(النص كاملا) لمداخلة الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام بشأن التصنيف الأمريكي مع قناة المسيرة
إب نيوز ٢٠ يناير
المذيع: أستاذ محمد مرحباً بك.. ونبدأ بالتساؤل هل الموقف الأمريكي مفاجئ أو جديد بالنسبة لكم؟
محمد عبدالسلام: بسم الله الرحمن الرحيم، الموقف الأمريكي لا يمثل في مضمونه أي جديد، إلا جديداً واحداً هو ظهور الموقف الأمريكي إلى العلن، بعد أن كان مظللاً ومتستراً.
وهذا هو موقف في صالحنا في صالح شعبنا بكل الاعتبارات، لأننا إذا نظرنا إلى المضمون، فالأمريكي قد استخدم واستنفد كل خياراته ضد شعبنا، منذ عقود وليس حتى في هذه الفترة، متدخلاً في شئون بلدنا، سفارتهم في صنعاء كانت هي الحاكم لليمن، هي التي كانت تسير اليمن لمصالحها، تدخلت في كل الحروب وأشرفت على الكثير من الفتن العسكرية، بل كانت وراء الكثير من القرارات التي كانت تعرقل مصالح الشعب اليمني.
في العدوان على شعبنا، تدخلت بشكل مباشر عسكرياً، طائراتهم هي من تقصفنا، قنابلهم هي من تقتلنا، أعلن العدوان من واشنطن، الغطاء السياسي للعدوان علينا لا غبار عليه.. هو مدعوم أمريكاً، الحصار في حقيقة الأمر هم من يفرضوا حصاراً، السعودية مجرد أداة.. حتى لا تستطيع.. لا يوجد لديها إمكانات.
ولهذا نحن إذا أردنا أن نعود لمعرفة الموقف الأمريكي.. لماذا الآن.. لأنه استنفد كل خياراته.
لو عدنا للتذكر عن الموقف الأمريكي، ومن يتابعون بدقة يدركون أن الأمريكيين كانوا وراء كل هذه الحروب، سواءً على مستوى المحافظات، ثم ما جاء على مستوى تدخل “القاعدة” ثم التكفيريين، ثم عندما جاءت الثورة الشعبية كيف حاولوا أن يركبوا الموجه وأن يتحركوا ضمن “المبادرة الخليجية” لاستهداف الشعب اليمني.
ثم لما فشلوا.. حاولوا افتعال أزمة اقتصادية تغرق الشعب في مشاكل داخلية، ثم جاءت التفجيرات والاغتيالات البشعة التي استهدفت الشعب اليمني بغطاء من المخابرات الأمريكية.
ثم لما جاءت ثورة 21 من سبتمبر حاولوا تجاوز تلك المرحلة كون مبررات المواجهة لم تكن مجدية، عرقلوا تنفيذ اتفاق السلم والشراكة ووضعوا أمامه الكثير من العوائق، ولعلنا نتذكر عندما قام السفير الأمريكي بالإيعاز إلى عبد ربه منصور هادي بتعين أحمد بن مبارك رئيس للوزراء في تجاوز صارخ لاتفاق السلم والشراكة والتفاهم بين القوى السياسية.
ثم لما جاءت الردة الشعبية، عرقلوا الاتفاق عبر أدواتهم وماطلوا ووضعوا العراقيل، حتى وافقت القوى الثورية على مضض بتشكيل حكومة كفاءات حتى لا يحصل فراغ وفشل، وتفويتاً على الفرصة للأعمال الأمنية المروعة التي جاءت عبر الاغتيالات وسقط فيها الكثير من الكوادر القيادية العسكرية والاجتماعية والدينية وغير ذلك.
جاءت جرائم التفجيرات التي حاولت إجهاض الثورة، ثم بعد ذلك فشلوا.. فطلبوا من هادي وبحّاح تقديم استقالتهما، ورتبوا لهروبهما، وقاموا حتى بنقل السفارة الأمريكية، ورتبوا للعدوان.
بعد أن استنفد الأمريكي المرتزقة المحليون ومن معهم من النفعيين، وانتهت أي قدرة للحكومة أن تتلقى التوجيهات من السفارة، بل أصبحت تتلقى التوجيهات من إرادة الشعب، أعلن العدوان من واشنطن، ودخل العامل الإقليمي متمثلاً بأدوات أمريكية وصهيونية جديدة هي السعودية والإمارات ومعهم لفيف من مرتزقة دوليين ومحكومين بالاستجابة للرغبة الأمريكية وليس للسعودية.
بعد فشل العدوان بفضل الله وتوفيقه وصمود الشعب اليمني العظيم في مواجهة حرب عالمية في هذا العصر لما يشارف على 6 أعوام مكتملة، وظهر فشل هذا العدوان والحصار بأسباب ما ارتكبه من جرائم، عمدت الإدارة الأمريكية إلى ازدياد الدعم والتشجيع والإسناد وتقديم كل العون والضغط السياسي وحتى الضغط الاقتصادي والحصار في سبيل أن يتم تحقيق أي موقف حقيقي لصالحها هي.. لمشروعها هي، وحتى وصلت تلك الادوات الإقليمية المتمثلة بالسعودية والإمارات ومن معهما أن يصاب بتفكك متعدد الأسباب، عمدت أمريكا مؤخراً إبراز قرونها واماطت اللثام عن وجهها، ورفعت الغطاء عن رأسها مضطرةً لأن إظهار تصنيف ما يسمى بـ “الإرهاب” لدوافع أمريكية هو فضيحة لكل المرتزقة الذين يقاتلون في الصف الآخر.
