من وحي كلمة فخامة الرئيس و كم تمنينا

إب نيوز ١٢ يناير

أثلجت صدورنا كلمة فخامة الرئيس ( المشّاط ) التي لو كنت قد أصبت فقد كانت في جزئيات منها : تحميل الجميع مسؤولية محاربة الظلم ، و منها : تهديد الظالمين بالقلق و الذّعر ؛ و هنا رائع أن يعيش الظالم في ذعر و قلق ، بل إنّه من البديهي و الطبيعي و الحقيقة و الواقع أن يعيش الظالم في هذه الأجواء و بهذه الطريقة ؛ فلولا ذعر الظالم و قلقه ما ذبّح فرعون مواليد ذكور مصر و استحيا نساءهم ، و لما أمر هامان أن يبني له صرحا يوصله للسّماء ( على حدّ قوله ) ، ولولا خوف الظالم و قلقه ما ترك إخوة يوسف ( و هم من ظلمه) أخاهم( بنيامين ) كرهينة لدى سيدنا يوسف ( عليه السّلام ) ،،
و أيضا لولا خوف الظالم و قلقه ما قدّت ( زليخة ) ثوب سيدنا ( يوسف ) من دبر و هي تلحقه ، و لما زجّت به في السّجن أحلى سنين عمره ،
لولا خوف و ذعر الظالم ما أشعل ( النّمرود ) نارا ليلقي فيها خليل اللّه ( إبراهيم ) ، ،
و لولا خوف و قلق الظالم لما ارتدت أفعال الظالمين عليهم إذ أن : الظلم صنوف منها ظلم الإنسان لنفسه بالشّرك بالله ، و هذا أشدها، و منها ظلم الإنسان لنفسه بظلمه لغيره ، و هنا الظالم حين يظلم لايظلم إلّا في بيئة ممهَدة معبّدة له ، و إلّا فلا قدرة له على فعل الظلم ( لوحده ) ؛ فالظلم جمعي في الوعي و الفعل ، و لو لم تكن حاضنة له لما كان ،
ولو تتبعنا حاضنة الظالمين فيما ذكرنا من قصص القرآن ( و ما أكثرها ! ) لوجدنا أهم مرجعية لها و أكبر حافز لها و موح بها و مقدّم لها : هو غرور الظالم و كبره و استعلاؤه الذي تغذّيه الحاضنة التي كثيرا ما تكون من المستفيدين من عملية الظّلم ليتمّ نهاية بفعل الظلم الذي بعدها يصبح جماعيا في غياب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و في تصنيم حركة النصح و التناصح ما يؤدي لجمود في تبصير الظالم بظلمه ،
نعم : لا يُفعل الظلم إلّا بمشاركة البيئة و المحيط الذي هو فيه ، بل إنّه يتحصن بتحلّق لفيف من المروّجين المؤيدين لهذا الظالم أو ذاك ، و لنأخذ مثلا طازجا للظلم ممّا صرّحت به أمريكا و المستكبرون عن ( أنصار اللّه) بأنّهم حركة إرهابية ؛ فهذا التصريح المغاير للواقع ليس إلّا تغطية لشعور الفشل و القلق و الذعر من حركة ( أنصار اللّه ) التي حمت اليمن منهم ، و واجهتهم و هزمتهم و قهقرت أحلامهم و داست أطماعهم ؛ و لعجزهم يتهمونها بالإرهاب و هم أم الإرهاب و مصدره ، و هكذا فعل الظالمين الذين احتضنهم حكام العرب المسوخ من دول الخليج و مصر و الأردن و المغرب و السودان و غيرها من بلاطجة المستكبرين ؛ فشعور أمريكا الظالمة بالقلق و الذعر من ( أنصار اللّه ) كشعور القلق و الذعر من إيران و من حركات المقاومة الفلسطينية و من حشد العراق و من حزب اللّه اللبناني و من سوريا الأسد ؛ فهؤلاء من يقلقون أمريكا و يشعرونها بالذعر كمقاومين لحركة استكبارها على مستوى العالم ، و لاضير من البوح بما نخشاه ( في دولتنا ) أن يكون ظلم حين يحوّل و