يجب أن نوجع العدو بقدر أوجاعنا .؟!
إب نيوز ٢٧ يناير
من أجل لا تتبلد و تخمد مشاعرنا التي كانت لمجرد وقع أو خدش في الجدار تجيش و تثور فما البال عندما يكون حيال هذا القتل اليومي الباذخ، و نزيف الدم الغزير، و الوجع العميق حتى لا يتصحر وجداننا الحي و يموت، و تذوي إنسانيتنا كشمعة تنتحر في رمقها الأخير .
و نعتاد الموت و نألفه بسكينة و استسلام يدوم، و نفتقد حساسية وقع القتل اليومي في نفوسنا و عقولنا و تتبعثر أشلاءنا في الأمكنة و أقاصي الزوايا، و عليها تدق طبول البادية و ترقص أفاعيها بانتشاء و اشتهاء، و تحسر الروح و تحشر في محابس من حديد .
من أجل لا تنطفئ جذوة الحياة و الأمل في أعماقنا المثقلة بالحزن الثقيل و حتى لا يداهمنا شعور الاستسلام، والإحساس بالهزيمة الساحقة يَجب أن نوجع العدو بقدر ما أصابنا من وجع فشلكم في تحقيق ذلك و المتزامن مع هذا الفراغ و الخواء الكوني في ضمير هذا العالم المنتفع و المنافق و الأناني، في حضرة هذا الصمت الدولي الموحش .
حيال هذه المجازر اليومية العبثة التي يرتكبها هذا العدوان الهمجي و المتوحش، إنما يعني اليأس القاتل و الوجع المميت و النهاية المثقلة بحزن لا يتزحزح ولا يميد
نَعم يجب أن نوجع العدو بقدر ما أصابنا من وجع .
* أسِامةِ الُقًاضُيَ