كل الثقة في وطني
إب نيوز ٢٥ ديسمبر
جهاد فايع
ينتابني شعور غريب وكأن الدول أصبحت كالأقزام التي لم ترى في حياتها عملاق وعندما رأته بدأت بتمجيده والسجود له وتقديم القرابين وأصبح حالهم ك حال العصور الأولى التي كانت تتعبد للأصنام الصماء التي لاجدوى منها إلا أنها عقائد وعادات ترسخت في أنفسهم وتقدست بسبب تقديس الأهل لها
اصبحت أخاف بشدة من هذه الطقوس التي يقيمونها لهذا العملاق الابله الذي يمشي مترنحا دون اتزان يأكل من هذا وينهب ممتلكات هذا ويضحك على ذاك وكأنه غلاف بدون عقل يعدل من تصرفاته التي اصبحت محط سخرية الجميع وأنا قد أكون من أوائل الساخرين فهو بهمجيته تلك وتصرفاته غير المبررة يعتقد بأن الكل يهابه ،،، لكن الحقيقة ان لاهيبة له ولا مكانة سوى أن كل من مد يده له وأصبحت بينهم تلك الشراكة المخزية أو ما تسمى بالتطبيع هي ماجعلت إسرائيل تتوهم بعملقتها فوق تلك الأقزام التي طالما خضعت للدول هذه ظناً منها أنها ستكون تحت جناحها في سلام تام
والمؤلم اكثر هو عند سقوط هذا العملاق الاسرائيلي ماذا سيكون موقف من يسمون أنفسهم بالعرب؟
عندما لايبق لهم صديق ولا قريب فلقد تجردوا من الإنسانية وخرجوا من كونهم أعراب عندما باعوا مقدساتهم بارخص الأثمان وقبل هذا باعوا دينهم وارتضوا اليهودية دون الإسلام وخضعوا وخنعوا لعبدة الشيطان ولهاتكي كل الحرمات ..
اصبح قلبي ينقبض كلما نظرت إلى الشريط الاخباري من سيكون التالي وحقيقة لاأخفيها أنني لم أعد أثق في أي دولة فكلما ظهر تطبيع لدولة ما مع إسرائيل ادخل في دوامة وبدأ العد للدول التي بقيت بدون تطبيع وابدأ بتنظيم الدول التي لا اتوقع منها هذا الانحطاط المخزي والأهم أنني أضع دولتي في بداية القائمة وكأنني أعلم من الله ما لايعلمون وهو أنني أعلم أن بلدي هي البلدة الطيبة وهي الحكمة اليمانية وهي خامدة الفتن وهي البلد التي أرعبت كل الدول التي تضامنت لكسر قوتها ولكنها بائت بالفشل
فبعد كل هذا الإرهاق والتفكير والترتيب للدول حسب من الأكثر بعدا عن الدين والمعتقدات والمقدسات
فااطمئن قائلة ليس وطني من يطبع مع اليهود وليست بلدي هي التي ستبيع القدس وهي التي قاومت هذا العدوان وتحملت هذا الحصار كله رغبة في إعلاء كلمة الله واسترجاع حقوق الشعوب العربية بالرغم من خضوع بعضها للتطبيع إلا أنها ستصل عما قريب في موقف الذي باع منزله وكل ممتلكاته وأصبح في الشارع يتجول كالمتسول بدون ما يسد حتى رمقه وفوق هذا قد تكون بعت دينك فأصبحت تحت مقت الله ولم يعد الله يسمع لندائك ولا لصرخاتك ولا لدعائك ولو دعوته بأعلى صوتك ولو دعوته بكل اللغات فقد أصبحت ممن قال الله عنهم
(ولو استغفرت لهم الله لن يغفر لهم )
ما اسوأها من لحظات عندما تنكس رؤوسكم في الدنيا قبل الآخرة وأن تذلوا وتهانوا من الأمة التي تنتمون لها كلها سعيا لرضى أعداء الأمة وأعداء الله
ألا لعنة الله على الظالمين وعلى كل رئيس دولة عربية طبع مع اليهود اقولها بكل ثقة أن اللعن والشتم أصبح قليلاً في حقكم لأنكم أصبحتم من حثالات المجتمعات وأصبحتم أوراق في التاريخ مخزية سيتخطاها كل من قرأ تاريخ الأمم العربية خجلا من أن يكون حتى مطلعا على مثل هذه المواقف غير المشرفة
سلام من الله على وطني الذي مازال ثابتاً على دينه ومبدأه بالرغم من كل المحاولات لإخضاعه…
#اتحاد_كاتبات_اليمن