شكراً (ترامب)
إب نيوز ١٢ يناير
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
شكراً (ترامب)،
شكراً لأنك قتلت (سليماني) !
شكراً لأنك لم تشأ أن تغادر البيت الأبيض إلا وقد فضحت حقيقة الديمقراطية الأمريكية الزائفة وخلعت النقاب عن وجهها القبيح الذي ظلت تتخفى وراءه عقوداً وعقود .
شكراً لأنك أثبت لنا أنه ليس عندنا وحدنا تُقتحم المؤسسات الحكومية أو البرلمانية أو تُنتهك القوانين وتزور الانتخابات وتصادر الحريات وو ..
أنتم كذلك تقتحمون المؤسسات مثلنا وتتنتهكون القوانين وتزورون الانتخابات وتصادرون الحريات والحقوق أيضاً !
شكراً (ترامب) لأنك وبعملية حسابية بسيطة جداً استطعت أن تنجز وفي وقتٍ قصيرٍ جداً أكبر عملية فرزٍ معقدة وغامضة في تاريخنا العربي، فلولا آلة فرزك العجيبة هذه لما عرفنا الثابتين منا ولا اكتشفنا المهرولين على حقيقتهم والمطبعين والبائعين نقداً والبائعين بالأجل والبائعين بلا ثمن !
ولولا آلة فرزك هذه أيضاً لما اكتشفنا أن العرب لم يعودوا كما كانوا ينقسمون إلى بائدٍ وعاربٍ ومستعرب وإنما أصبحوا اليوم ينقسمون إلى (عربٍ) و(أشباه عرب) و(أذناب) !
شكراً (ترامب) لأنك علمتنا من ديننا ما ظللنا نجهله طوال أكثر من أربعة عشر قرناً، فلولاك (ترامب) لما اكتشفنا أن في ديننا خمرٌ (حلال) وديسكو (حلال) وقمارٌ (حلال) ولولاك أيضاً لما عرفنا أن الإسلام يمكن أن يبنى على أربع لا خمس !
شكراً (ترامب) لأنك خَبِرْتنا كما لم يَخبِرْنا أحدٌ من قبل وخَبِرْت أعجالنا وأبقارنا عجلاً عجلا وبقرةً بقرة، فلولاك لما علمنا أن بقرةً واحدةً من أبقارنا يمكنها أن تدر فقط في حَلْبةٍ واحدة أكثر من 450 مليار دولار ! أو أن من أعجالنا من لا يتردد في أن يقتل نفسه وهو يحاول أن يثبت أحقية إسرائيل واليهود بأرض فلسطين !
شكراً (ترامب) لأنك قتلت (سليماني)، فلولا أنك قتلت هذا الرجل لما علمنا أن هذا (الفارسي) (المجوسي) و(الرافضي) هو من كان يقف وراء تحول النضال والمقاومة الفلسطينية من مرحلة المواجهة (بالحجر) إلى المواجهة (بالقذيفة) و(الصاروخ) بشهادة (هنية) نفسه طبعاً، وأنه هو من أدخل السلاح وتكنولوجيا صناعة السلاح إلى فلسطين ولبنان وسوريا واليمن ليدافعوا به عن أنفسهم وليواجهوا به أيضاً مشروعكم الصهيو – أمريكي المشبوه والمتآمر المُوَّجه ضد الأمة العربية والإسلامية !
شكراً ترامب لأنك بإختصار الوحيد في هذا العالم وهذا العصر الذي جسَّد بيت أبي العلاء واقعاً :
وإني وإن كنت الأخير زمانهُ
لآتٍ بما لم تستطعهُ الأوائلُ !
#معركة_القواصم