الزحف العمراني يهدد الانتاج الزراعي.
إب نيوز ١٧ ديسمبر
محمد صالح حاتم.
على الطريق الواصل بين عمران وصنعاء وانت تمشي وعلى مدى ناظريك تشاهد مناظر زراعية خلابه، وبساط ٍاخضر من الزروع والثمار، تتوقف لحظة للتتمتع بمشاهدة الخضرة ،وتسمع اصوات الطيور وهي تسبح الخالق في جو السماء وفوق الاشجار.
المزارعون يشتغلون في فلاحة الأرض، العرق يتصبب من جباههم، النساء تشارك الرجال في الاعمال الزراعية، الاغنام والماعز تنتشر بكثرة بين المزارع،اصوات الاهازيج والمواويل التي يرددها المزارعون يضج بها قاع البون في محافظة عمران، تشعر بالسعادة وانت تراء الارض تكسوها الخضرة وتغطيها محاصيل الشعير والقمح والذرة، واخرى الطماط والبطاط والفواكه وبقية انواع الخضار،لاتريد مغادرة المكان لجمال مناضرة وروعه خضرته، وطبيعته الساحره… ولكن ؟ كان لابد أن نغادر لنواصيل السير نحو العاصمة صنعاء…
هكذا كان قاع البون خلال عقود ٍ ماضية..
ولكن اليوم ينتابك الحزن وتشعر بالآسى والاسف وانت تشاهد قاع البون الفسيح، اراضية الخصبة الصالحة للزراعة، وقد غزتها المباني السكنية، وتحولت المزارع الى اكوام من الاحجار والطوب الاسمنتي، وتشاهد اشجار الفواكه وقد حل ّ مكانها الاعمدة الاسمنتية، والاراضي الخصبة ذات البساط الاخضر وقد تحولة الى اسطح ٍ خرسانية مسلحة، تتألم كثيرا ً عندما تراء بأم عينيك معدات البناء من شيولات وخلاطات الاسمنت قد حلّت محل الحراثة والحصاده.
مايحصل اليوم في قاع البون وغيره من القيعان قاع جهران وقاع الخقل في ذمار، والسحول في محافظة إب ومحافظة صنعاء في بني الحارث وبني حشيش وبني مطر وكثير من المناطق تجعلك تشعر بالقلقل والخوف من ضياع المستقبل،واندثار الزراعة في هذه المناطقة الخصبة، التي تنتج اطنان من القمح والشعير والفواكة والخضار،،
وهو مايدعوا من الجهات المعنية في الحكومة ان تطلق جرس انذار لانقاذ الأرضي الزراعية في قاع البون وغيره ومنع البناء فيها،وان تقوم بسن القوانين والتشريعات التي تحرم البناء في الأراضي الصالحة للزراعة، وان تصدر اشد ّ انواع العقوبات ضد من يقوم بالبناء في هذه الأراضي، حفاظا ًعلى مستقبل الاجيال القادمة، والتي لن تجد ّاين تزرع ولن تجد ّماذا تأكل وتتغذى؟
فالحفاظ على الأرضي الزراعية حفاظ على ديمومة الحياة، وزراعتها بالحبوب والقمح والفواكه هدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي ، و عنوان للتحرر والاستقلال من هيمنة الاعداء علينا،الذين يعملون على هلك الحرث والنسل، ودمار الزراعة في بلادنا ومنها انتشار ظاهرة الزحف العمراني على الاراضي الزراعية.