زهرائيات .. فاطميات ..
إب نيوز ٢٩ يناير
فاطمة محمد المهدي
حكمة إلاهية وسر رباني عظيم وآية من ايات الله .. انه جعل ذرية الانبياء من ظهورهم ومن ابنائهم ..
الا نبينا صلى الله عليه واله وسلم ، جعل ذريته وال بيته من ابنته ، السيدة البتول الزهراء الطاهرة الزكية الحبيبة فاطمة صلوات الله وسلامه عليها.
هذا سر الهي وتكريم وتشريف رباني للمراة .. ليس الاول من نوعه ، فقد كرم الله قبله مريم ابنة عمران عليها الصلاة والسلام وجعل عيسى بن مريم عليهما السلام من ذرية نوح فقال سبحانه وتعالى (ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين. وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين. واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين.
فقد ذكر عيسى ضمن ذرية نوح وابراهيم عليهما السلام باعتبار ان نوحا وابراهيم عليهما السلام جدا لها من قبل الأم ، فهو (عيسى بن مريم ) ليس له أبا، ولكن مريم عليها السلام ينتهي نسبها إلى نوح عليه السلام الذي هو أبا للمؤمنين بالله ، كما ان ابراهيم عليه السلام أبا للمسلمين.
ففي ذلك تكريم وتشريف للمراة المسلمة وللرجل المسلم
ولكن في نفس الوقت هو تكليف .
فإن الله يريد من المراة المسلمة ان تعتبر نفسها بنتا لرسوله ، كما ان الرجل المسلم يعتبر نفسه ابنا لرسوله دل على ذلك قوله تعالى في حق ازواج رسوله (وازواجه امهاتهم) فاذا كانت ازواج النبي امهات للمؤمنين بنص القرآن فمن باب اولى ان يكون النبي عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام أبا لجميع المسلمين ذكورا واناثا بل هو أولى بهم من انفسهم وقد جعل الله ابراهيم عليه السلام أبا للمسلمين جميعا كما جاء في الذكر الحكيم(ملة ابيكم ابراهيم هو الذي سماكم المسلمين ).
اما لامة مسلمة مجاهدة ، كما كانت الزهراء عليها السلام ان تقتدي بها وتتحلى بشرفها واخلاقها
اما لامة على راسها الحسن والحسين وزينب ورقية ونفيسة وزين العابدين وزيد وغيرهم على امتداد التاريخ.
ان تكون الزهراء عليها السلام هي الاسوة الحسنة لكل امراة مسلمة .. في ايمانها واخلاقها وصفاتها وافعالها وجهادها وصبرها.
وان تكون المراة المسلمة ولادة لرجال المسلمين ومربية لهم .
وعلينا ان نتذكر ان البنوة للزهراء عليها السلام او لابيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ليست ببنوة النسب فقط .. بل وببنوة الإيمان والاقتداء والولاء والتخلق والعمل .. كما قال امير المؤمنين الامام علي عليه السلام {من ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه}.
ان المرء يحشر يوم القيامة مع من احب وتولى واقتدى .. {يوم يدعى كل اناس بإمامهم} ..
فكيف اذا كان من نحب ونتولى ونقتدي وننتمي اليهم هم رسول الله وشريعته فعلينا ان تتخلق بخلقه وان نربي بنينا وبناتنا كما ربى صل الله عليه واله وسلم ابنته وبضعته الزهراء واله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين واصحابه المنتجبين ..
فالرجل المسلم يقتدي في شخصيته وعمله واخلاقه برسول الله وبالامام علي وبالحسن والحسين وزين العابدين وزيد …الخ الذين هم مرجعية الشخصية الرجولية الاسلامية الحقيقية.
والمراة المسلمة مرجعيتها وقدوتها وانتمائها الى شريعة الله التي عشقتها وعملت بها
سيدة نساء الجنة الزهراء البتول بضعة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
ومن قبلها امها المجاهدة خديجة الكبرى صلوات الله وسلامه عليها.
ومن بعدها بنات الزهراء المجاهدات امثال السيدة زينب والسيدة رقية والسيدة سكينة والسيدة نفيسة عليهن صلوات الله وسلامه.
تلك هي الزهراء .. سر الله ورسوله .. وصفوة النساء .. ومستودع المجاهدين والاولياء والاتقياء والعلماء.
تلك هي التي نفخر كنساء مسلمات بان نكون بناتها .. وتابعاتها .. وتربيتها .. وهي قدوتنا ومثلنا الاعلى ومرجعيتنا.
لا ان يسكرنا الغزو الثقافي والاخلاقي ، وتصبح قدوتنا نجمات الفن والشاشات.
نحن امة مسلمة .. مجاهدة في سبيل الله ودينه وفي سبيل عزة وكرامة وسلامة المؤمنين.
وليكن هذا اليوم. اليوم العالمي للمراة المسلمة ، يوم ميلاد الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعلى ابيها وبنيها .. هو يوم نتذكر فيه اننا فاطميات ،، زهرائيات .