أحاديث الأصابع هل أخذها المسلمون من اليهود؟! وما سبب الاهتمام بالإصبع السبابة عندهم؟
إب نيوز 12 يوليو
أفعال وثنية يهودية في الصلاة !.
أصابع الله .
اضغط على الصورة لكي تبدو امامك باكملها مع التعليق .
ذكرت فيما مضى من بحوثي بعض افعال الصلاة ــ في مختلف الأديان ــ ذات الاصل الوثني او اليهودي وذلك في مواضيع (التكتف وقول آمين) . واليوم اتناول مفردة أخرى وهي الإشارة (بالسبابة) رفعا وخفضا في التشهد قبل التسليم في الصلاة.
اشتهر اليهود باستخدام ( اصبع السبابة) بصورة واسعة جدا لأنها في نظرهم (اصبع الله ) حيث أن الرب حسب ما جاء في التوراة استخدم السبابة كثيرا في كتابة التوراة والوصايا كما تقول التوراة في سفر الخروج 31: 18 ((ثُمَّ أَعْطَى مُوسَى عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ: لَوْحَيْ حَجَرٍ مَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبعِ الله)).
وقد ساد هذا الانطباع لدى العرّافون والسحرة من ان لله اصبع كما في سفر الخروج 8: 19((فَقَالَ الْعَرَّافُونَ لِفِرْعَوْنَ: هذَا إِصْبَعُ اللهِ)). وقد نقل اليهود عقيدة (اصبع الله) إلى المسيحية كما ورد في قول يسوع المسيح في إنجيل لوقا 11: 20 ((وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ بِأَصْبعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين)). ثم نقل اليهود عقيدة (الإيماء بالاصبع ) إلى الدين الإسلامي عن طريق اتباعهم وبعض من آمن من اليهود امثال كعب الأحبار كما سوف نُبينه فيما يأتي من البحث .
من هذه النصوص ونصوص أخرى تصور اليهود أن لله فم يتكلم به وله أصبع يكتب بها فبدأوا بحركة التجسيم التي قادتهم إلى صناعة العجل وعبادته على انه ربهم أو طلبهم من موسى أن يروا الله جهرة والتوراة مليئة بهذه التصورات كما في سفر المكابيين الثاني 3: 30 ((وقد امتلا الهيكل ابتهاجا وتهللا اذ تجلى فيه الرب القدير)).
فكما بينا استخدم اليهود السبابة استخداما واسعا في المعابد والهياكل في اشارة منهم على أنها اصبع الله ، خصوصا في غمسها بدم الضحايا ورسم الخطوط على المذبح كما في سفر اللاويين 4: 6 ((وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ إِصْبَعَهُ فِي الدَّمِ وَيَنْضِحُ مِنَ الدَّمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ)). وكذلك استخدامها في الصلاة للإيماء بها بعد نهاية الصلاة إلى جهة الرب . ولكن تبين من خلال نصوص التوراة نفسها أن الاشارة في الاصبع من الاشارات الوثنية التي اقتبسها اليهود من الامم الوثنية هي الاشارة بالاصبع باتجاه المعبود للدلالة على الاخلاص له وأنه لا يعبد غيره . استحسن اليهود هذه العادة وادخلوها في العبادة ثم اصبحت فيما بعد من اهم رموز وعلامات التنظيمات المتطرفة وخصوصا الماسونية حيث تعتبر الاشارة بالاصبع علامة مهمة من بين العلامات الكثيرة التي تتمتع بها هذه الحركات الهدامة كما تشاهد في الصور المرفقة .
ومن هنا فقد تعهد الرب في الكتاب المقدس في نص واضح ان يقطع هذه الاصبع التي تُشير إلى غيره بالعبادة فقال في سفر إشعياء 58: 9 : ((حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإثم)). (1)
من كل ما تقدم فقد تبين أن الايماء بالاصبع ــ السبابة ــ بعد نهاية الصلاة هي عادة وثنية تسربت إلى الأديان عبر خبث اليهود ومكرهم ولكن المشكلة الأكبر في الاسلام والمسلمين الذين وضعوا احاديث في مسألة (اصابع الرحمن) مثل قولهم : (( أن قلب المؤمن بين اصبعين من اصابع الرحمان يقلبه كيف يشاء )) .(2) وجعلوا الإيماء بالسبابة بعد نهاية الصلاة من ضمن أعمال الصلاة ووضعوا حديثا لها. فبعد أن يأس اليهود في دس ذلك في القرآن عمدوا إلى الزاوية الهشة في الاسلام ــ الحديث ـــ فدسوا قولا زعموا فيه أن النبي امرهم بذلك وانه قال في فضل الاشارة بالسبابة : ((لهي اشد على الشيطان من الحديد)). (3) وأنا لا أدري كيف لا تكون الصلاة كلها شديدة على الشيطان . وتكون الاشارة بالسبابة اشد ما يلاقيه الشيطان من أذى .
