الصراعات والتحديات.. هي من ترفع أمم وتسقط أخرى.
إب نيوز ٢٠ يناير
إكرام المحاقري
كشف العدو “الإسرائيلي” عن مغزاه الرئيسي من تشكيل تحالف عربي عدواني لحرب اليمن، وسبقته “أمريكا” بطرح معطيات الاحداث على طاولة المكاشفة لتعترف بلسان العظمة لـ إدارتها لتحالف العدوان من خلف الدمى الخليجية وغيرهم، وفي ذات السياق فقد حلبت قوى الإستكبار الأموال الخليجية بذريعة الحماية، وسلبتهم كرامتهم بذارئع مختلفة، وليكن السلام هو من رفع أمم وأسقط أخرى.
في ظل المؤامرات العدوانية على اليمن، لم يكن اليمنيون الاحرار في غفلة عن المشروع “الصهيوأمريكي” في المنطقة، ولم تخفى عليهم العمالة الخليجية “للوبي الصهيوني”، وكان تحركهم للدفاع عن الأرض والعرض من منطلق المسؤولية التي غفل عنها الشعب الفلسطيني حين بدأ الاحتلال الصهيوني، فـ الزمان يعيد نفسه، والمخططات مازالت قيد التنفيذ، لكن الفارق هو الوعي، وهذا ما تميز به الشعب اليمني عن غيره.
كانت “أمريكا” بدهاءها السياسي تُمثل رقما صعبا في العالم، وهذا حال بقية الدول الغربية التي تميزت بقوتها الوهمية وكانت شريكا عسكريا في العدوان على اليمن، وهذا حال العدو الصهيوني الذي خال للعالم بانه لامجال لمواجهته وردعه، لذلك توجهوا للصلاة من أجل السلام، فكانت التسليمة الأخيرة هي من باعت القضية وأضاعت الكرامة ومكنت العدو في المنطقة، وخلطت الأوراق، ونشرت الفساد، وأدخلت العالم الإسلامي في غياهب التيه السياسي والعسكري والثقافي.
لكن المعادلات العسكرية لم تعد اليوم لصالح السياسة الأمريكية التي انشأها اللوبي الصهيوني، فـ اليمن قد صنع المستحيلات، وأعاد للعرب مجدهم التاريخي، بينما سقطت “أمريكا” وجميع قوى الإستكبار، وتحولت قوتهم إلى قوة كرتونية من السهل إختراقها وإحراقها، فما مضى من الترهيب “الأمريكي” للعالم لم يكن إلا حربا نفسية لاغير، وما واقعهم اليوم المفكك والمتمزق إلا انموذج لما تصنعه السياسة الأمريكية في البلدان العربية والإسلامية.
فما قامت به ”أيران في الفترة الأخيرة من مناورات عسكرية دقيقة الإصابة باسلحة مختلفة، وما صرح به حزب الله لاكثر من مرة على استعداده لمواجهة العدو الصهيوني عسكريا، وما صرح به اللواء العاطفي بأن اليمن يمتلك منظومات دفاعية وهجومية ذات انواع ومدايات مختلفة“، لهوا دليل وأضح على الصحوة العسكرية لدول محور المقاومة، لما يخطط له العدو الصهيوني في باب المندب.
ختاما: هناك من انتقد القيادة اليمنية الحكيمة بانهم لا يردعون العدوان بالصواريخ البالستية بالشكل المطلوب، وهناك من يترقب تصاعد للدخان من الحقول النفطية السعودية عقب إزاحة الستار عن أي منظومات بالستية ومسيرة جديدة، لكن ما جهله الجميع وما جهله العدو نفسه هو أن اليمن يعد العدة الكاملة للحسم العسكري في المنطقة، فـ العدوان على اليمن لن يتوقف إلا بالقوة، واليمن بات يمتلك هذه القوة، وهي من ستحرر “القدس” وتنتصر للقضية، وإن غدا لناظره قريب.