حقائق غابت عنا .
إب نيوز ٢٩ يناير
وفاء الكبسي
سؤال جال بخاطري لماذا فاطمة الزهراء -عليها السلام- لم تعفو عن من ظلمها؟!
رغم أنها الأولى بالعفو والتسامح من غيرها ، فهي المعصومة المطهرة، وهي التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد اغضبني ومن آذاها فقد آذني” ، وهي التي خلد القرآن قوة إيمانها وإحسانها وايثارها على نفسها ولو بها خصاصة هي وأهل بيتها في سورة أسماها بالإنسان لنتعلم الإنسانية منها ومن بعلها وبنيها -عليهم السلام- فمن أراد أن يكون أنسان فلاسبيل إلا سبيلهم..
لنقرأ التاريخ والأحداث الماضية ، وسنعرف لماذا هي لم تعفو أو تصافح عن من ظلمها، وتعدى عليها بمنعها من أخذ ورثها (أرض فدك) بعد أبيها صلوات الله عليه وعلى آله ؛ ﻷن القضية ببساطة لم تكن قضية شخصية ، وإنما هي قضية الدين والإسلام ، قضية الإعتداء على الله ورسوله -صلى الله عليه وآله- ، وعلى الحق ، وعلى الإنسانية بأكملها، وعلى الإسلام المتجسد فيها ؛ فالعدوان عليها كان الهدف منه منعها من الدفاع عن إمامة الإمام علي -عليه السلام- التي بها قوام الدين ، والتي هي قرار إلهي قاطع ، وهي حق الأمة ، وحق الإنسانية..
لذلك حق لها ألا تعفو وتتهاون في حق التعدي والجرأة على الله سبحانه وتعالى!!
للأسف مازال البعض ينكر ويكذب ويجادل في حقيقة هجران وغضب السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- على من ظلمها إلى أن ماتت..
أي دليل أكبر من طلبها من زوجها الأمام علي- عليه السلام- إخفاء قبرها ، وعدم قدرة أحد على معرفته ، أليس هذا برهاناً ساطعاً وقاطعاً على هذا الإقصاء؟! وهو إدانة لكل من ظلمها بل لمن ظلم الإنسانية إلى يومنا هذا فكل ما نعانية من باطل ، وعدوان وظلم مجحف ، وبُعد الناس عن الله هو نتيجة للإنحراف الخطير عن أمر الله بولاية الأمام علي عليه السلام..
لقد جعلت -عليها السلام- من موتها ، ومن تشييع جنازتها وسيلة جهاد وكفاح من أجل الله وفي سبيله ، ومن أجل الدين ، وسبيل لتوضيح الحقائق للأجيال القادمة
و فعلاً بدأت نتائج هذا الكفاح بالظهور منذ اللحظات الأولى.
فقد روي : أنه لما انتشر خبر دفن الزهراء -عليها السلام- ” ضج الناس ، ولام بعضهم بعضاً . وقالوا : تموت أبنة نبيكم سيدة نساء العالمين وبضعة نبيكم ، وتدفن ولم تحضروا وفاتها ولا دفنها ، ولا الصلاة عليها ، ولم تعرفوا حتى قبرها فتزورونها!!
عرف الناس آنذاك غضب الزهراء وموتها حزناً وكمداً
، ولكن بني أمية -عليهم لعنة الله- أخفوا كل تلك الحقائق وغيبوها إلى يومنا هذا، غيبت من أجل ألا نَصحو ونعرف من هو ولينا ، وبمن نقتدي، غيب كل تلك الحقائق ؛لتدجين الأمة لأعدائها وتصبح لقمة سائغة لهم ، بل جنود مجندون لخدمة إعداء الله!
في الأخير أنا لم أكتب مقالي هذا من أجل التعصب ، وإنما لنعرف جميع الشواهد التاريخية الصحيحة ولنعتبر ونبدأ بتصحيح منهجيتنا وعقيدتنا وولائنا فنعرف من نحن ، ومن هم ولاتنا ومن هم اعدائنا ..
علينا أن نسرد التاريخ لنتعلم من أخطاء من سبقنا ونصحح منهجيتنا.
سلام الله على فاطمة الزهراء يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث راضية مرضية.