خلفيات تصنيف واشنطن لأنصار الله بالإرهاب
إب نيوز ١٨ يناير
د.محمد العبادي
توجد علاقة حقيقية وثيقة بين المال والسياسة ، وقد شاهدنا إدارة ترامب قد سخرت إمكاناتها العسكرية والسياسية والإدارية والإعلامية في خدمة المال ؛ حتى أن الرئيس ترامب كان ينادي بتوفير الحماية لبعض دول الخليج مقابل الحصول على المال ، وقد كان له ما أراد .
لقد ذكر موقع إنترسبت ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد قال بأنه سيطر على كوشنر صهر ترامب وقال: (وضعته في جيبي)! وذلك بعد أن زوده بمعلومات أميركية عالية السرية ، ويبدو أن بن سلمان قد وضع وزير الخارجية الأمريكي بومبيو أيضا في جيبه الآخر لأنه ورئيسه يحبون المال حبا جما.
لا توجد مستجدات قد حصلت في اليمن ضد حلفاء واشنطن حتى تبني عليها واشنطن مواقفها بتصنيف ( أنصار الله) كمنظمة إرهابية ، لكن توجد تحركات مشكوكة للوزير الشرير مايك بومبيو في اسرائيل ودول الخليج وعلى رأسها السعودية والامارات .
لا يوجد منطق أخلاقي أو إنساني خلف الخطوة الأمريكية سوى رائحة المال ، لأنهم يتحدثون عن فرض عقوبات وتصنيف للحركة من دون تقديم أدلة تستند إلى حقائق ، وكل ما قدمه هذا الوزير وجوقته هو تبريرات سياسية سمجة فيها تعبيرات عن الإفلاس ، وكما قال الناطق بإسم الخارجيةالإيرانية بتوصيفه (الحكومة الأمريكية المفلسة…).كما أن جلسة الإحاطة ومداولاتها مع المسؤولين في الخارجية والخزانة الأمريكية داخل الكونغرس كانت جلسة فيها إثارة وجدل وقد اتهموا بالكذب على أعضاء الكونغرس ، ولم يقدموا معلومات تذكر عن الكيفية التي سيقومون بها في إيصال امدادات الإغاثة لليمن .
وبهذا الصدد قال ريان كروكر السفير الأمريكي المتقاعد الذي خدم في الشرق الأوسط عن هذا التصنيف ( هذا لايحقق أي فائدة على الإطلاق ) .
ان هذه المواقف والتصريحات تشير إلى أن القرار الأمريكي يكتنفه الغموض ،وفاقد للأسباب الوجيهة ، ولايساعد إلا على تعميق الأزمة والانقسام داخل الشعب اليمني .
ولو تجاوزنا عن رائحة المال في خطوة وزارة الخارجية الأمريكية ؛ فقد تقبع خلفها المناكفات السياسية بين جوقة ترامب المنتهية ولايته، وبين فريق بايدن ، حيث تقوم جماعة ترامب بوضع العصي في عجلة فريق بايدن في أكثر من ملف دولي ومحلي ، حتى أن أحد المسؤولين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وصف الخطوة بأنها( قرار مدفوع سياسيا…دون أي تشاور مع الإدارة القادمة حول قضية لها تداعيات خطيرة على الشعب اليمني …وعلى قدرتنا على المساعدة في حل النزاع ).
ان القرار الأمريكي لم يكن مقبولا ، ولذا فقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش من هذا التصنيف ، لأنه يعقد المشهد الإنساني في اليمن .
وأيضا ناشد سكوت بول مسؤول الشؤون الإنسانية في فرع منظمة أوكسفام الخيرية في الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس المنتخب جو بايدن ؛ ناشده ان يقوم بإلغاء هذه الخطوة ، واصفا هذا الإجراء الأمريكي بأنه ( يأتي بنتائج عكسية وخطيرة) .
ان حركة ( أنصار الله ) جزء لا يتجزأ من الشعب اليمني ، وهذه الخطوات ورائها دوافع وخطوات مشكوكة ، ولا تؤثر على الحركة ولا على موقعها داخل المجتمع اليمني ، بل ان هذه الخطوة تشير إلى اصالتها ورفعتها ،لانها وقفت في وجه المشاريع الغريبة عن بلاد اليمن التي كانت ولازالت مقبرة الغزاة والطامعين .