التحركات الأمريكية الصهيونية تجاه إيران وإحراق المراحل

إب نيوز ٣١ يناير


هاشم علوي
……………………………………
تواجه الولايات المتحدة مأزق التوقيع على الاتفاق النووي الايراني وتواجه مأزق الخروج من الاتفاق النووي الايراني الذي اتخذ قراره ترامب المخلوع واتخذ قرار التوقيع المخلوع الاسبق اوباما.
الاتفاق النووي تم توقيعه بهدف تأخير وصول ايران الى القنبلة النووية حسب ادعاء الامريكان والصهاينة فيما بين خمسة +واحد+ايران وتمت المصادقة عليه من قبل مجلس الامن بقرار اممي جعله ملزم لجميع الاطراف بمافيها امريكا واعطى الاشراف على المنشئات النووية الايرانية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الدول الاوروبية التي وقعت الاتفاق لم تف بالتزاماتها كما فعلت امريكا ولم يحدث انفراجة من حيث العقوبات الامريكية وتخفيفها وبدء الشركات الاوروبية للوصول الى ايران للاستثمار والشراكة مع ايران ولم تطلق البنوك الاوروبية والامريكية الاموال الايرانية المحتجزة بناء على العقوبات الامريكية ولم تقم المصارف بفتح فروع لها في طهران ولم تجرؤ الشركات الاسيوية على الاستثمار في ايران خوفا من سوط العقوبات الامريكية المسلطة على العالم بتوقيع العقوبات عليها ومن ثم تصنيفها بتمويل الارهاب في حال وقعت عقود او اتفاقيات مع الحرس الثوري الايراني.
ايران لم تنتظر التحركات الاوروبية لانفاذ التزاماتها وهي الاخرى التي سارت على نهج السياسة الامريكية ولكن بدون اعلان الخروج من الاتفاق النووي انما من قبيل المماطلة والتهرب من استحقاقت الاتفاق والقرار الاممي بضغط من اللوبي الصهيوني الذي يرى بالاتفاق النووي انتصارا لإيران ويدأب ومعه الحكومة الصهيونية الى تعطيله والتحريض على اشعال المنطقة بحرب تستهدف محور المقاومة عبر تحالف تعد له اسرائيل بعد انطلاق قطار التطبيع من دول العمالة بالخليج وفي ظل توجس امريكي ربما يؤدي الى الخروج من المنطقة بأقل التكاليف البشرة في ظل تنامي المطالبات بخروج القوات الامريكية من العراق وسوريا.
ايران من وجهة النظر الامريكية تجاوزت الاتفاق النووي عندما وصلت قدراتها الصاروخية الى ان تهدد الكيان الصهيوني والمصالح والقواعد الامريكية دون الحاجة الى نووي، وهذا ما اظهرته ايران من خلال المناورات العسكرية التي تجريها البرية والبحرية والجوية والتي برزت خلالها القدرات العسكرية الايرانية كقوة ردع لاتقل خطورة عن النووي الذي تمارس العقوبات على ايران من اجله.
فالمناورات اظهرت صواريخ بعيدة المدى تصل الى مسافة اربعة الف كيلومتر ومنظومات اخرى لم تعلن عنها ايران وغير ذلك من الطائرات الحربية والمسيرة والبوارج البحرية التي افزعت اسرائيل وامريكا وجعلتهما تلهثان وراء عقوبات وتصنيفات جديدة جوفاء وتحالفات لاتختلف عن التحالفات القائمة ضد محور المقاومة عموماً.
الولايات المتحدة بدأت باعادة تموضع قواتها وقواعدها والابتعاد قليلاً من الجهة الشرقية للملكة بني مردخاي وتوجهت غربا الى مواقع وقواعد مطلة على البحر الاحمر كتحرك معنوي فقط لايمنع خطر الصواريخ الايرانية واليمنية من الوصول اليها في حال اشعل عود الثقاب بالمنطقة كمواجهة مباشرة خالية من الدبلوماسية التي مازالت ايران تعطيها اهمية لاحلال السلام بالمنطقة وايقاف الحروب العبثية التي تدعمها واشنطن وتمولها وتقودها السعودية والامارات واسرائيل والاخيرة هذه التي انظمت مؤخرا الى القيادة الوسطى الامريكية بالخليج يعطيها الدفع نحو نقل المعركة القادمة خارج حدود الكيان الصهيوني وجعل ساحات الدول العربية سوريا والعراق ولبنان وفلسطين غزة واليمن وربما اقحام الاردن ومصر والدول الخليجية المطبعة وايران مسرح العمليات العسكرية لاي حرب مقبلة..
امريكا تدرك ان اي مغامرة تجاه محورالمقاومةسيشعل المنطقة تحت اقدام الغزاة وستسحق القواعد الاجنبية والتواجدالاجنبي البحري واسرائيل تدرس كل الخيارات وتعد السيناريوهات المحتملة وتتابع باهتمام تنامي القدرات اليمنية الصاروخية وتحصي عدد الصواريخ التي يعلن عنها حزب الله في لبنان وتعتدي على سوريا وغزة من منطلق هاجس الخوف من التواجد الايراني بالقرب من فلسطين وتعد العدة لتحالف مابعدالتطبيع بثوب صهيوني ستكون كارثته على كل من شارك فيه وموله.
البعران الاغبياء بالدول الخليجية يحسون بتراجع امريكا بالمنطقة ولذا يضعون بيضهم في سلة الذئب الصهيوني وكلما دعتهم ايران للتفاوض والحوار من اجل امن المنطقة التي يعيش فيها الجميع زاد صلفهم وارتمائهم باحضان الصهيونية!!!!
ايران تجاوزت العقوبات المؤلمة التي فرضتها امريكا ووصلت بالجانب الاقتصادي الى مراتب ايجابية حسب البنك الدولي ووصلت بالمجال التكنولوجي الى مراحل متقدمة ومتطورة تجاوزت بعض الدول الكبرى او وصلت الى مستواها.
ايران اصبحت دولة اقليمية يحسب لها الف حساب واجهت الحصاروالعقوبات والمؤامرات خلال اربعين عام من عمرالثورة الاسلامية وتجاوزت كل المحذورات الامريكية واوصلت نفطها الى الصين وفنزويلا رغم محاولات الاعاقة.
في حال تهورت امريكا او اسرائيل باشعال عود الثقاب فان الحرب لن تبقي ولن تذر وسيشهد العالم حرب عالمية ثالثة وسيكون لليمن شأن في خوضها في حال اي حماقات تجاه الشعب اليمني وسيكون الى جنب محور المقاومة كقوة فاعلة في تغيير موازين القوى والردع.
ايران صارت بعد اربعين عام من الاعتماد على الذات اقوى واليمن يسير على ذات الطريق في الاعتماد على الذات وتطويرالقدرات وتسخيرالامكانيات الاقتصادية والعلمية والزراعية….
محور المقاومة لن يكون لقمة صائغة لاعداء الامة مهما تواطئ معهم خونة ومنافقي ومرتزقة الامة..
التحركات الامريكية لاتندرج سوى في تحركات حرق المراحل وتجاوز الخسارات التي قد تدفع بها اسرائيل وامريكا مايهمها بالمنطقة هو امن وسلامة الكيان الصهيوني اكثر من مصالحها ولذا فهي تحاول الابتعاد بالقدر الذي يعطي اسرائيل تصدر النفوذ والمشهد والتصعيد الذي تحاول ضبط ايقاعه مراكز الدراسات الامريكية الاسرائلية وغرف العمليات المشتركة.
والعاقبة للمتقين

You might also like