بالستيات العاطفي المرعبة (للعاصفة)
إب نيوز ١٧ ديسمبر
عبدالفتاح علي البنوس
رغم أن لقبه (العاطفي) إلا أن تصريحاته ومواقفه خالية من العاطفية بمختلف صورها وأشكابها ولا تمت لها بأدنى صلة، فمواقفه وتصريحاته مشبعة بالشموخ والعنفوان والتحدي، ودائما ما ترتعد فرائص الأعداء عند ظهوره زائرا للأبطال المرابطين في الثغور ومقاتلا إلى جوارهم في الصفوف الأمامية في ساحات الوغى، وميادين البطولة والعزة والكرامة، وعند ظهوره في تصريحات صحفية بالستية يطلقها محذرا ومتوعدا قوى العدوان، من باب إلزام الحُجَّة، لا مساحة للعاطفة لديه ما دام الوطن يتعرض لحرب عالمية كبرى أوشكت على انقضاء عامها السادس، مصحوبة بحصار بري وبحري وجوي شامل يهدف إلى إهلاك الحرث والنسل، وإجبار شعب العزة والكرامة على الانحناء والخضوع والخنوع لأشباه الرجال وحثالة التاريخ آل سعود وآل ونهيان وآل خليفة ومن دار في فلكهم من البعران والصهاينة والأمريكان..
وكيف يخنع شعب قائده السيد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي ووزير دفاعه اللواء الركن محمد ناصر العاطفي مرعب الأعداء وقاهرهم، إن ظهر أدخلهم في حالة (حيص بيص) تخرجهم من تركيزهم وتدفعهم نحو الهسترة، يندبون حظهم العاثر ويظلون في حالة من القلق في انتظار اللحظة التي يترجم فيها أبطالنا المغاوير في القوات المسلحة اليمنية تهديدات قائدهم المقدام ووزيرهم المحنك، وإن اختفى وتوارى عن الأنظار ولم تصدر عنه أي تصريحات يذهبون للحديث عن مقتله واستهدافه في غارات طيرانهم الهستيرية التي لم تشبع قصفا وقتلا وتدميرا بعد ست سنوات كاملة، قتلت النساء والأطفال، وقصفت المقصوف، ودمرت المدمر، وسرعان ما يطل الوزير البالستي من جديد ليبتلع هؤلاء ألسنتهم ويصابوا بالإحباط وتطغى عليهم نزعة الانتقام الهستيرية التي يحاولون من خلالها التغطية على فشلهم وإخفاقهم المتواصل، ويذهبوا للبحث عن شائعة وكذبة جديدة يشتغلون عليها من باب الضحك على أنفسهم والمخدوعين بهم، الذين لم يتعظوا من زيف ودجل وكذب وتضليل (العربية) وأخواتها؟!
الوزير البالستي وكما عودنا أرسل العديد من الرسائل البالستية الموجهة ونحن على أعتاب العام الميلادي الجديد، رسائل يدرك العدو قبل الصديق دلالاتها ويفهم جيدا أبعادها، البداية كانت بالتأكيد على أن إحلال الأمن والاستقرار في اليمن يعني إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وتأمين الملاحة البحرية العالمية عبر باب المندب، مشيرا إلى أن بلادنا هي التي ستحافظ على الملاحة البحرية وتوفر الحماية الحقيقية للمصالح الدولية، في رسالة رد قوية على الأمريكان الذين يدعون حرصهم على الملاحة البحرية وسعيهم لتأمينها..
الوزير البالستي أطلق صاروخا طويل المدى شديد الإنفجار حمل معه بشارة كبرى لكل الأحرار على امتداد وطننا الغالي من المهرة إلى صعدة أكد من خلالها أنه (آن الأوان لانطلاق معركة التحرر والاستقلال الشاملة وإجبار قوى العدوان على مغادرة الأراضي اليمنية المحتلة دون قيد أو شرط وإحلال السلام في المنطقة) والعدو يدرك معنى إنطلاق هذه المعركة ويدرك أبعادها، وخصوصا أنه أعقبها التأكيد على النجاح الكامل بفضل الله ودعم القيادة في إعادة بناء القوات المسلحة بصنوفها المتعددة المهام والتخصصات، والمضي قدما في تطوير وتحديث وتصنيع أحدث الصناعات العسكرية اليمنية، والتأكيد على أن العمل في وحدة التصنيع الحربي يسير بوتيرة عالية وأن العقول اليمنية تعمل ليلا ونهارا على تطوير أسلحة نوعية ذكية فائقة الدقة في إصابة أهدافها، وبالغة الأثر والفاعلية في ضرب الأهداف التي تطالها، وأمامها تقف أحدث المنظومات الدفاعية عاجزة عن إيقافها ومنع وصولها إلى أهدافها، تاركا الأيام خير شاهد على ذلك إذا لم توقف السعودية ومن معها عدوانهم على بلادنا، ويرفعوا حصارهم المفروض على شعبنا، ليختم تصريحاته البالستية بمهاجمة الأنظمة المتصهينة التي وصف تطبيعها مع كيان العدو الإسرائيلي (خيانة للأمة والقضية الفلسطينية ودليل على مدى عمالة وانحطاط تلك الأنظمة) مؤكدا أن (يقظة الشعوب الحرة وفي طليعتها محور المقاومة كفيلة بإفشال المخططات التآمرية الصهيوأمريكية البريطانية ودفنها في مهدها).
بالمختصر المفيد: على الأعداء أن يعوا جيدا أن قياداتنا أقوالها أفعال، ولا مكان ولا مقام في تصريحاتها للاستهلاك المحلي والدعاية الإعلامية، وقد عرفوا ذلك خلال الست السنوات الماضية من عمر العدوان، الكرة في مرماهم، والحذر كل الحذر من السير خلف النزوات والمخططات الأمريكية البريطانية الإسرائيلية فلن يحصدوا معها غير الخيبة والخسارة والهزيمة والنكال بإذن الله وتوفيقه (والأيام بيننا).
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.