ملامح الشكل الجديد للإتفاق النووي مع إيران
إب نيوز ٢٤ يناير
د.محمد العبادي
كان ترامب قد خرج من الاتفاق النووي عام ٢٠١٨م ، وطبق سياسة الضغوط القصوى بل الاقسى ضد ايران ، لكن جهوده باءت بالفشل بعد أن قاومت ايران تلك السياسة الخبيثة والخشنة، وذهب قادتها – حسب قول الوزير ظريف – إلى مزبلة التاريخ .
بدأت إدارة بايدن عملها بإتخاذ سلسلة من القرارات ومنها العودة إلى إتفاق باريس للمناخ ، وإلى عضوية منظمة الصحة العالمية ، وغيره ، لكن هذه السرعة والسلاسة في العودة للاتفاقات الدولية لم تكن كذلك مع إيران .
الرئيس بايدن كان قد كتب مقالا بعنوان في صحيفة ( نيويورك تايمز) في أيلول سبتمبر وكان عنوان المقال ( إذا إحترمت طهران مجددا) وكتب اذا إحترمت طهران القيود المفروضة على برنامجها النووي في الإتفاق الدولي المبرم في سنة ٢٠١٥م ستعود واشنطن بدورها إلى الإتفاق كنقطة إنطلاق لمفاوضات متابعة .
ان هذا الموقف الذي ذكره الرئيس الأمريكي بايدن لم يكن هو الشكل النهائي لكلامه؛ بل هناك شروط وإضافات جديدة على الاتفاق المبرم عام ٢٠١٥م . ومن تلك الشروط كما حددها بايدن وفريقه للأمن القومي (١- أن تتناول مفاوضات العودة برامج الصواريخ البالستية الإيرانية ٢- وعدم إقتصار المفاوضات الجديدة على مجموعة ٥+١ ؛ بل الاتحاد الأوروبي والدول الخليجية. ٣-تمديد فترة القيود على الأنشطة النووية ٤- التفاوض مع إيران حول علاقاتها ونشاطها الإقليمي ).
ان رأي بايدن هذا يتبناه وزير خارجيته بلينكن ؛ بل أكثر من ذلك فقد كتب (١٥٠) نائبا ديمقراطيا رسالة إلى جو بايدن يعلنون فيها عن دعمهم للعودة للاتفاق وتشديد القيود وطلبوا منه أن يمارس ( ديبلوماسية دولية قوية ومنسقة في سبيل حل مشكلة الأنشطة الايرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة !!! ، وتطوير الصواريخ الباليستية ..)!!!
لاشك أن بايدن سيأخذ ما قاله أعضاء الكونغرس بنظر الاعتبار وسيكون ظل تلك الدعوة حاضرا في مداولاته مع مساعديه .
ويبدو أن الرئيس بايدن غير مستعجل على تطبيق أفكاره إلا بعد التشاور مع فريقه الإستشاري والمسؤولين في الخارجية والأمن القومي ، وأيضا التشاور مع حلفائه الاوربيين وبعض الأعراب المجاورين لايران .
انهم يريدون ممارسة الضغوط من جديد ، لكن بديبلوماسية ناعمة وذكية .
ان هذا الشروط والذيل الجديد الذي اضافه بايدن ومن على شاكلته لا يمكن أن تقبل به ايران لأن هذا المقياس الأمريكي سياسي بامتياز ولا يحترم حقوق ايران كعضو في الطاقة النووية كما أنه لا يحترم الاتفاق الذي لاتزال تحترمه بعض الدول مثل روسيا والصين ولو بالحد الأدنى ، كما أنهم يتعاملون مع إيران وكأنها لم تلتزم بالاتفاق النووي في حين أن أمريكا هي التي خرجت من الاتفاق وتماهت سياسة أوربا معها ، وكما قال الوزير ظريف بأن( ايران هي التي حافظت على الاتفاق لا الدول الأوربية).
على كل حال اعتقد ان عودة ايران للإتفاق سوف تكون متوازية مع عودة أمريكا وحلفائها فلو طبقوا رفع العقوبات بشكل انتقائي فسوف تلتزم ايران بشكل انتقائي أيضا .
اتمنى ان تكون حكومة الرئيس روحاني قد تعلمت الدرس جيدا وتعمل بكل جد بتوجيهات قائد الثورة عندما دعا المسؤولين إلى العمل على ( إجهاض العقوبات بدلا من رفعها ، فإن كان رفع العقوبات ممكننا ومن دون المساس بمصالح ايران فبها ) .
ان تملص ومماطلة الغربيين من إلتزامتهم كان درسا لإيران، وأظن أنها سوف لن تعود إلى الإتفاق من دون ضمانات تغلق على الغربيين باب الالتفاف على إلتزاماتهم .