يحوّر البعض انتقادات النّاصحين لأداء الحكومة و فسادها ( الذي لا و لن يخفى على أحد ) إلى مهاجمات و مناكفات شخصية ، و تقزيم ما في تلك التوضيحات و النصائح من نقاط مهمة كان الأجدر حملها على محمل الجدّ و الاستفادة من النّاصحين بدلا عن اتهام صاحبها بالخيانة أو العمالة أو انضمامه للطابور الخامس ؛ فاتهام أفواه النّاصحين الناقدين بصدق يسهّل و ينشئ بيئة مهيئة للظلم ، وحكايات الظالمين و ظلمهم ملأى و يطفح بها تاريخ البشرية ، و بدايتها تكون بمعاداة النّاصحين ، و لهذا ما كان يحتاج الأمر لكلمة من فخامة رئيس الجمهورية ليهدّد الظالمين بها ، بل كنّا ننتظر منه أن يقول :
_ ضبطنا الظالم فلانا و الشللي علانا، و تجري ( الآن ) محاكمتهم بتهم كذا و كذا و … الخ
_ كنا ننتظر في إطلالة فخامة الرّئيس أن يقول : تابعنا موضوع الرّواتب بجدية و عرفنا أن فئة من الشعب أصبحت مدقعة جدّا لا تجد ما تأكل فقمنا بعملية موازنة فأخذنا من حوافز المرفّهين ( الجمارك ، الضرائب ، الاتصالات ، البنوك ، ……الخ و أضفنا إليها شيئا من هيئة الزكاة و صرفناها ( شهريا ) نصف راتب لمن لا راتب لهم كحلّ يخفف من معاناتهم و يمتصّ احتقاناتهم التي قد يتسلّل من خلالها المحتل المعتدي بقنطرة مرتزقته الخونة العملاء الأنجاس ،،
_ كنا ننتظر القول : تم صرف رواتب لكلّ أسر الشهداء ( دون استثناء ) ، و متابعة حاجاتهم من و إلى فشهداؤهم بذلوا أرواحهم للجميع ،،
_ كنا ننتظر أن يبشر فخامة الرئيس مُقرّا بعلاج جرحى الجيش و اللجان الشعبية علاجا ( من و إلى ) في المستشفيات و تحمّل تكاليف العلاج من ( طقطق لسلام عليكم ) ، و عدم إهمال بعض الحالات ما أدّى إلى عطب في أطرافهم و أبصارهم ،
و رغم ما تبذله الدولة لأسر الشّهداء و الجرحى إلّا أن هناك قصورا كبيرا ،،
_ و كم تمنينا على فخامة الرئيس : تفعيل الضباط الشّرفاء ، و تعيينهم لنزاهتهم و إخلاصهم و نظافة و براءة ذممهم من كل جريمة، و اعتبارا لشهاداتهم الأكاديمية ترقيتهم دون شلليات و محسوبيات لا تنويمهم جنب النساء في البيوت و استبدالهم بكم من فاسد لص مسيئ مشوه للدّولة و للمسيرة التي يعمل ضد اتجاهها ويتحصّن باسمها و هي منه براء .
_ كم تمنينا ، و قد تحققت أمنياتنا فعلا في ملامح النّهوض الشافي للصّدور بالتّصنيع العسكري و الدفاعي و الهجومي ، و في إحداث ثورة زراعيّة هدفها الوصول إلى الاكتفاء الذاتي ، و تحققت أمنياتنا في إحياء ركن الزكاة ( الذي يضرب بمسؤوليه المثل في نبلهم و نجاحهم ) ، و في حركة التطوير و العمل الدؤوب التي ترفع الرأس في مجالات شتى إلّا أننا لا زلنا نطمح من دولتنا أكثر لنقلق المستكبرين أكثر و نسد فجوات قد يتربصون بنا منها،
نعم : فأمنياتنا فوق فساد كثير من الوزراء و المسؤولين الذين لازالوا يحكموننا رغم شهادة الأرض و الإنسان لهم بالفساد ، و على هذا قال ( عزّ و جلّ) : ” و قل اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون ” ، و السّلام .

أشواق مهدي دومان

You might also like