المباركة الطيبة التي ملأت الآفاق

إب نيوز ٢٩ يناير

مرام عبدالغني

فلتعذريني سيدتي على جُرأتي للحديث عنكِ، فوالله لوكتبت كلمات من ذهب لما وصلت لذاك المقام العالي الذي  وصلتي له ونلتيه”

 ولكن حروفي قد أصبحت رقراقة في حظرتك، أبت إلا أن تكتب عنكِ  ؛؛

فأنت تلك المرأة المباركة الطيبة التي ملأت الآفاق بمولدها من  أبوين عظيمين طاهرين، ذكركِ الله في كتابة العظيم وبشرالله أبويكِ بك، بقوله تعالى﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ  إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾..

ظهرت مع بزوغ فجر الإسلام فكانت حاميتاً له ومدافعتاً عنه مع أبيها”
كانت لرسول الله منذ طفولتها القلب الحنون،بادلتة الحب وملأت قلبة بالعطف والرعاية  ، كانت له المواسي والأنيس رغم صغر سنها، شاركته ﷺالآلام والآمال، تماماً كما تفعل الأم بطفلها وتهتم به”
كانت القلب الكبير موقفاً، والصغير حجماً..

 تلقت التربية الإيمانية والتقوى ومكارم الأخلاق من عظيم الأخلاق وكامل الإيمان، فكانت الثمرة الطيبة من الأصل الطيب ”

هي تلك أم أبيها، المفطومة من المعاصي والمغريات الدنيوية، هي زهرة المصطفى، المزهرة كالشمس الضاحية، والمشرقة كالقمر النير، هي البريق الأبيض العتيق الحسن، وخير نساء البشر، هي المتبتلة إلى الله منقطعة القرين نبلاً وشرفاً،
هي الصديقة العظيمة الصادقة الطاهرة الزكية الرضية المرضية، هي الزهراء رمز الكوثر ومنطلقة..

هي  الجليلة الشريفة العفيفة القديسة، عنوان الأدب وأصلة، هي الحوراء الإنسية، هي الغصن المُزهر والكوثر الجاري عبر الزمن، هي بضعة رسول الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها، هي قطعة من لحمةﷺ، منها تنبع رائحة الجنة..

هي ممن وصفتهم الآيات بالأبرار والمُوفون بالنذر والخائفون من اليوم الآخر ومن يوماً عبوساً قمطريرا، هي من المُطعِمون لوجه الله لايريدون جزاءً ولاشكورا..

هي المجاهدة التي عرفت واجبها الجهادي ومسؤوليتها بكل وضوح، وآزنت بين العمل الجهادي والمنزلي، ولم تقتصر على  شئ واحد فقط، بذلت الجهد الكبير لإعلأ كلمة الله،مستقيمة مسرعة لطاعة الله..

هي تلك المرأة من بادرت بالأعمال الطيبة والمواقف العظيمة فجزاها الله فضلاً وخير، حتى وصلت لذروة الكمال الإنساني والإيماني، و سُميت بسيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء أهل الجنة بكل جدارة،
جسدت في كل أيام وأوقات ومواقف حياتها قيم وأخلاق الإسلام على أرقى مستوى ”

عرفت من تكون وإبنة من هي، لم تغريها الدنياء وزيناتها،بل صعدت سُلم العظمة وارتقت وبُشرت بالجنة..

أخيراً فلتعلمي سيدتي أنه أبداً لاتوفيكِ الكلمات، ولاتنصفكِ الاقلام..

ولتعلمي أن سيرتكِ باقية و هناك منهن على نهجهكِ سائرات،و على مسيرتكِ وخطاكِ ماضيات، وللجهاد حاضرات..

فهنيئاً لكِ وللسائراتِ على خطاكِ الفوز العظيم..

#اتحاد_كاتبات_اليمن

You might also like