حقيقة المخاوف الأمريكية..وراء تفجيرات بغداد الإرهابية!!

/عبدالجبار الغراب

لخبطة الأوراق وتأخير خيارات محور المقاومة الإسلامية,كلها مخاوف حقيقية ومؤشرات أمريكية كانت لها صداها الواسع, وأساليبها العديدة, وأفعالهم الخبيثة, وقراراتهم الأحادية الإستكبارية وفرضهم للعقوبات المتراكمة, همجية استعلائيه مستكبرة, لا لها دين ولا ملة, هكذا هي حقيقة الولايات المتحدة الأمريكية وكيانها الصهيوني الغاضب للأراضي الفلسطينية ومقدسات المسلمين منذ قرن ونيف من الزمان, فقد كانت للممارسات أسلوبها في الظهور, واحقادهم بانت على شواهدها الإرهابية الملطخه بدماء الابرياء والضحايا في بلاد العرب والمسلمين, ولحروبهم الظالمة فرضها فوق رؤوس المستضعفين وللحصار الجائر لتجويع من طالب السيادة ورفع راية الحق في وجه المستكبرين.

ومن هذا المنوال برزت المخاوف الأمريكية لما كان لأعمالها الإجرامية تواصل واستمرار, فأتخذت الإرهاب وسيلة لبعثرة الأوراق, فعندما كان وجوب الحق في الخروج واختيار التوقيت المناسب والرد الشرعي لمحور المقاومة الإسلامية وبالخصوص الجمهورية الإسلامية الإيرانية على كل ما تم من إستفزازها والتى أحدث المستكبرين عن طريقهم العديد من الإستهدافات الجبانة والتى أسفرت عن تنفيذ العديد من الاغتيالات الأمريكية بحق قادة إيرانيين وعراقين, فقد كان لخطط الأمريكان وبتعاون أدواتهم الأعراب العمل على زعزعة الاستقرار وإشعال فتيل الفتن والمشاكل: وهي كلها عناوين لأهداف سعى من وراءها المنفذون لهذة التفجيرات الإرهابية في بغداد, أغراضها مدروسة وهي قد تحقق ما رسمتها هذة الأدوات لبعثرة العديد من الأوراق المتصلة بجانب من الجوانب قد تكون بحساب الأمريكان: منها محاولة الحد من الرد الإيراني المحتمل والمكفول في اغتيالات أمريكا وإسرائيل للقيادات الإيرانية ك الشهيد قاسم سليماني ونائب الحشد الشعبي الشهيد أبو مهدى المهدي, والعالم النووي محسن زادة, وهي قد يكون لها جانب التأخير عند إفتعال مثل هكذا عمليات إرهابية في العراق وفي عاصمتها بغداد.

ان ما حدث في بغداد من تفجيرات إرهابية كانت بمثابة رسائل عديدة للعراقيين وهي تعكس مد الحقد والخبث الذي تقوم عليه هذه الجماعات الإرهابية المدعومة بدون أدنى شك من الأمريكان وأدواتهم العرب المطبعين مع الكيان الإسرائيلي: وهي كانت عبارة عن حملات توصيل أراد منها الداعمين خلق المزيد من الإحتقانات الداخلية خاصة تلك التى تطالب وبوضوح إخراج القوات الأمريكية من العراق ورحيلها تنفيذآ لقرار مجلس النواب العراقي الذي نص على الموافقة على رحيل القوات الأمريكية من الأراضي العراقية.

من هنا تكمن ملامح القصد والغرض من مثل هكذا تفجيرات ليكون الرحيل وفي هذه الأوضاع للقوات الأمريكية غير مقبول في ظل أوضاع يتطلب المساعدة والتريث قبل المطالبة بالرحيل والإستعجال للقوات الأمريكية, سيناريو مرتب وخطير قد يدخل العراقيين وخاصة السياسيين في دوامة الانقسام اذا ما كان للعقل السياسي من تدبير ودراسة وحذر شديد من الولوج في إحداث فتيل من انقسام وخاصة مع التنامي الحقيقي والشرعي للمطالبة بإخراج القوات الأمريكية ورحيلها.