ذلك التصنيف عندما جاء، هو جاء بمفردات تخدم المشروع الأمريكي ولم ينظر للقضية اليمنية بأي شكل من الأشكال.
المذيع: أستاذ محمد أنتم تقولون أن الموقف ليس جديداً.. ولكن ثمة من يعتقد بأن هذا التصنيف سيكون له تداعيات على الصعيد السياسي والاقتصادي والإنساني كذلك؟
محمد عبدالسلام: هذا غير صحيح.. لا يوجد أي تداعيات على المستوى السياسي، وأنا في التفاوض منذ بدء العدوان حتى الآن، وفي كل المشاورات التي تمت، كان السفير الأمريكي هو من يحدد كل التفاصيل، حتى في أحد الجولات في سويسرا أعلن السفير الأمريكي في الجلسة معنا أنه سينتهي الحوار يوم غد، رغم أننا كنا موافقين والدولة المضيفة لم يكن لديها مانع للاستمرار.
التدخل السياسي قائم.. ما الجديد.. هم المتدخلون أصلاً.
في الجانب الاقتصادي غير صحيح على الإطلاق.. ما هو الميناء الذي يمكن أن يغلقوه.. ما هو المطار الذي ممكن أن يغلقوه.. أين هو البنك الذي لم ينقلوه..
كل هذه الخطوات قد تجاوزناها بفضل الله، لقد جاء عدوانهم الشامل سياسيا وعسكريا واقتصاديا بأي نتيجة بالجملة.. لم يصلوا إلى تصنيف “الإرهاب” إلا لمعالجة مشاكل أمريكية داخلية، ولأنها تحاول أن تدخل إلى آخر أوراقها، وان تعمل لإبراز هذا الموقف كآخر ما لديها بعد أن استنفدت كل الخيارات.. أن تقول إنك انت الآن أصبحت سيئاً.
على الجانب الإنساني.. الشعب اليمني لا يعيش على المنظمات.. 30 مليون يمني لو كانوا ينتظرون المنظمات لماتوا جوعاً.. الشعب اليمني يعيش في حالة من التكافل والسعي للموارد الطبيعية وفي أسباب أخرى مما يسهلها الله سبحانه وتعالى لعباده.
المذيع: استاذ محمد.. لكن حتى المنظمات قلصت مساعداتها بموجب توجيهات من أمريكا؟
محمد عبدالسلام: عمل المنظمات في الأساس له عمل مخابراتي كبير جداً، قد لا يدرك البعض ذلك، هم محتاجون.. ولهذا سمعنا الآن أنهم عملوا استثناءات..
الوضع السياسي هم الآن حتى من خلال فهمنا
في الوضع السياسي لابد من حل، لابد من تبادل للأسرى، لابد من حل سواءً برعاية الأمم المتحدة أو بأي طريقة، لن يستطيع التعامل مع الشعب اليمني بهذه الحماقة وهذا الاستهتار.. هذا تحصيل حاصل لن يؤثر على الإطلاق.
ودعني أقول لك بتجارب في هذا العالم.. كم هناك من الدول التي صنفتها أمريكا من الدول الإرهابية.. بل حتى الشركات الأوروبية والصينية والروسية وفي كوبا وفي فنزويلا.. كم هناك من الدول.. إيران التي تحارب بشكل كامل هي تعيش وضعاً أفضل حتى من بعض الدول الخليجية، ولديها من الاستفادة من الوضع الداخلي بتوفر الغذاء والغاز والنفط والخدمات للمواطنين..
صحيح قد تحصل معاناة حصلت من بداية العدوان، الثمن الذين ندفعه هو أن نحصل على كرامتنا واستقلالنا.. لا أن نحصل على التبعية وعلى الذلة..
ثم انظر ماذا سيكون في المقابل.. حتى يفهم شعبنا اليمني.. عسكر السودان عندما جاءت أمريكا وقامت بالتفاوض معهم بالقبول بالتطبيع.. لم تعد إرهابية.. لم يعد قائمة عمر البشير وعشرات من القادة العسكريين الذين هم مطلوبون للمحاكم الدولية.. انتهت.. لم يعودوا إرهابيين بمجرد التطبيع.
موقفنا نحن.. لو نغمض الطرف قليلاً فقط.. لداست أمريكا على رؤوس هؤلاء المرتزقة.. ونفذت ما تريد.
ولهذا.. لا تداعيات.. لا تداعيات على الإطلاق.. لا سياسية ولا اقتصادية ولا إنسانية.. لأننا تجاوزناها بالأساس.
