“بوابة كتابة وأسرة”
إب نيوز ٢٤ ديسمبر
أُميمة عثمان
في مثل هذا اليوم وقرائب ماقبل هذه الساعات مر نصف يوم على إضافتي لمجموعة الكترونية تضم أقلاماً حرة بشتى أنواعها الحِرفي، البارق حبرها المتفردة بنصوصها متوحدةً المبدأ، كلاً بطريقته ومصداقيته ينسج أحرفه فتلمع اسطره..
“اتحاد كاتبات اليمن”كان لي بمثابة بوابةٍ لعالم آخر، عالم يضج بالأحرف المعبرة، المثمرة، نصوصٌ أدبية، أسطر عامية..لايوجد بها أي عيبٍ أوخلل، تصنعٌ أو ملل، لأن منبعها قضية تضمر في القلب، تغذى بالقول والعمل، بالجهد المبذول بلا كلل، وإن وجدت العراقيل فإنما هي بمثابة غرابيل ليبقى الأنقى والأصفا والأصدق..
“أسرة اتحاد كاتبات اليمن” أما عن هذه الأسرة فلن أمل من الحديث، تعرفت على أكثر الناس لباقة، لطافة، بشاشة، أخلاقيات عالية، تراحم تعاون تكاتف، روحيتهن روحية بذل وعطاء، أطباء، حكماء،تارة مهرجون، وتارة مثقفون، وكأنه مكان فسيح المتسع كمنتزه يضم عدداً كبيراً من أفراد أسرتك، بل أجمل من ذلك، كلاً يساند الآخر ، وكأنها حكايا رسوم متحركة، كريمي، وروميو، وأحياناً كتوم وجيري، حقيقة تعرفت على أكثر الأخوات مصداقية من خلف هذه الشاشة، رغم الهشاشة وكأنهن يمتصن حزنك ويزودنك بجرعات من التفاؤل والقوة ..
لا ادري أين سيأخذني الحديث فقد تحجرت ولم تصبوا إليّ أحرفي كي أقتفي لكم أثر هذا السطوع المتخلل لأعماقي، وعن أي روحانية تجاه هذا الاتحاد سأتحدث؟؟
عن المبادرات، أم المغامرات التي عشتها مع أحرف سطعت بداخلي، أم عن جمال الرقي الأحرفي المختفي بعباءة الجود والمحبة، أم عن دموع انهمرت من جراحٍ صاغتها خلجات قلبٍ ضاق ذرعاً بالمجريات الدامية، بالخيانات المتتالية لم يبتغيها الفؤاد عوجانية، أم عن تراحم بعضنا لمن حولنا عن لهفتنا للجود ولو بالقليل لإطعام مستضعفٍ عليل، وابهاج طفلٍ يتيم الأبوين مسلوب الطرفين، أم عن أم الشهيد التي قدمت فلذة كبدها ومازالت تصارع حقيقة الفراق وكم هي تشتاق لإحتضان ولدها بل شهيدها المغوار، لكنها تقتات الزاد من وحي الزناد فتتجهم بوجه الغازي بعبارةٍ تهز كيانه تتوجه بها لربها قائلة” ربي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى إني بذلت نفسي ومالي في سبيلك ذا الجلال”
أم عن أخوات الشهداء والأسرى اللواتي أدمين قلبي بالأسى والحزن، عن شوقهن لاوئك الراحلين إلى قريب ليس ببعيد، إلى نعيمٍ ليس بزائل، تورمت الأعين من كثرة النحيب وليس لهن أي طبيب سوى الاحتساب والرضا دون عتاب، ولتستقيم الأنفس كي نلحق بهم صالحين مفلحين، فكن حقاً نعم أخوات الشهيد بتحطيمهن القيود والرضا بحكم رب الوجود..
تضخمت آلامنا من هول الحرب وما حملت فظن الغازي أنها ستقسوا فخاب رهانه وتسمرت أجفانه حين عدنا من بين الركام حاملين على أكفنا الأقلام والأكفان متكاتفين كالبنيان، يشد بعضنا بعضا، كلاً بالله يعين أخاه.
وفي الأخير تحياتي وشكري بعبق الرياحين والورود أبعثها لكم فرداً فرداً وأولاكم أرشدكم سناً وأوسعكم عقلاً ومن ثم الأساس لهذا الاتحاد العظيم إدارته الحكيمة التي أحكمت وتمكنت من جمع أقطارنا البعيدة كعائلة فريدة، دون الكتابة تشجيعها للمواهب كان أمراً صائب، جهودها المبذولة لن تذبل بإذن الله، سنسقيها واقعاً عملياً، لا أمليًا.
.