خلط الأوراق كان لها أسباب من وراء هذه التفجيرات الإرهابية وهي تدور في فلك العديد من الأوضاع المتسارعه في الحدوث منها رحيل الادارة الأمريكية المهزومة في الانتخابات, والتى كانت تتطلع الى الجلوس والفوز بمدة رئاسية أخرى زمنها اربع سنوات تحقق المزيد من الخطظ الموضوعه سابقا: منها ما يتعلق بإكتمال عمليه التصالح الوهمية التى درستها الولايات المتحدة الأمريكية وجعل التصالح العراقي عبر العديد من قادتها مع السعودية كواجهة باب للدخول الى جوانب عديدة, هدفها الإضرار الكامل بالعلاقات العراقية الإيرانية وتميزها الحالي, وهذا ما تلاشت وإضمحلت حتى مع الاستهداف المباشر وفي مطار بغداد الشهيد قاسم سليماني وأبو مهدى المهندس.

الهدوء والذي كان متماشي على مدار ثلاث سنوات قبل وقوع هذا الحادث الجبان الإرهابي في العراق: له دلالات قد تجعل العراقيين يتخذون مختلف سيناريوهات الردع والمواجهة اذا ما توفرت لديهم العزيمة والإصرار على فهم الواقع المتربص بهم من قبل الاعداء المستكبرين الذين بفعلتهم الإجرامية هذة :أرادوا خلط الأوراق سياسيا من ناحية, وإدخال الجانب العقائدي من ناحية أخرى, وإشعال فتيل الفتن وزرع الأحقاد والكراهية بين العراقيين على أساس طائفي.

عشرات الشهداء ومئات الجرحى هم ضحايا التفجيرين الإرهابيين الجبان المنفذ وفق أجندة وسياسية الأمريكان, وهي قد يفسرها البعض من ناحية إضافية كتأخير الدخول في معترك الاستحقاقات الانتخابية , والعودة عن تنفيذ قرار مجلس النواب الملزم بإخراج القوات الأمريكية, وهي تعطينا الكثير من المؤشرات لقادم إمتعاض من سيناريو مرتب قد يكون للأمريكان دور في بلورته بحلول الادارة الجديدة لإدخالها بأسباب حفظ الاستقرار, ومساعدة القوات العراقية في مواجهة الجماعات الإرهابية, كحجة جلوس وبقاء لوقت ينظر اليه الأمريكان ضروري مع التوقعات في الدخول الى مفاوضات حول الملف النووي الإيراني, ويكون بقاء القوات الأمريكية في العراق إضافه دعم للتواجد, وورقة استخدام اذا ما تم التفاوض حول إخراج القوات الأمريكية من العراق وهذا هو بنظر أمريكا وليس من وجهة النظر الإيرانية التى تنظر الى احترام سيادة العراقيين وقرارهم المتخذ والحرية بدون تدخل أيتها أطراف.

الخيارات لمحور المقاومة الإسلامية عديدة ومتنوعة وعندها كل الإمكانيات الكاملة لإستخدامها في كل الأوقات والظروف, فمن اليمن والقوة في امتلاك العديد من الخيارات الإضافية والمفاجآت في طريقها للظهور, وسيكون للرد الفوري اذا ما زادت حماقات الصهيانه في ضرب واختراق الأجواء السورية, ولبنان الشموخ وسلاح المقاومة في تطور نوعي ملحوظ, وفلسطين الإباء والإصطفاف يعود للوقوف صفا واحدا في وجه عدو غاصب, وللقوة والظهور الحقيقي للسلاح الإيراني المدافع عن حقوق شعبه في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية سبيل وخيار لا رجعه فيه.
والله اكبر وما النصر الا من عند الله

You might also like