بعدما يئسوا من تطويع إيران،
إب نيوز ١٢ يناير
هل سيكون باب المَندب بديلاً عن مضيق هَرمِز؟
{ اليَمَن… البوابَة الجنوبية للمملكة{العبرية} السعودية، وباب المندب الذي يقع شمال شرق شبه الجزيرة العربية، وجنوب البحر الأحمر، أصبحآ هدفاً إستراتيجياً للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، لأهمية موقع اليمن الإستراتيجي على السواحل الجنوبيه وعلى حافَة المضيق ولأهميتهِ الإستراتيجية الكُبرَىَ منذ إن أبحَرَت السفن وطافت فوق مياه البحار بعد نبي الله نوح عليه السلام.
[ الشيطان الأكبر {أميركا} والشيطان الأصغر إسرائيل وخلفهما بعران الخليج المُطَبِّعين بعدما فقدوا الأمَل من تطويع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإركاعها بحثوا عن منفذ آخر لا يقل إستراتيجياً بأهميتهُ عن باقي مضائق بحار العالم ومن بينها هَرمِز ومضيق جبل طارق، حيث يعتبر المضيق ممراً ضرورياً للسفن التجارية وناقلات النفط من البحر الأحمر بإتجاه المحيط الهندي والهادئ وممراً يربط بينهما وبين البحر الأحمر والبحر المتوسط عبر قناة السويس تستطيع من خلاله النفاذ الى السواحل الغربية لأفريقيا.
إسرائيل التي بَنَت قواعد عسكرية لها في بعض الجُزر الأرتيرية المقابلة لليَمَن وداخل الأراضي السعودية وفي كردستان العراق هي بالتأكيد تحتاج لممر آمن لسفنها وغواصاتها النوويه وصولاً الى السواحل الأفريقية وإلى المحيطين الهندي والهادئ،لعبت دوراً مركزياً في الحرب المفروضة على الشعب اليمني منذ أكثر من خمس سنوات، وهناك معلومات دقيقة ومُوَثَّقة تشير إلى إشتراك طياريها في عمليات القصف الأكثر جنونية على المدن والبلدات اليمنية إلى جانب طائرات دُوَل التحالف السبعةَ عشَر.
[ من هنا يظهر حجم العناد الأميركي برفضه وقف الحرب رغم الخسائر للكبيرة التي مُنِيَت بها السعوديَة ووصول إقتصادها إلى حافة الإنهيار وإستنزاف الإحتياطي المركزي لديها!
[ طبعاً واشنطن لا تأبه لكل هذه المصائب التي صَبَّت على رأس السعودية لطالما أنها تستفيد من بيع الأسلحة، واللذين يموتون عرب ومسلمين ليسوا أميركيين أو صهاينة، ولطالما أيضاً لا تدفع أو تتكلَّف فلس واحد من تكلفة الحرب الحاصلة، فإستمرارها لن يؤثر عليها أبداً وهي مصممة على إجبارهم بالإستمرار بها حتى يخضع الحوثيون لمطالب واشنطن ويتم تجريدهم من أسلحتهم وإبعادهم ديمغرافياً عن منطقة شمال اليمن وشرقه إلى الوسط أو أقصى الجنوب وضمان باب المندب ممر آمن للسفن الصهيونية إلى ما شاء الله.
خمس سنوات وأنصار الله يحققون نصراً خلف نصر وكانت هناك محاولات كثيرة ولا زالت لضربهم من الداخل جميعها بائت بالفشل أهمها خيانة علي عبدالله صالح عفاش، الذي أردوه الحوثيون على قارعة الطريق تأديباً له كخائن، ودرساً لِمَن تسول له نفسه الخروج عن خط سير القطار الوطني بالدفاع والتحرير.
بعد القصف المكثف وزرع الموت والدمار بين المدنيين وتدمير المعالم الأثرية، والمصانع والسدود وكل البُنَى التحتيَة في اليَمن، بقيَ اليمنيون الشرفاء صامدين يقاتلون بشجاعة على كل الجبهات بثيابهم الرقيقة والأغلبية حُفاة صابرين محتسبين متخذين الله وليَهُم ونصيرهم.
لكن أميركا مصممة على أن يكون اليَمن بديل؟ فإيران يصعُب إخضاعها وفي حال فشلوا في اليَمن فإن المضائق الإثنين ذات الأهمية الكُبرَى سيصبحان خارج السيطرة الدولية وسيتحكم اليمن وإيران بمرور للسفن يجيزون لمَن يرغبون ويقفلون الطريق على مَن يريدون، الأمر الذي سيقطع الطريق على البحرية الأميركية والأوروبية في حال رغبوا بنجدة إسرائيل وسيقطع الطريق على السفن الإسرائيلية التي ترغب في إختصار الملاحة لأكثر من عشرين يوماً.
يخطط الأميركيين والإسرائيليين لبناء قواعد عسكرية دائمة لهم في اليمَن على سواحل عَدَن وفي جزيرة سُقطرَة وربما تذهب الأمور إلى تدخل عسكري بري مباشر ضد انصار الله من أجل ضمان دفعهم الى ألوراء من جهة الجنوب ومن الجنوب الشرقي لإبعادهم نحو داخل العمق اليمني لأكثر من مئة كلم، وهذا الأمر كان العمَل جارٍ عليه على قدمٍ وساق أثناء ولاية ترامب وأظن أن بايدن الصهيوني القادم لَن يتوانى عن المُضي بتنفيذ هذه الأجندة الإسرائيلية المهمة بالنسبة إليها؟
التقديرات تقول أن الأشهر القادمَة ستكون صعبَة جداً في اليمن إذا لَم يحصل تغيير سريع وجذري في خريطة الأرض العسكرية، لأن واشنطن هيئَت للمصالحة في الجنوب عبر تشكيل حكومة صيصان في الرياض استقبلتها ابو ظبي بالقصف والدماء؟ وما إعلان وزير خارجية الإمارات العبرية المتحدة قرقاش عن التخلي عن اليَمَن إلا مناورة وكذبة سَمِجَة لم تصدقها السعودية ولا الحوثيين وهي تصُب في حوض النزاع الخفي الذي يدور بين أبو ظبي والرياض.
[ ثانياً تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية خلال الإسبوع الأخير لولاية بومبيو وترامب ما هي إلاَّ عصا في دولاب عهد بايدن يهدف إلى زيادة تعقيد المُعَقَّد في الأزمَة اليمنية ولعرقلة جهود السلام الرامية لوقف إطلاق النار،
إن تصنيف أنصار الله منظمَة إرهابية يُعقد المفاوضات الجارية والقادمة كَون واشنطن ترفض التفاوض مع مَن أسمتهم إرهابيين بنظرها، ولإضفاء الشرعية على حكومة هادي والأمر الذي يبعد أي أمل بالتوصل الى وقف لإطلاق النار على الجبهات ويعيق تنفيذ الإتفاقيات التي تنص على تبادل الأسرَىَ وتنفيذ اتفاق السويد ونسفه برمته، تمهيداً لتنفيذ أجندات جديدة دخيلة على الصراع في اليَمَن على الإخوة في أنصار الله توخي الحذر منها والضرب على رأس الأفعى بلا رحمة حتى تعجز عن الحِراك.
إسماعيل النجار..
*لبنان [12/1/2021]