رسالة مفتوحة إلى جميع سكان العالم بشأن وطني الحبيب اليمن

إب نيوز ١٩ ديسمبر

تحية مؤلِمة وبعد،
لا أدري إن كانت ستصلكم رسالتي هذه، ولا أدري إن كان الوقت سيسمح لكم بمداواة جرح حروف هذه الرّسالة، ولكنّني لا أكفّ وأسأل نفسي، أين سكان العالم والمنظمات الدولية مما يحصل في اليمن من عدوان ؟

أين الفكر اللّاهوتيّ المتمرد على سياسات الظلم والنفاق

أينَ عصا الموارنة الّتي تضرب الأرض بعزم لمواجهة أعاصير العوز والفقر؟

كفاكم وعظًا وكلامًا مبطّنًا، الوضع ما عاد يحتمِل هذا النّوع من السلام ! وفي كل يوم يكبر جرحنا أكثر وأكثر، ينزف دمًا على أسر وشباب واطفال جعلوا الشارع بيتهم المتنقل، وافترشوا الأرصفة جراء قصف منازلهم من قبل تحالف العدوان

أما حانَ الوقت يا سكان العالم أن تدقّوا ناقوس الخطر؟ أما آن الأوان أن تلملموا جراحات اليمنيين، كل اليمنيين ومن دون أيّ استثناء! أو علينا أن نموت الواحِد بعد الآخر، وأن نُذلَّ بعد أكثر وأكثر.

نسمع من حين إلى آخر رسالة من بعض المنظمات الدولية توجها توجّهونها إلى الأمم المتحدة وأخرى إلى “تحالف العدوان” من أجل إنهاء العدوان ورفع الحصار عن اليمن ولكن هل تظنّوهم يأخذون كلامكم على محمل الجدّ؟

ألم تطالبوا بأنفسكم بالاستماع إلى صوت المواطن اليمني؟

ألم تحرق قلبكم صرخة اطفال اليمن والمُقعدين من ذوي الاحتياجات الخاصّة؟!

ألم تجدوا أنّ هذه الصرخة هي نداء استغاثة.

نعم، نحن نُناديكم ، نناشدكم باسم الانسانية أن تتصرّفوا، لا ندري بأيّ طريقة ولكن تصرّفوا! إفعلوا ولا تتوقّفوا عند الكلام فقط! الكلام ما عاد يكفي، الكلام لا يُمكنه إيقاف عدوى اليأس الموجودة عند الشعب، وخصوصًا عند الفقراء والمساكين!

تطلبون منّا أن نصبر، أن نتحلّى بالإيمان، أن نصلّي… ولكن الوضع يحتاج إلى حِكمة الموارنة، الّذين حموا هذه البلاد منذ القِدم، الوضع يحتاج إلى أمثال عمر ابن الخطاب
يا سكان العالم هل تتخايلون ما الّذي كان سيقوم به مثلًا لو أنّه كان يعيش معنا اليوم؟!

وهل كان سيرضى عن هاذا التفرق والتمزق الحاصل بين المسلمين؟

لابدّ أن تؤذيكم كلماتي هذه لا بدّ أنها ستُزعجكم، ولكن هذه هي الحقيقة المرّة، الحقيقة كما هي…

خلّصوا أرض اليمن من كلّ هذا الخراب، أضربوا بيدٍ من حديد واجمعوا كلّ زعماء الدول، أسمعوهم الكلام المؤلِم وأروهم الصّورة الحقيقيّة كما هي.

بربّكم تصرفوا، الوضع إلى مزيد من الفلتان والتّعنّت والتّمرّد،حكام العرب يتمسّكون بكراسيهم ومناصبهم، هم يخافون أن تُفضح حيلهم ومخطّطاتهم، هم يتلذّذون بسرقة لقمة عيشنا والبسمة من وجوهنا

الموضفين والمعلمين والمواطنين ينذلون على أبواب المُستشفيات والبنوك والدّوائر والطّرقات، ويكدون ليل نهار خوفًا على موت عوائلهم من الجوع …

بربّكم تصرفوا، وأنقذوا هذا الشعب، تصرّفوا ولا تُساهموا في الجريمة الّتي تحصل، أطلقوا صفّارات الإنذار، فلتكن أفعالكم أقوى من كلماتكم، ونحن نعلم أنّ الدول العربية اليوم لا تمرّ بأفضل أيّامها

إبدأوا من جدران بيتكم وانطلقوا نحو الخارج. أوقفوا كلّ هذه السّخرية، وأنقذوا ما تبقّى من هذه البلاد.

بربّكم تصرّفوا، شعب اليمن ينزف، شعب اليمن لولا إيمانه لما بقِي صامِدًا حتّى اليوم، ولولا وجود حكمتة لما واجه كلّ هذه التحديات، فكونوا على قدر هذه المسؤوليّة الموكلة إليكم، وأعيدوا إلى اليمنيين ثقتهم بالسلام العالمي الذي تزعمون به لأنّ زمن العجائب ولَّى!

أ/نبيل محمد المراني*
رئيس.مبادرة.نبض.الحياة.الخيرية.والتنموية.tt

You might also like