر البشير، غطّت مشاركتها في العدوان على اليمن بذريعة “المسؤولية الإسلامية لحماية أرض الحرمين الشريفين والدين والعقيدة”، وبعد 6 سنوات من العبث، تنكشف المهمات القذرة التي أوكلت إلى القوات السودانية لكي يقتلوا اليمنيين ويشاركوا في تجويعهم وبؤسهم نقيضاً للشعارات المرفوعة والتبريرات الزائفة التي جعلت من سلّة الغذاء الأكثر وفرةً في أفريقيا سلةً للمرتزقة والسفاحين.
بقلم /حسن عبد الله