كيف نواجه ونتعامل مع حلف قرن الشيطان؟

إب نيوز ١٧ ديسمبر

أنيس نقاش

 

يجلس جورج في مكتب الشركة التي يعمل معها في دبي والمتخصصة في مجالات الإعلانات التجارية. ويطلب منه مديره أن يصمم ويخطط لحملة اعلانية لبضائع مصدرها ليس فقط الكيان الصهيوني بل من المستعمرات الضفة الغربية أيضا. كيفيتها جورج المنتمي لحزب عقائدية ملتزم بقضايا امته، والمعادي والمقاومة بشدة للفكر الصهيوني برمته مع هذه المهمة.؟
في نفس الشارع يفاجأ سعيد الفلسطيني بتعميم من إدارة البنك الذي يعمل فيه كمدير فرع، بأن الإدارة تعمم على الموظفين قرارات تتعلق بالتعامل مع بنك ليومي الصهيوني وبنوك أخرى وتشير إلى أن خطوط الائتمان قد فتحت بين بنوك الإمارات وبنوك العدو، بالإضافة إلى التسهيلات التي يجب أن تعطى للعملاء الصهاينة إن أرادوا فتح حسابات في المصرف.
في مبنى التجارة العالمي يجلس إيهاب المصري الذي يعمل في شركة تمويل تتعامل بالأسهم والمضاربة في البورصات المحلية والعالمية، فيجد أمامه طلب من أحد الشيوخ الإماراتيين يطلب منه أن يشتري له ايهم في إحدى شركات التكنولوجيا التي تتبع لشركة رافال المتخصصة بتكنولوجيا السلاح. فيضع يده على وجهه ولا يعرف كيف يخفي دموعه الخفقان قلبه يكاد أن يفجر شرايينه من الغصب، ويتساءل كما الآخرين، عن ما هو فاعل أمام هذه المستجدات.
عند الظهيرة يصادف أن جورج وسعيد وايهاب يلتقون في مطعم يملكه أحد المغتربين السوريين العاملين في دبي، والمطعم معروف بجودة ما يقدمه من المأكولات الشرقية. جلسوا يتحدثون فيما بينهم وكان صاحب المطعم مجالسهم لبيانات أشكالهم من الورطة التي هم فيها. وإذا بمجموعة من السياح الصهاينة يدخلون المطعم وهم يثيرون جلبة كبيرة ويتحدثون ويقهقهون بصوت مرتفع، وما أن جلسوا حتى أشاروا للنادل بأن يسرع ويحضر لهم لائحة الطعام وأضافوا:هل الاكل عندكم كاشير؟ إن لم يكن كذلك سنغادر، وننصحكم بأن تضعوا لائحة بالاكل الكاشير وإلا سنشكوكم للشيخ محمد بن زايد ونعلم الصحافة ونتهمكم بالمعاداة للسامية.

وقبل أن يستوعب الجميع ما الذي يجري لهم كانت محطة سكاي نيوز تبث أخبارها من التلفاز الذي يتوسط الحائط في صدر المطعم لتقول: وقعت حكومة الإمارات مجموعة اتفاقيات مع دولة إسرائيل الصديقة تشمل وكالات الأنباء ووسائل الإعلام لتنفيذ المشاريع الإعلامية والثقافية ونشرات الأخبار بشكل مشترك. كما زار وفد عسكري أمني بعض مصانع السلاح بالقرب من مدينة حيفا ثم وقع بعض الاتفاقات الأمنية والدفاعية المشتركة لتحسين دور وأداء التنسيق فيما بين الدولتين لمواجهة المخاطر المشتركة.
هل هذا تطبيع أم حلف قرن الشيطان؟ وبماذا تنصحون كل من يعمل في هذه الدول المتحالفة مع دولة العدو خاصة من أبناء أمتنا العربية؟

You might also like