تنمية القدرات الزراعية
إب نيوز ٢٥ يناير
محمد صالح حاتم.
الشعب اليمني شعب عظيم وعريق، بناء اعظم الحضارات وشيد القصور والسدود،له صولات وجولات في كل ميادين الحياه، بل أن اغلى ثروة يمتلكها اليمن هي الثروة البشرية.
والأنسان اليمني هو أصل البشرية ويمتلك من الخبرات والقدرات الكثير والكثير في كل المجالات ومنها المجال الزراعي، والذي ارتبطت بهويته وتاريخه وحضارته، بل لقد اصبح لدى الانسان اليمني موروث زراعي كبير،فا الأباء والاجداد يمتلكون خبرات ومعارف في الزراعة كبيرة جدا ًوهي ماجعلت من اليمن ألبلده الطيبة والعربية السعيده،بفضل الخبرات والقدرات التي كان يمتلكوها، ولكن خلال العقود الماضية سعى اعدائنا وعن طريق عملائهم إلى طمس الهوية الزراعية، عن طريق تدجين عقول الأبناء وابعادهم عن الزراعة، وغزو العقول بثقافة الحداثة والتطور وأن التقدم يعني ترك الأرض والاعتماد على الاستيراد، وقد ساعد في ذلك سياسة الحكومات بأهمال القطاع الزراعي وتهميشه، واهمال الريف وانعدام الخدمات فيه، وهو ما ساعد على انتشار ظاهره الهجره من الريف إلى المدينة وترك الأراضي الزراعية، فصلبت الأراضي الزراعية وجرفتها السيول،بل أن المزارع اليمني فقد الثقة في أرضه وفي الثروة الحيوانية المحلية، ورسم في مخيلته أن الأرض اليمنية لايمكن أن تنتج قمح او بر او ذرة، وأن البقرة اليمنية لايمكن أن تعطي حليب وسمن والشاه وغيرها، وأن ماهو مستورد أفضل وارخص واسهل، حتى وصل بنا الحال إلى أن نستورد مانسبته ٩٢%من احتياجاتنا اليومية وبمبلغ يفوق خمسه مليار دولار سنويا ً يدفعها كل مواطن يمني يوميا ًلصاحب البقاله وتجمع وتسلّم للمزارع الصيني والتايلاندي والأمريكي والحبشي الهندي،رغم أن ارضنا تنتج كل شيئ وبجودة تفوق كلما يتم استيراده من الخارج.
وماينقصنا اليوم ليس الأمكانيات المادية فقط رغم أنها احد الاسباب في حدوث نهضة زراعية حقيقية، بل أن هناك سبب أخر هو إعادة الثقه لدى المزارع اليمني بأرضه وثروته الحيوانية، فالمطلوب هو توعية وارشاد المزارع، وتعريفه بالطرق الصحيحة في الزراعة وكيفية الاعتناء بالمحاصيل، وإعادة احياء الموروث الزراعي اليمني القديم، وبناء قدرات لدى المزارعين والشباب من خلال عقد دورات وورش عمل يستفيد منها الشباب والمزارعين في مجال الاستصلاح الزراعي وترشيد استخدام المياه في الري، وحماية المحاصيل الزراعية من الامراض والآفات الزراعية،وكيفية انتقاء وانتخاب البذور وعملية الحصاد وتخزينها، والطرق الصحيحة في تربية المواشي، وإعادة بناء المدرجات الزراعية وغيرها الكثير من القدرات التي يمتلكها الأنسان اليمني.
فالنهوض بالقطاع الزراعي مسؤولية تشاركية بين المجتمع الزراعي والدولة والقطاع الخاص.