الوعي والانطلاق على ضوء القرآن .
محمد أمين الحميري
نعي جيِّدًا أن التركةَ ثقيلة في باب الوعي والمعرفة في إطار الأُمَّــة كلها، ومنها في إطار بلادنا خُصُوصاً، وندرك أن التغييرَ نحو الأفضل في مختلفِ المجالات يحتاجُ إلى وقتٍ، لكنَّ من الأهميّة القولَ: إن أهم مدخل لتجاوز تلك التركة وتحقيق النهوض هو:
– رسمُ معالم الانطلاق على ضوء القرآن الكريم كدستورٍ للأُمَّـة، ومصدرُه اللهُ العليم الحكيم، الحافظُ له من الخلل والزلل.
– يلي هذا: الحرصُ على التقاءِ الأُمَّــة بكُلِّ توجُّـهاتِها في إطار القواسم المشتركة الجامعة محل اتّفاق وإجماع، وتمثل نقطةَ الأَسَاس لإصلاح الخلل.
والحَثُّ على الالتقاء في إطار هذه القواسم -من وجهة نظرنا- لا ينبغي أن يتوقفَ عند التنظيرِ والكلامِ للاستهلاك، وإنما ينبغي أن تتبعَه خطواتٌ عمليةٌ وخططٌ مدروسة، وبرامجُ نوعيةٌ هادفة بعدَ تحديد ومعرفة “مَـا هِي القواسم المشتركة الجامعة؟” كيف يمكن الالتقاءُ والالتفافُ حولها، كمدخلٍ للانطلاق في مسيرة التغيير بشكلٍ سليم، مَن هم المعنيون بهذه المهمة (في وضعِ الرؤى والتصورات، وفي وضعِ الخطط العملية) ثم كيفَ يكونُ التنفيذ؟).
ومن هنا ستؤتي الجهودُ المبذولةُ في هذا السياق ثمرتَها، وتتوسعُ دائرةُ الوعي في قضايا كثيرة.
وللعلم:
الرؤيةَ بالنسبة لنا اليوم في اليمن موجودةٌ وواضحةٌ، والقيادةُ متوفرةٌ، وهذا عاملُ نجاح قوي، فليذهب الناس إلى ما بعد هذا من تفاصيل، والترتيبُ بشكلٍ واعٍ وهادف ومنظم، أما العملُ بعشوائية وتحصيل حاصل فلن يثمرَ أبداً، وستظلُّ الفائدةُ المرجوَّةُ ضئيلةً جِـدًّا في واقع المجتمع (الذي له تركيبتُه كما يعلمُ الجميع)، والأمرُ يحتاجُ إلى وعيٍ وبصيرةٍ وحكمة؛ مِن أجلِ التعامُلِ الصحيحِ الذي يتحقّقُ من ورائه الارتقاءُ المنشود، دونَ الوقوع في مشاكلَ أُخرى إضافيةٍ.