أمة واحدة وعدو واحد.. قادة المقاومة يجددون العهد والولاء لدماء الشهداء
إب نيوز ٩ يناير
إكرام المحاقري
لطالما تعمدت قوى الشيطان في “الغرب” الاستعماري تشتيت اللحمة العربية والإسلامية وزرع النزاعات الواهنة في المجتمعات العربية، مستغلين حالة اللا وعي واللا بصيرة التي قد وصلت اليها الأمة الإسلامية بسبب تغلغل الثقافات “الغربية” في أوساط شعوبها، والتي وضعت حواجز بين شباب الأمة ودينهم، وتمكنت بشكل عام من رأس الهرم في الدولة، وثقفت الشعوب لما تقتضيه المصلحة الصهيونية في المنطقة، وتحت مسميات السلام تركت الأمة الإسلامية السلاح، في الوقت الذي جعلته أمريكا شعار حربٍ لها، “إذا أردت السلام فاحمل السلاح”.
وقد سبب هذا الاستهداف للأمة العربية والإسلامية والذي جعلها منقسمة وجعل منها مربعات وكانتونات منفصلة ومنغلقة على نفسها وكل جهة لها ثقافتها الخاصة، في الوقت الذي يتمسك الغرب فيه بلحمته وثقافاته ودياناته المتعددة، فالعدو يرصد حركة الشعوب المسلمة ويعمل ليل نهار على بث السموم من خلال الثقافات المغلوطة بعدة اشكال حتى أصبح لها قبول وتاثير، وبعد ما لاقى مشروعه التدجيني الإستجابه التامة، قام بتحريك ورقة “صفقة القرن” ومن ثم الإنخراط بشكل معلن في أوساط الأمة المسلمة تحت مسمى التطبيع، وهكذا..
وبعد أن تم استهداف العقل العربي لم تعد الشعوب العربية في المنطقة تعي خطورة التمزق والتفتت، ولم تعد تعي أن الأمة الإسلامية لها هدف وقضية واحدة وعدو واحد، لهذا اشتعلت الحروب في المنطقة لصالح العدو الصهيوأمريكي، وكانت تلك الحروب باسم الدين ومسميات أخرى كـ القومية والعرقية وغيرها من المسميات الأخرى للأسف الشديد.
وبـ الحديث في غمار التضحية والعطاء والإستبسال والوعي القرآني الذي خُلق من رحمه وعيا سياسيا وعسكريا واجتماعيا، نجزم بانه قادر على هدم المشروع الغربي، وبان دماء الشهداء من أحرار المقاومة في العالم هم معول الهدم، وهي من ستحفظ للأمة الإسلامية كرامتها، فـ الشداء هم من عرقلوا مشروع العدو الصهيوني في الشرق الأوسط، لذلك فقد اضطر العدو لاشعال حرب عسكرية في المنطقة حتى يتسنى له تمرير المشاريع الاستعمارية.
وهذا ما حدث فعلا، فحين فشلت المخططات في العراق وسوريا وإيران ولبنان، وجهوا البوصلة باتجاه باب المندب لذلك شكلوا تحالف عدواني تحت مزاعم الشرعية، وأرادوا التّحكم بالقطر العربي من نقطة حساسة هي متحكمة بملاحة البحر الاحمر بشكل عام.
وبالعودة إلى موضوع الأمة الواحدة الذي ركز عليه السيد القائد ”عبد الملك بدرالدين الحوثي“ في خطابه بمناسبة إختتام فعاليات الذكرى السنوية للشهيد، قد تجسد واقعا ملموسا في الساحات المقاومة حين توحدت في حمل قضية ومشروع وثأر الشهيدين ”قاسم سليماني وابو مهدي المهندس“، وهذا ما جاء به الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وهذا سبب استهدافه.
حيث وقد جاء هذا الخطاب بعد خطاب سيد المقاومة السيد حسن نصرالله، وكلاهما التقيا في نقطة واحدة، ترغيب في الشهاد، وتعظيم للشهداء، ووعيد للعدو الصهيوني، وهذه النواة الرئيسية لثقافة الشهادة التي خلقت المجد وصنعت النصر من رحم المستحيلات.
ولعل الفشل الذريع الذي الم بحال العدو “الصهيوأمريكي” هو استهدافهم لإخفاء الأشخاص متناسيين بقاء أثر المشروع، والذي أصبح كفيل بكشف الاعيب الغرب ورص الأمة الإسلامية والعربية تحت لواء القرآن الكريم، وحينها ماذا سيكون على العدو عمله!!
نعم فالعدو الصهيوني قد حقق مآربة في المنطقة، لكن بعد مَسيرات اليوم في دول محور المقاومة، وتجديد العهد والولاء لدماء الشهداء الاحرار الذين ناهضوا المشروع الصهيوني وقدموا أرواحهم قربانا من أجل صحوة الأمة الإسلامية تجاه ما يحاك لها من مؤامرات.
وها هو العدو الصهيوني يواصل نفث السموم في “الشرق الاوسط” لكن هذه المرة قد لاقت المخططات الصهيونية تهديدات جدية من دول محور المقاومة على رأسهم القيادة الوطنية في “اليمن” والذين رصدوا التحركات المشبوهة للعدو في البحر الأحمر والمحافظات الجنوبية بشكل عام، وذلك لما تقوم به أدوات الإرتزاق من تحركات متطورة للسيطرة على ثروات ومقدرات المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.
فخلاصة الحرب هو ما حدث اليوم من صحوة عربية تجاه القضية الواحدة، وتوحيد المسار ومنطقه وبثقافة ورؤيته الموحدة، ولعل العدو قد حسب حساب ذلك وقد يتعمد إثارة الفوضى الداخلية بجرائم يقيدها ضد التنظيمات الإرهابية، وقد يحدث مالا يحمد عقباه.
فالضربة التي استهدفت مرتزقة حكومة الفنادق في مطار عدن حال الإستقبال كان مؤشرا واضحا لاستقرار العدو الصهيوني في المنطقة، فالادوات السعوإمارتية حتى وأن كانت لهم مصلحة فهي مصلحة للعدو الصهيوني، وتبقى تهديدات دول محور المقاومة هي من ستحسم الأمر في نهاية المطاف.. وهذا ما يحاول أن يتلافاه العدو لكن من دون فائدة.