علامَ يفرحون .. ومع من سيتفاوضون إذاً ؟!
إب نيوز ١٧ يناير
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
كما فرحوا من قبل بإدراج اليمن تحت البند السابع ووضعها تحت الوصاية الدولية، فرحوا اليوم !
فرح السعوديون والإماراتيون وو .. وفرحت كذلك (الشرعية) وفرح أيضاً كل من له صله بتحالف العدوان هذا ! فرحوا جميعاً واستبشروا، لكن هل تعتقدون أن كل هؤلاء جادون في فرحتهم هذه – على الأقل الأذكياء منهم ؟!
فهم يعرفون جيداً أن ما لم يستطيعوا الحصول عليه من الحوثي بالعدوان والحصار والقصف والتدمير واستخدام أحدث الأسلحة وأشدها فتكاً لن يحصلوا عليه بقرار إدراج إسم جماعة الحوثي أو حتى اليمن كلها في قائمة الإرهاب الأمريكية مهما كانت تداعياته وتبعاته وآثاره على اليمن !
كما أنهم يعرفون جيداً أيضاً ماذا يعني أن يدرج اسم الحوثيين في قائمة الإرهاب !
يعني أن لا مصالحة وشيكة ولا سلام ولا وقف للحرب أو العدوان والحصار يلوح في الأفق !
والسببٍ طبعاً بسيطٍ جداً هو أنه لن يكون عندها ثمة مجال للتفاوض مع (الإرهابيين) أو هكذا تقول قواعد الإشتباك !
فإذا كان هؤلاء (الإرهابيون) بحسب التصنيف الأمريكي الجديد طبعاً هم المتواجدون والمسيطرون على الأرض وهم الحاكمون فعلاً لمعظم المناطق اليمنية المأهولة والمسيرون لشئونها، فمع من ستتفاوضون إذاً يا (محترمون) إذا كنتم – وكما تقولون – تريدون إحلال الأمن والسلام في اليمن ؟!
فإما السلام والمصالحة وإما أن تستمر الحرب والعدوان إلى ما لا نهاية !
هكذا تقول المعادلة اليوم في ظل غياب واستحالة الحسم العسكري، أليس كذلك ؟!
وبناءٌ عليه،
واهمٌ كل من يظن أن السعودية اليوم وبعد ما يقارب الست سنوات من العجز والفشل لازالت ترغب في استمرارية الوضع كما هو عليه اليوم، فالسعودية وكذلك الإمارات وكما هو معلوم دولتان رأسماليتان، ورأس المال بطبيعته جبان دائماً ويحتاج إلى هدوء واستقرار أكثر من حاجته إلى دروع وموانع للرصاص، فالرصاص اللي ما يصيب يدوش أو كما يقولون، فما بالك إذا كان هذا الرصاص براكين وصواريخ بالستية وطائرات مسيرة !
هذا يعني أن السعودية اليوم ومن أجل وضع حد لهذه المأساة والخروج من المستنقع الذي أوقعت نفسها فيه هي الأكثر توقاً للتفاوض والسلام من ذي قبل وبأي ثمن !
وواهمٌ أيضاً من يظن أن السعودية اليوم في قرارة نفسها لا تريد التصالح مع الحوثي !
هي اليوم تنتظر من الحوثي وتتمنى على أحر من الجمر أن يتنازل قليلاً فقط لكي تسارع بعدها وتهرع إلى التصالح معه قالبةً على الشرعية وأم الشرعية وعماتها وخالاتها جميعاً ظهر المجن !
وبالتالي فلا أعتقد أن قرار إدراج جماعة الحوثي في قائمة الإرهاب سيصب من الناحية العملية في مصلحة السعودية وحلفائها العرب إلا إذا كان الأمريكان يرغبون في جر السعودية والمنطقة إلى حرب استنزافٍ طويلة وحالة دائمة من عدم الأمن والإستقرار تفضي في الأخير إلى السقوط والإنهيار الكامل، وهذا بالطبع ما لا ترجوه السعودية أو أيٌّ من حلفاءها العرب .
فعلامَ يفرحون ويستبشرون اليوم ؟!
#معركة_القواصم