كيف أكون عظيمة؟
إب نيوز ١٤ يناير
سهام محمد
لكي نكون عظيمات فحريٌ بنا أن نتحدث أولاً عن العظيمات وان نتأمل في حياة جميلات بهن صار الجمالُ جميلاً ومنهن القمر اقتبس حُسنهُ، لكي نصل لقطرةٍ من فيضِ عطاءهن علينا التعرف على سيرتهن المشرقة وسر وجود الجمال بوجودهِنْ،فالرُقي ارتقى برُقيهن الإيماني،نسوةٌ لولاهُنْ ماتلونت الأزهار بألوانها الزاهية،فبأخلاقهِنْ تجملت الحياة،لمثلهِنْ خُلقتِ الجنان.
فجديرٌ بنا نحنُ المسلمات أن نتعلم وناخذ الدروس والعبر في مدرسة القدوات والنماذج الراقية للمرأة المسلمة المؤمنة،ولنستلهم العظمةُ من مكارم أخلاقهِنْ،فلتصفح محاسن صفاتهن صفحةٌ صفحة،فها هيَ أم موسى تجسد لنا اسمى معاني التضحية تسليماً وثقةً وإيمانٍ بالله،وها هيَ آسية بنت مزاحم ترسم لنا لوحةً من الوعي والصلاح،وها هيَ أخت النبي موسى علمتنا بأن التقوى أعلى درجات الإيمان،وهاهيَ امرأة نبي الله عمران تقدم لنا درساً في البذل والعطاء على مستوى عالي من الإيمانْ،وها هيَ العذراء مريم بنت عمران النموذج الراقي لكل النساء تميزاً وطهارةً ورُقياً،وهاهيَ أم المؤمنين الزكيةُ المرضية زوجة الرسول صلوات الله عليه وآله تعلمُنا درساً عظيماً في النهوض بالمسئولية في كل نواحي الحياة صبراً وثباتاً وجهاداً في وجه الطغاةِ المتجبرين.
فهُنا كتابٌ متعدد الصفحات التي كتبت ومازالت تكتب بين سطورها حروفٌ من نور وكلماتٌ من الأبداع الآلهي وصفاً لمن بجمالها انخفت ضوء الشمس لهفةً لحسنِها الجذاب،أنها النموذج والقدوة المتميزة بل هي ابرز وأعظمُ النساء التي قدمها لنا القرآن وديننا الاسلامي، من جمعت بين كل صفات الكمال والرقي الإنساني والإيماني،أنها الصابرة والثابته والصامدة والمجاهدة والرحيمة،عرفت بالعبادة والتقوى والعمل في سبيل الله،أنها الأسوة الحسنة،هي المتبتلةُ بالطاعة المنقطةُ لله،هي النقيةُ التقية هي الزكيةُ الطاهرةُ البتولةُ الحوراءُ الفاطمةُ الزهراء،أنها سيدة الدنيا والآخرى أنها سيدة نساء العالمين أُمُ ابيها ،سلامٌ عليها وعلى ابيها خاتمِ الأنبياء محمد صلوات الله عليِه وآله،هي مدرسةٌ متكاملةٌ،نعمُ الأبنةُ لوالديها أدبٌ ووقار،نعمْ الزوجةُ مودةً ورحمةٌ ووفاء،نعمْ الأمُ مربيةً ومعلمةً وقدوةً وحنان،هيَ المرشدةُ لمن حولِها من النساء داعيةً إلى العمل بما جاء في القرآن خُلقاً وعملاً والتزام،تجسدت في افعالِها رزانةٌ وحشمةٌ وحياء،للمحتاجين قلبٌ عطوفٌ روؤفٌ كلهُ سخاء،كاملةُ الأوصاف هي فاطِمٌ سيدتي الجميلة،فهي لي خيرُ مثالٍ للأخلاق والتقوى،تحثُني على الألتزام مع الله عملاً وقولا،لكي أكون عظيمة فلتكن سيدة النساء قدوتي ومثلي الأعلى في الحشمة والطهر والعفاف،لكي اكون عظيمة فلتكن اخلاقي مع من حولي لوحةً من الأحسان والتواضع،لكي أكون عظيمة فلأُحسِن تربية اولادي على رضى الله في كل شيء،لكي أكون عظيمة فليكن دوري فعال ومؤثر في المجتمع في جميع نواحي الحياة،فأكون صابرةٌ ثابتةٌ صامدةٌ في وجهِ الاعداء،مجاهدةٌ واعيةٌ على مستوى عالي من الرُقي الإيماني لأرتقي إلى أعلى درجات الكمال الإنساني ثقةً وتولياً وارتباطاً بالله ورسولة والذين ءامنوا في كل وقتٍ وزمانْ.
#قدوتي_وسيدتي_الزهراء