وطنيون.. ولكن؟!
إب نيوز ١٣ يناير
محمد صالح حاتم.
المواقف تظهر معادن الرجال، والإيام تكشف حقيقة كل شخص، والأزمات تظهر صلابة وصدق وجديه ووطنية ويمنية كل يمني..
منذ بداية العدوان على اليمن قبل ست سنوات واشتداد الازمه وانعدام الموارد وانقطاع المرتبات،عرفنا من هو الوطني الحقيقي ومن هو الذي يعتبر الوظيفة تكليف وليست تشريف، وعرفنا من هو الموظف والوزير والمدير والمحافظ والنائب والعضو الذي سيداوم في وظيفته لأجل اليمن وليس من اجل الراتب، وأن كان الراتب حق كفله الدستور والقانون وتوفيره واجب على الحكومة.
الموظف الصغير يداوم في وظيفته لاينقطع عنها، يبحث عن حق المواصلات ليصل إلى مقر عمله، المعلم صامد في مدرسته يربي و يعلم ابنائنا ويبني الاجيال القادمه، ورجل الأمن يؤدي واجبه ليل نهار لحفظ الأمن والسكينة العامه، وافشال الجريمة، اما الأبطال من رجال الرجال في الجبهات من يذودون عن حياض الوطن فلن نتكلم عنهم ولن يكونوا ضمن المقارنة فلن نستطيع الكلام عنهم ولا عن دورهم وتضحياتهم فلا يبحثون عن منصب ولا مكسب مادي ولايريدون توفير سكن لهم ولا مواصلات..
وامام هذا كله يوجد بعض من قيادات الدولة والسلطات العليا الذين يمدحون القيادة الثورية والسياسية ويصرخون ويعلقون الشعار وصور الشهداء على بنادقهم وتراهم يذهبوا إلى مكاتبهم فوق السيارات المدرعة ويخرجون من الفلل والعمارات الفخمه، والحرس يرافقونهم يستلمون مرتباتهم او تصرف لهم حوافز وعلاوات مئات الآلاف شهريا ً لانه وزير او محافظ او نائب وزير او وكيل او مدير او قاضي وما إلى ذلك، واذا تآخر صرف تلك العلاوات والحوافز لظرفٍ ما تسمعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي يصيح ويتهم القياده بالخيانه وانهم الوجه الآخر للعدوان وانهم فاسدين، وانهم يحاربون الوطنيين، ويتهم هذا بتهمه ويلصق في هذا تهمه وغيرها، وينقطع عن عمله ويهدد بالخروج للشارع للتظاهر وكشف الملفات والبعض يهدد باعلان الانفصال والبعض يرتمي في حضن العدوان والسبب أنه لم يستلم حوافز او علاوات، وهؤلاء كثير ونسمعهم دائما ً ويصفون انفسهم بالوطنيين، وانهم افنوا حياتهم في خدمة الوطن..
أما و لاقدر الله وتم تغيير واحد من هؤلاء فالقيامه ستقوم وسيقلب الدنيا قلب، ويسب ويشتم ويتكلم عن القياده انها تقصي الكوادر المؤهلة والشخصيات الوطنيه وتستبدلها بالمقربين منها ووووو. وأن حصل مثل هذا الأمر فأنت موظف دوله خادم للشعب متحمل أمانه فعندما يتم تغييرك لأي سبب ٍ كان؛ فيعد ذلك تشريفا لك ولصالحك وابعاد الأمانه من على عنقك وتحميلها شخص آخر فلماذا تنزعج مادمت الوظيفة التي كنت مسؤول عليه امانه، وكانت بالنسبة لك تكليفا وليست تشريفا ومغرما ولا مغنما ..
فالوطن اليوم محتاج وطنيون بمعنى الكلمة الذي يخدم الوطن لأجل الوطن، ويعمل من اجل المواطن.
فالوطنية ليست ثوبا ً تفصولنه على من تشاؤون و تلبسونه متى ماشأتم وتخلعونه متي ما تشاؤون، تستخدمونه وقت ماتحتاجون له وتتركونه عندما تفقدون مصالحكم.
الوطنية معيارٌ قلّ أن تجد من ينطبق عليه اليوم …
والإيام ستكشف من يستحق أن ينادى بالوطني…