عامُ التحولات الكبيرة .
أحمد داوود
نودِّعُ بعد أَيَّـام سنةَ ٢٠٢٠، والتي كانت فيها الساحةُ السياسية والأمنية والعسكرية ملتهبةً، لكن الكفةَ كانت تُرَجِّحُ لصالح الجيش واللجان الشعبيّة والسلطات الرسمية في صنعاء على كافة المستويات.
وبنظرة فاحصة للأحداث، نلحظ أن منسوب الجرائم المرتكبة من قبل العدوان الأمريكي السعودي ضد المدنيين قد انخفض مقارنة بالسنوات الماضية والتي كانت العربدة السعودية لا حدود لها.
وفي الميدان العسكري تهشمت جبهات العدوّ، وكُسر ضلع العدوان في أكثر من جبهة، فجبهة نهم على سبيل المثال التي كانت من أشرس الجبهات ويعتمد عليها العدوّ في تهديد العاصمة صنعاء قد طويت إلى الأبد بعد أن طهّرها الأبطالُ في عملية البنيان المرصوص، ومثلها جبهة الجوف التي حسمها الأبطال لصالحهم في عملية فأمكن منهم.
شعار “قادمون يا صنعاء” الذي كان يطلقُه المرتزِقةُ ليلاً ونهاراً، سِرًّا وعلانيةً، أصبح كابوساً عليهم، فتحول المجاهدون من وضعية المدافعين عن صنعاء إلى وضعية المهاجمين لمدينة مأرب المعقَل الرئيس للمرتزِقة، وما هي سوى أسابيع ويبرق الانتصارُ من هناك.
لقد كانت التحولات جلية بالفعل خلال هذا العام، ولو قُدِّرَ للأعداء الانتباه لخطاب قائد الثورة مع تدشين العام السادس للصمود اليمني لتوقفوا على الفور، فهو عام المفاجآت التي لم تكن في حُسبان العدوان، ولهذا فَــإنَّ الأرض تتزلزل من تحت أقدامهم، ويتجرعون ويلاتِ الخزي والهزيمة ومع ذلك يستمرون في المكابرة.
حتى مخطّطاتُهم الشيطانيةُ التي كانت تحاولُ ضربَ الأمن والسلم في صنعاء أُجهِضت، وانتصرت الأجهزةُ الأمنيةُ على الخونة في أكبر إنجازٍ أمني يُسجَّلُ في عملية “فأحبط أعمالهم”، وهي عمليةٌ أعادت الاعتبارَ لرجال الأمن والمؤسّسات الأمنية.
ولأَنَّ الضرباتِ العسكريةَ كانت مؤلمةً للمرتزِقة في نهم ومأرب والجوف، فقد حرّك العدوانُ أدواتٍ جديدةً لإنقاذ مرتزِقته، فظهرت خيانةُ ياسر العواضي، وخرجت العناصرُ الإجرامية التكفيرية من جُحورها، وجاء نصرُ الله المبين، ليسحقَ العواضي وتلك التنظيمات، وتتطهر البيضاء من رجس القاعدة وداعش.
إن ما حدث خلال هذا العام يفوق الخيال، ففيه سمعنا ولأول مرة المتحدث باسم قوات تحالف العدوان يرجو من أنصار الله تحكيم العقل والمنطق، وسمعنا صراخهم إلى هنا وهم يستنجدون بمجلس الأمن لإنقاذهم من الضربات الصاروخية وغارات الطيران المسير.
والآن يكتمل هذا العام، وأبطال الجيش واللجان الشعبيّة على وشك تحريرِ شمال اليمن بالكامل، باستثناءِ بعض المناطق، وفي جُعبة القيادة الثورية والسياسية الكثيرُ من المشاريع لتحقيقها لإحداث نهضةٍ في عدة مجالات، كتلك التي حدثت في مجالِ التصنيع الأمني لمدرعات بأس ١، ومحاولة إنعاش القِطاع الزراعي، ومحاربة الفساد، وإنَّا لَنرجو أن يتحقّقَ في العام القادم المزيدُ والمزيد، وما ذلك على الله بعسير إن وجدت الإرادَةُ والعزيمةُ والمثابرة.