منظومة الخندق.
منار الشامي.
عندما أراد الله لدينه أن يكن كان وعلى يد رسوله محمد صلوات الله عليه وآله فقام الإسلام وكان جوهره أن الله فتح على يد رسوله فتوحاتٍ عديدة ، فأسلم لهُ أغلب من كان يستوطن جزيرة العرب وأضحت راية الإسلام خفاقة عالية ، بعدها بدأت الرسالة الإلهية بالإتساع وأضحت رقعتها أمدَّ وأكبر ، بل إن الرسالة الإلهية تحولت إلى عالمية فانتشر الإسلام على يدِ رسول الله صلوات الله عليه وآله وبفضل صناديده وخيرة من فيه من رجالٍ جعلهم الله لمحمد سند ومتكأ .
لا يُخفى على الجميع أن الإسلام حظيّ بوجود العظماء من أصحابِ رسول الله فيه وبخلاف أنهم لم يكن يجمعهم سوى الرابط الديني، ومع أن أكثرهم كانوا عرب كالإمام الأكرم علي عليه السلام وكعمار بن ياسر وكحمزة بن عبدالمطلب وغيرهم من قادة المسلمين ، ولكن دونما العرب كان هناك ممن كان أصلهم من مناطق أخرى كسلمان الفارسي الذي قال فيه الرسول صلوات الله عليه وآله “سلمان منّا آل البيت ” فلم تتأثر العلاقة الإيمانية بالمناطقية وكان المقياس التقوى لا الانتماء بل إن معركة الخندق كان سلمان أحد أبطالها ، ومن هذا المنطق تجلى للجميع أن الإسلام واحد لا يقبلُ بالتعدد ، وأنه جامع لا يخضع للشتات.
وهكذا اتضح أن الإسلام عندما جاء كان الغرض من اتساع رقعته وانتشار رسالته أن تتوحد الأمة وأن يكون مسارها واحد ، فالأمةُ التي عدوها واحد لا تتعدد سُبل الدفاع عن نفسها من عدة طرق بل إنها تنطوي ضمن قيادة واحدة؛ أمةً متوحدة .
اليوم ووفق التوجهات المرسومة والمسارات الموضوعة ، نستطيع القول بإن إسرائيل حققت نقلة نوعية بالمكر على أنظمة الخيانة والعمالة وأشباه الأحذية كما قال السيد القائد ولكن الشيء الذي غلب هذا هو التوجه الواحد لمحور المقاومة كافة .
ما يجب على الامة أن تعيهُ هو أن تكون أمة واحدة وذلك نتاج طبيعي لإن عدوها معروف وكل شيء أضحى مكشوف بل إن ما حدث في الآونة الأخيرة من إنزلاقٍ مدويّ لأنظمة الحكم في بعض الدول العربية التي أنضمت إلى منحدر التطبيع هو خير شاهد أنه لم يعد هناك ما يجعل الشعوب والأمة كافة في احتيار لاختيار طريقها ، لأن كل شيء تغربل وماعاد من اشتباه في التحقق من المسار.
ماقاله سماحة السيد القائد في محاضرته الأخيرة من أننا لا نقبل بتجزئة المعركة هي الخطوة الأولى لتحقيق النصر للأمة وإظهار هشاشة العدو الإسرائيلي وإلحاق الهزيمة به، ، بل إن هذه الخطوة هي تفعيل تام لأمر الله {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} وهذا الأمر يخاطب الأمة كل الأمة ضد منهجية الشيطان الذي اتبعته إسرائيل تحت عنوان”فرق تسُد” ، وباعتقادي أن هذه الخطوة مثلت ضربةً قاصمة في ظهر العدو الذي سعى كل السعي على أن تكون حدود الدول تجزئة للمعركة .
أي ان تجزئة المعركة لن يقبلها محور المقاومة ، وهذا الشيء الأمةُ معنية بإن تُحققه لأنها أصبحت تملكُ عناصر القوة التي لن تذل الأمةُ بعدها ولن تضل ، فأن يظهر من يحرك القرآن من أولياء آل البيت هنا يتحقق قول الرسول (ما إن تمسكتم به لن تُضلوا من بعدي أبدا)
ومن هنا ينبأ المستقبل عن أن المعركة ستتوحد ما دامت تتجه نحو هذا المسار التوحدي ، وأن العدو خاسرٌ لا محالة ، وأنهُ إذا ما استشعر الجميع أهمية القضية لن يُعيق التوجه شيء ، فالقضية القدس والعدو أمريكا وإسرائيل، وهنا تتفعل منظومة الخندق التي تجمع الأمة تحت لواءٍ واحد ووفق طريقٍ مرسوم .
#اتحاد_كاتبات_اليمن.