فهل من تفسير لذلك ؟؟
ثما مالنا نرى حسان بن ثابت يسخر من هذه الحركة كما في رواية عائشة في صحيح مسلم حيث قال ((عندما أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه على تحريك الإصبع يميناً وشمالاً)) (4)
ولكن وكما قلت في اكثر بحوثي لا أدري لماذا يُقحم المسلمون اليهود والنصارى في كل حديث يرووه عن نبيهم ويُلمحون إلى قبول النبي بما عند اليهود مع أنهم يروون بأن النبي أمرهم بعدم اتباع اليهود والنصارى ولكن في مكان آخر يجعلون النبي مقتبسا من عقائد اليهود كما في رواية عبد الله بن عمر بن العاص حيث يقول : (( أن يهوديا جاء إلى النبي فقال : يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والجبال على إصبع ، والشجر على إصبع ، والخلائق على إصبع ، ثم يقول أنا الملك . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى بدت نواجذه .وفي البخاري قال يحيى بن سعيد وزاد فيه : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجُّباً و(تصديقاً له) ؟!.رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وغيرهم .(5)
المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــ
1- يقول القس انطونيوس فكري في تفسيره لهذه الاية في إشعياء 58 : ((الإيماء بالأصبع = إشارة معناها الاحتقار)) ويقول القمص تادرس يعقوب في تفسير العهد القديم إشعياء 58 : ((إن كان الالتصاق بعبدة الأوثان أثار روح الفساد والعصيان في حياة الشعب، فأقاموا عبادة الأصنام تحت كل شجرة خضراء وفي كل وادٍ وعلى الجبال والتلال علانية وارتكبوا الزنا ومارسوا الرجاسات وقدموا أطفالهم ذبائح بشرية، لكن ما هو أخطر أنهم خلطوا هذا الشر العظيم بعبادة الله الحيّ ــ في اشارة إلى الايماء بالاصبع ــ إرضاء لضمائرهم. هذا هو أخطر عدو يواجه المتدينيين ويُعثر الناس في معرفة الله: الرياء أو التستر على الشر والفساد بشكليات العبادة)) .
2- وهناك رواية أخرى عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) فقلت : يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به ، فهل تخاف علينا ؟ قال: ( نعم ، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كما يشاء ) رواه أحمد والترمذي و ابن ماجه وأبو يعلى والحاكم وغيرهم ، وقال الذهبي على شرط مسلم وكذلك الأرناؤوط ،وقال الألباني صحيح .
3- هذا ما قاله احد الشباب ممن كان يومئ بالاصبع : ألم نسمع في الحديث الشريف أن ثلاث حركات في الوضع الواحد تبطل الصلاة؟ إذن فلم نر الكثير من المسلمين والمسلمات في المساجد عند التشهد لا يكتفون برفع الأصبع وإنما يحركونه بصورة عجيبة ومضحكة ؟!!! قسم منهم يقوم بحركة دائرية وقسم آخر بحركة توترية صاعدة نازلة .الشهادة بأن الله سبحانه واحد احد فرد صمد يكفي بأن يؤذي الشيطان أيما أذية ولم يتحول الأصبع إلى قضيب صغير من الحديد ويأتي الشيطان لينام تحته فيوسعه المصلي ضربا مبرحا قد يبطل به صلاته !!!أعتقد أن الإسلام أعمق من ذلك.
4- رواه مسلم في فضائل الصحابة باب 34- فضائل حسان 4/1935 ح157 (2490).
5- يقول علماء اهل السنة : وفي هذا الحديث إثبات صفة الإصبع لله ، ولا قرينة للمجاز ولا للتأويل بل نثبتها كالسلف ونُمِرُّها.. ومما يؤكد أنها على الحقيقة أن الأصل حمْل الكلام على الحقيقة وكذلك تثنية الإصبع ، وثبوت الأصابع في حديث آخر عن عبد الله بن عمر بن العاص.
lzapilla Penijamin