عبدالباري عطوان : هل ستتحقق وعود ترامب الجديدة في العودة الى السلطة مثلما وعد ناخبيه.. وكيف؟
Share
إب نيوز ٢٣ يناير
عبدالباري عطوان :
هل ستتحقق وعود ترامب الجديدة في العودة الى السلطة مثلما وعد ناخبيه.. وكيف؟ ولماذا نعتقد ان عضوية الكنسيت هي النهاية الأكثر ترجيحا لصهره كوشنر؟ وماذا عن مستقبل زوجته ايفانكا السياسي وأين؟
لا نعتقد ان الرئيس الأمريكي “السابق” دونالد ترامب يستمتع كثيرا بعزلته الاجبارية في منتجعه الخاص في ولاية فلوريدا، والشيء نفسه ينطبق على ممارسته للعبة الغولف المفضلة لديه، فمن المؤكد ان هاتفه “لا يرن” كثيرا هذه الأيام باستثناء من قبل المحامين الذين يعكفون على مراجعة ملفات 60 قضية مرفوعة ضده في المحاكم الامريكية، فقد انفض الجميع من حوله، بما في ذلك من ادعوا الولاء له من افراد طاقمه، وحتى بعض افراد اسرته، اما وسائل التواصل الاجتماعي التي ادمن التغريد على صفحاتها، فيلفها الصمت حاليا، بعد ان تبرأت منه، واعتبرته عبئا لا تريد تحمل تبعاته وأغلقت جميع حساباته.
ترامب، ورغم كل ما ذكرناه آنفا ربما لن يختفي من المشهد كليا وسيظل محور العديد من العناوين الصحافية الرئيسية والقصص الإخبارية المثيرة في نشرات الاخبار التلفزيونية، خاصة بعد ان تحول الى “شهيد” في نظر الملايين من اتباعه العنصريين الذين قد ينضم معظمهم، ان لم يكن كلهم، الى حزبه “القومي” العنصري الفاشي الجديد الذي يعد بتأسيسه في المستقبل المنظور.
كان مفاجئا ان ابنته ايفانكا التي عملت الى جانب زوجها جاريد كوشنر كمستشارين له في البيت الأبيض، كانا من بين الذين هربوا من سفينته الغارقة، فالسيدة ايفانكا رغبت المشاركة في حفل تنصيب جو بايدن في البيت الأبيض، حتى تظل تحت الأضواء، في اطار خططها لدخول المعترك السياسي، وخوض الانتخابات القادمة مرشحة لمقعد في مجلس النواب او الشيوخ، ومن غير المستبعد ان تنضم الى عضوية حزب والدها القومي الجديد، اذا جرى السماح له بتشكيله، اما زوجها كوشنر الذي كان من اكثر الشخصيات غير المحبوبة في لولايات المتحدة فان فرصه بالفوز بمقعد في الكنيست الإسرائيلي كبيرة جدا بحكم الخدمات التي قدمها لدولة الاحتلال الإسرائيلي في سنوات عمه (حماه) في البيت الأبيض، وابرزها اجبار عدة حكومات عربية على توقيع سلام “ابراهام”، ونقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة، ورسم خطوط صفقة القرن وتسويقها عربيا والقائمة تطول.
ترامب عاقد العزم على تقسيم أمريكا، وإقامة امبراطوريته العنصرية البيضاء في الولايات التي صوتت له، وهو يعد حاليا لإصدار تلفزيونه الخاص، وعدة محطات إذاعية، وربما وسائل اتصال جماهيري خاصة به واتباعه ومن لف لفهم، الم يقل بأنه عائد الى السلطة بطريقة او بأخرى، ولا نستغرب ان يقيم له بيت ابيض جديد.
اذا سارت الأمور وفق ما يريد، ولم ينته مدانا معزولا من قبل الكونغرس او خلف القضبان في واحدة او اكثر من القضايا الجنائية المرفوعة ضده.
لا نعرف كيف يشعر العديد من الحكام والمسؤولين العرب الذين وضعوا كل بيضهم في سلته، وقدموا له مئات المليارات من أموالهم، ونفذوا املاءاته في الدقائق الأخيرة من ولايته، وارتكبوا اثم التطبيع مع دولة الاحتلال، وفتحوا أبواب عواصمهم للسياح ورجال الاعمال الإسرائيليين، واستوردوا منتوجات المستوطنات الزراعية والصناعية وجعلوا من الضحايا الفلسطينيين عدوا لهم، والمغتصبين الإسرائيليين الصديق الحليف، الامر المؤكد انهم يعضون أصابع الندم، ويبحثون عن مخارج من هذه الورطة، خاصة بعد ان جربوا بعضا من “محاسن” الغزو السياحي الإسرائيلي.. والله اعلم.