أسرار وصول هادي إلى مأرب !
أسرار وصول هادي إلى مأرب !
إب نيوز12 يوليو 2016
بقلم / أكرم عبدالرحمن غندل
رئيس جبهة 26 آذار الإعلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
▪ كثيرا ما تكلم المتكلمون وحلل المحللون وكتب الناشطون حول تلك الخطوة التي أقدم عليها مجموعة من الشباب الطائش بزعامة محمد بن سلمان يوم أمس الأحد الموافق 10/7/2016م حين أرسلوا هادي ونائبه إلى مأرب !
.
– فمن هؤلاء الناشطين من قال بأن المراد من إرسال هادي إلى مأرب هي( محاولة من آل سعود للتخلص منه ، لأنه أصبح عبئاً ثقيلًا عليهم ! )
.
– ومنهم من قال : ( بأن هذه الخطوة مقدمة لعمليات عسكرية جادة وحاسمة لتحرير صنعاء ! )
.
– ومنهم من قال بأن القصد من ذلك هو مجرد إرسال بعض الرسائل الإعلامية لا أكثر ، وهو القول الذي قلته وسيأتي الحديث عن ذلك كله ..
.
▪ أما القول الأول – مع شديد احترامي لقائله – فلا أعتقد بصحته
.
لأن التخلص السريع من الحلفاء هي لغة سهلة في قاموس آل سعود ، ولهم عدة أساليب و مباشرة أيضاً ولا يحتاجون لاستخدام أساليب غير مباشرة ، فهم معروفون بوقاحتهم وسرعة تنكرهم ( وما فعلوه بالرئيس السابق علي صالح يؤكد ذلك وهو الذي عُرف بمتانة صداقته بهم يوم أن كان رئيساً ) .
.
ثم لو أننا افترضنا أن هذا الوقت وهذه اللحظة هي لحظة التخلص من هادي فعلا ، فمن المفترض إجراء بعض التنسيقات ( مع الطيار مثلاً بعدم الاستجابة له بطلب العودة ) وكذلك كـ ( تسريب المعلومات التي تدل على مكان وزمان تواجده هناك ) وكذلك يفترض ( عدم استخدام الحماية الجوية المشددة أثنا تواجده ) ، كما أن آل سعود لايمكن أن يتخلصوا من عملائهم هكذا بشكل كانل ودفعة واحدة ، فلابد من أن يحتفظوا ببعض الاوراق المناسب تحريكها في الوقت المناسب .
.
▪وأمّا قول القائل بأن مجيء هادي ونائبه يشير إلى بداية جادة لعملية عسكرية حاسمة صارمة تسعى لتحرير صنعاء فهو قول مستنسخ من قول المرجفين وقنوات العدو ، وهو غير صحيح ، وذلك لعدة أسباب :
.
أولاً : لأن مجيئ هادي ونائبه – وهو القائد العسكري – وكذلك بقية المرافقين من الوزراء كان – أي مجيئهم – بالزي المدني وليس العسكري .
.
ثانياً : نوعية المستقبلين عند النزول من الطائرة و نوعية الحضور عند إلقاء ( المكتوب )
.
لقد كان أغلبية المستقبلين والحاضرين من المدنيين الشعبيين الهمجيين الفوضويين المرتزقة ولم يكثر بينهم العسكريين . وهذا ما اتضح في المشاهد التي اظهرت العدد المعدود للعسكريين الذين كانوا في مقدمة المستقبلين وعدد العسكريين الذين كانوا في قاعة المؤتمر الصحفي الذي عقده هادي في ( مكتب المحافظة ) ولم يتجاوز عدد الحاضرين فيه عن العشرات من الشباب العاديين باستثناء المدرج الاول في القاعة
.
ثالثاً : خطاب هادي ، حيث لم يكن خطاباً عسكرياً بحتاً ! لا من حيث الالفاظ و انتقاء العبارات ولا من حيث طريقة الإلقاء والجلوس وطريقة الاعلان وأجوائه .
.
رابعاً : لأن آل سعود لم يتعودوا أصلاً على التلميح المسبق باعلان أية عملية عسكرية حاسمة – حسب تعبيرهم – فعملياتهم كلها تأتي بشكل مفاجئ وغادر .
.