المذيع: فيما يخص التداعيات الدولية.. كيف لمستم التفاعل والتواصل الدولي معكم بعد التصنيف؟ وما موقفكم من الدول التي رفضت التصنيف الأمريكي؟
محمد عبدالسلام: المجتمع الدولي لم يوقف أي تواصل بنا أبداً.. بل بالعكس سارع الكثير للتواصل معنا للتأكيد أن هذا التصنيف لا يعنيهم، بل البعض الآخر اعتبر أن أمريكا تعيش حالة من التهور.. ليس فقط في ملف اليمن.. حتى في ملفات أمريكية داخلية.. وبعض الدول الأخرى اعتبرت ما يسمى بمصطلح “الإرهاب” قد استخدم بشكل أن استنفد كل ما يحمله من معنى.. الجميع أصبح ينظر إلى أن أمريكا تستخدم “الإرهاب” في شركات أوروبية وأجنبية وعربية وعالمية ومقاومين وأحزاب وشعوب، ولذلك لم يعد هذا المصطلح مقبول.. حتى داخل أمريكا استخدم ترامب مصطلح “الإرهاب” داخل أمريكا.
الشعب اليمني يواجه عدوان، وسيرد طالما استمر العدوان، لأن هذا موقف طبيعي ومكفول.
ومن الطبيعي أن يأتي خصمك الذي يريد قتلك ويحاصرك ويريد أن تموت جوعاً وعطشاً لو تمكن، ويقذف عليك القنابل.. أن يعتبرك سيئاً وأنك تمثل إرهابياً.. هذا تحصيل حاصل.
هذا بالنسبة للموقف الدولي.. الموقف الدولي لا تغيير فيه على الإطلاق.. الدول التي رفضت هذا التصنيف نقدر لها هذا الموقف باعتبار أنها قرأت الموقف الأمريكي بأنه خاطئ.. ونحن أصبحنا في موقف تمايزت فيه المواقف وتباينت واتضحت.
نحن ندرك أن الموقف الأمريكي نتيجة موقفنا ضد الأطماع الأمريكية.. ضد أطماع إسرائيل.. هذا شرف كبير.. شهادة أمريكية بامتياز نتشرف بها.. لأنها تصنفنا أمام نظرتها أننا نقول لأمريكا وإسرائيل لا.. هذا أمر طبيعي
نحن نرفع الشعار.. (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) منذ 20 عاماً.. وها هي أمريكا تحقق هذا القول بأنها هي من تقف في مواجهة الشعوب.. هي من ارتكبت الإجرام في كل مكان في العالم.. وموقفنا لا تستطيع أمريكا أن تناقش.. ألم يقطع خاشقجي إرباً إرباً.. ألم تقتل الإمارات والسعودية في بلدنا الأطفال جهاراً نهاراً واستهدفت الأعراس والمآسي.. هل اهتزت لأمريكا شعرة.. لا.. هي تمثل حماية.
معايير أصبحت تافهة وحقيرة وسخيفة حتى في المفاهيم الدولية وفي الأروقة الدولية.. المراد منها إرهاب.. لا الإرهاب.. لا أقل ولا أكثر.
المذيع: أستاذ محمد.. ورد في بيان أنصار الله رسالة قوية اللهجة ننقلها حرفياً: (حاضرون لاتخاذ أي خطوة لازمة تجاه أي خطوة عدائية).. ما المقصود برأيك.. وما هي الخيارات؟
محمد عبدالسلام: نحن في مواجهة اعتداء وعدوان، سواءً على استمرار العدوان السعودي والإماراتي.. وما تقرره القيادة والأطراف المعنية في الجانب العسكري في مواجهة هذا العدوان هو خيار مشروع ومكفول.. إذا قامت أمريكا بأي خيار ما زال لنا حق الرد..
حتى في مواجهة هذا التصنيف هم من سيخسر في الأخير، لأن مثل هذا التصنيف هو يعتبر حبراً داخل أمريكا وليس لدينا نحن في اليمن.. وهم من يحتاج الآن للذهاب إلى العمل الإنساني.. وهم الأمريكيون الذين لديهم عناصر مخابرات في الأمم المتحدة والذين لديهم عناصر في المنظمات الإنسانية وستتخذ السلطة السياسية القرار المناسب وفق قراءة هادئة.
لسنا متفاجئين ولا متعجلين.. وإنما نريد أن نطمئن أبناء شعبنا اليمني أن ما يروج له إعلام العدوان بأن هذا سيمثل حلاً أو دفعاً للعمل السياسي أو تقديم تنازلات هو وهم.. موقفنا لن يتغير ولن يتبدل ولا يتوقف.. ولا يمكن أن الذي لم يوقفه عدوان وقتل وبغي وعدوان وظلم.. لن يوقفه تهديد بمثل هذا.. فهو تحصيل حاصل.
وللقيادة أن تقرر ما تراه مناسباً كما ورد في البيان للرد على أي حماقة قد تصدر من أمريكا أو من إسرائيل.. أو في استمرارية الدفاع المقدس عن بلدنا وكرامة شعبنا في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر والظالم.
فـيـديـو: