المتسلقون على دماء الشهداء
إب نيوز ٢٣ ديسمبر
بقلم /محمد صالح حاتم.
تحل ّعلينا الذكرى السنوية للشهيد، والتي نحتفل بها تكريما ًوتعيظما ًوتقديساً لعظمة ماقدمه الشهداء، في سبيل نيل الحرية والعزة والكرامة.
وامام عظمة ماقدمه الشهداء،ومكانتهم في المجتمع وعند الله سبحانه وتعالى والمنزله التي انزلهم فيها وهي مكانه لاتضاهيها أي مكانه ،و تصغر امامها كل الاعمال . . علينا جميعا ً أن نقتدي بهؤلاء الشهداء وأن ّ نمضي على دربهم ونسير على خطاهم، ونكمل المشوار الذي بداؤه حتى تحقيق النصر المبين على العدوان.
ولكن هنالك من يستغلون دماء الشهداء، ويتاجرون بها ويتسلقون على دمائهم،ويمنّون على الوطن والمجتمع انهم قدموا شهداء، بهدف كسب المناصب وجني الارباح.
وما أكثر مثل هؤلاء وقد ظهروا في الأونه الاخيرة واصبحوا معروفين من خلال ممارساتهم وسلوكهم وهنجمتهم وتكبرهم فتراهم يلصقون صور الشهداء على مخازن بنادقهم، وزجاجات سياراتهم،ويتباهون ويتكبرون بين افراد المجتمع وفي المجالس والاجتماعات والمناسبات، حتى في الطرقات يفحطون بسياراتهم في وجه رجل المرور وجندي الأمن الواقف في نقطة التفتيش يؤدي عمله،بمبرر انهم قدموا شهداء ،وعند تسليم كروت الغاز من العقال يخالفون النظام ويتخطون النساء والرجال المنتظمين في طوابير منذ ساعات الفجر الأولى متشدقين بقولهم : انا قدمت شهيد.
بل أن بعضهم يبحث عن منصب مدير عام او منصب وزير او عضو مجلس شورى، وليس اهلا ًله ولايملك المؤهل وليس عنده خبرة او كفأه لهذا المنصب وكل ذلك بحجة أنه قدم شهيد.
وقد يكون اغلب هؤلاء المتسلقين على دماء الشهداء ممن كانوا يمنعون الشهداء من الذهاب إلى الجبهات،ويعملون على تثبيطهم واحباطهم، وممن كانوا يتبرأون منهم،وانهم لايعرفونهم، وبعد استشهادهم يسعون لجني الارباح والسعي للحصول على المناصب من وراء دماء شهدائهم.
فيا هؤلاء لا تمنو على الناس والوطن انكم قدمتم شهداء؟
فالشهادة منحة آلهية عظيمة لاينالها ألا ّ من اصطفاهم الله، والشهيد عندما ذهب إلى الجبهات ذهب ليدافع عن الدين والوطن والعرض والشرف، لم يذهب من أجل منصب او مكسب مادي، او جاه له او لأفراد اسرته او اقاربه.
لاتسيئوا للشهداء، ولاتتسلقوا على دمائهم،بل أن عليكم أن تكونوا نموذجا ً راقيا ً وقدوه في التعامل والاخلاق والتواضع بين افراد المجتمع.
فالجهاد في سبيل الله والدفاع عن الدين والوطن والعرض والشرف والكرامه واجب على كل أنسان مؤمن بالقضيه،حر وشريف لايرضى بعيش الذل والأهانه،والارتهان للأعداء، ليس فضلا ًاو منّه ًمن أحد.