▪ وعليه .. فإن إرسال رئيس الهاربين هادي ونائبه محسن إلى محافظة مأرب ليس له إلا تفسير واحد فقط ! وهو أن وسائل إعلام العدوان قد فشلت وبقوة في تحقيق مهامها المتمثلة …
1- في تحقيق ثقة المرتزقة فيهم .
2- وفي خوض الحرب الإعلامية و النفسية الموجهة ضد الشعب اليمني .
ولأن ذلك الفشل قد أدّى إلى انهيار الصف المدني و العسكري للمرتزقة ، فقد لجأ ال سعود اضطراراً – وفي خطوة استخفافية بهادي وأعوانه – إلى استخدامهم ليقوموا بما فشلت به وسائلهم الإعلامية ، محاولين من خلال ذلك إيصال عدة رسائل (ازدواجية) كان من أبرزها :
1- القول للشعب اليمني بأن حدود و إمكانيات ونفوذ الحوثيون الذين يتغنون لكم بالانتصارات في مأرب محدودة كماً وكيفاً ، بدليل عجزهم عن فعل أي شيء بنا ونحن نتواجد في مأرب ! وبدليل عدم استطاعتهم من منعنا من الوصول اليها .
ولأنهم العملاء حمقى، فقد نسوا أنهم لم يتيحوا للشعب وقتاً كافيا ً لاستيعاب وتصديق هذه الرسالة لأنهم ما لبثوا مدة زمنية لا تتجاوز مدة التقاط المشاهد والصور إلا وفرّوا فرار الخائفين ، ففشلت أول رسالة لهم ، ودلّ ذلك الفرار على أن للجيش واللجان تواجد في مأرب عبر مناصريهم من شرفاء المحافظة .
الا اني هنا اعترف انه لم يفهم الرسالة كما يريدونها هم إلا امثالهم من العملاء كما هو واضح في تعليقاتهم على اليوتيوب .
2- كما أنهم بهذه الخطوة أرادوا إيصال رسالة للقبائل التي لم تكن قد أعلنت موقفها ولا زالت تنتظر انتصار أحد الطرفين ، والتي باتت تفكر في إعلان البراءة من هادي لِما رأت من انتصارات متلاحقة ومتسارعة للجيش واللجان .
ودليل ذلك ، هو عدم مشاهدة مشائخ أهالي محافظة مأرب بين الحضور إلا من عُرِفَ عنهم بالعمالة .
ودليل ذلك أيضاً ، هو أنه لم تعرض مشاهد لاجتماع والتقاء هادي بأعيان ومشائخ مأرب حيث أنه كااان الامر المتوقع حصوله لاتمام الرسالة .
3- كما أن هنالك رسالة لقادة المقاتلين المرتزقة كان المراد إيصالها لهم بعد أن بدأت معنوياتهم تتهاوى وصفوفهم تتشقق . ولذلك قال في تصريح له قبل القاء كلمته ( انه جاء مُعَيدا علىً من أسماهم بالمقاتلين المدافعين في الخطوط الامامية )
إلا أن هذه الرسالة فشلت مباشرة عقب فرارهم مما أزعج المقاتلين فبادروا بالقول :
( لعن الله الخائن هادي وعلي محسن !! فرّوا بجلودهم ليضحوا بنا ، ولو كان هادي يعتقد صدق ما ألقاه في خطابه لما لبثوا بهذه السرعة ) حسبما اخبرني بذلك اناس ثقة من ابناء مأرب .
4- كما أن هنالك أيضاً رسالة إعلامية استنهاضية تحريضية لقادة الوهابية في اليمن – المدّعين أنهم يلتزمون الحياد – وهذه الرسالة واضحة جلية في الجمل والالفاظ التي غازلهم هادي بها كقوله : لن نوافق على أي تحالف مع المجوس ، ولن نسمح لايران بإقامة دولة لها هنا و و و الخ .
ومن.ذلك كله .. يتضح لنا أن هادي ومحسن وبقية الهاربين أصبحوا مسخرةً لآل سعود ، وأصبحوا يقومون بمهامٍ هي في الاصل من مهام الفتيات الخليعات في قناة العربية ، و الكذابين المزيفين في قناة الجزيرة في خوض الحرب الإعلامية النفسية .ودليل ذلك هو أن الشعب اليمني – وهو الشعب الحكيم – قد تعامل مع هذه الخطوة بسخرية كبيرة جدا .
.
ومع ذلك يجب أن نتعامل بحذر وجدية والا نغفل عن أي كلمة يصرح بها الأعداء .