العودة الأميركية للإتفاق النووي مرهونة بالإضافات
إب نيوز ٣١ يناير
*إسماعيل النجار
**والجمهوريَة الإسلامية الإيرانية تقول أنَّ مسألَة طرح صواريخها على طاولة المفاوضات من الممنوعات
مؤشرات بدأت تظهَر على سطح المشهد السياسي تؤَشِر إلى أن صيفاً حاراً مقبلاً على المنطقة من خلال لَحس واشنطن لِحِبر توقيعها عن أوراق الإتفاق النووي مع طهران المُبرَم منذ العام 2015.
**المعلومات المتواردة من البيت الأبيض وخارجيتهُ إن كان من خلف الكواليس أم من خلال التصريحات التي أطلقها مسؤولون أميركيون على رأسهم وزير الخارجية الجديد {توني بلينكن} تشير إلى أن ممارسة الضغط الصهيوني على الإدارة الأميركية الجديدَة، من قِبَل عاصمتيهم تل أبيب والرياض بدأَت تأتي أُكُلَها، وأن تجاوباً إيجابياً حصلَ معهما من أجل إشراكهما في المفاوضات القادمَة مع إيران بخصوص ملفها النووي، وأن الوزير الأميركي الجديد متحمس جداً لهذه الخطوَة، وهو يعتبر من أهم الصقور الجُدُد بين أفراد الإدارة الجديدة، وصاحب تاريخ طويل في العمل السياسي داخل الإدارة الأميركية برفقَة شقيقته {ليا بيسار} وزوجته {إيفان ماورين ريان} حيث تَنَقَلَ بين عدة مناصب كان يعمل خلالها بكل قوَة وجُهد لمناصرة الكيان الصهيوني الغاصب.
أنا هنا لا أريد أن أُوَصِّف، ولكن كان يجب علي أن أَمُر عليكم ببعض التفاصيل عن هؤلاء الأشخاص والمخططات التي أعدوها مسبقاً لأجل السير بها وتنفيذها خلال ألأربع سنوات القادمَة من عهد بايدن.
**منسوب التفاؤل الذي إرتفع قليلاً بين الناس خلال فترة الإنتخابات الماضية، لصالح فوز بايدن والإفراط بالأمل بعودته إلى الإلتزام بما وقعه مع إيران هوَ وسيده السابق باراك أوباما فيما يخص الإتفاق النووي،
كانت مُبالغ فيها للغاية، بحيث أنَ كل التحليلات بُنِيَت على الأمنيات وهذا مُجافي للواقع والمنطق السياسي عندما يتعلق الأمر بمصالح الدُوَل وتقاطعها، بالذات فيما يخص أمن إسرائيل.
المخطط الأميركي يقضي بإلتزام إيران بكامل بنود الإتفاق النووي بشكل مُسبَق لعودة الولايات المتحدة للإلتزام بهِ، كما يشترط قبولها العودة إلى طاولة المفاوضات مجدداً تحت شرط إدراج ملف الصناعات الصاروخية الإيرانية على طاولة البحث،
**وقبول إيران لعضويَة إسرائيل والسعودية في الوفد المفاوض*
ليصبح العدد الدُوَل الخَمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
{+3=إسرائيل السعودية ألمانيا}.
{+1=إيران}.
**بينما يتم رفع العقوبات عنها بشكل جزئي ومتتالي على فترات طويلة متباعدة وليسَ رفعاً فورياً وكاملاً!
**وهذا ما ترفضه ألجمهورية الإسلامية رفضاً قاطعاً وتعتبره مخالفاً لمعايير الإتفاق وفقرات بنوده، ومخالفاً لكل الأعراف والتقاليد القانونية والدبلوماسية ونقضاً فاضحاً لأصول التعاطي السياسي بين الدُوَل،
**وتطالب طهران واشنطن بالعودة إلى الإلتزام ببنود الإتفاق كاملاً دون أيَّة مواربَة أو زيادة أو نقصان، ورفع العقوبات الجائرَة المفروضة عليها دُفعَةً واحدة دون إبطاء، وفصل الملفات عن بعضها البعض، كما تؤكد رفضها إعادة فرض عقوبات على الشركات والموارد التي رُفِعَت عنها هذه العقوبات بموجب الإتفاق النووي بإعتبارها مشمولة بالحصانة كالأسير المُحَرَر؟ لكي لا تحاول أن تَبتَزَّها فيها واشنطن بشكلٍ مستمر على مقولَة 3×1 بما معناه تحقيق ثلاثة أهداف في ملعب إيران بطابة
واحدة.
**ما المُتَوَقَّع إذاً؟*
على ما يبدو أن الإدارة الأميركية الجديدَة والتي تتشَكَّل غالبيتها العُظمَى من صقور ذات أصول يهودية بنسبة 90٪ ستستمر بتشديد الخناق حول طهران لكن بأسلوب مختلف عن ما إنتهجته الإدارة السابقة أي بما معناه إستخدام القطن للذبح بَدَل السكاكين؟
**بالنسبة لإيران هذا لَن يُغيير في المضمون شيء وستتعقَّد الأمور أكثر فأكثر وستضطر طهران للإنتقال على السطر الطويل من الألف إلى الباء في خطتها التي تقضي برفع نسبة تخصيب اليورانيوم وصولاً إلى المئة بالمئة وترفع الحظر الشرعي عن المُحَرَم والممنوع، وإنتهاج طريق سياسي مغاير تماماً للخط الهادئ السابق، يكون فيه التصعيد سيد الموقف وتضطر أن تلعب فيه طهران كل أوراقها في الديمغرافيا والجغرافيا في ظل إنتخابات رئاسية قادمة يُرجَح فيها فوز المحافظين بنسبة كبيرة مما سيعتبر قراراً وطنياً إيرانياً بالإجماع نحو الذهاب إلى المواجهة الكبيرة المرتقبَة سياسياً وعسكرياً والتي ستكون فيها تل أبيب هدفاً إستراتيجياً للصواريخ الإيرانية في حال وقَع المحظور.
**الأمر الذي سينعكس سياسياً وأمنياً على دُوَل الجوار الإيراني على جبهة اليَمَن المشتعلة منذ أكثر من ست سنوات والتي لَم تحرز فيها واشنطن وحلفائها الإرهابيون أي نصر،
**والعراق حيث سيعود الأميركي لفرض أجندات داعشية جديدة* وهيَ بدأت مع إعلان فوز بايدن في الرئاسة، وكانت متزامنة إنطلاقاً من ساحة الطيران بنفس التوقيت الذي دخل فيه الرئيس الأميركي البيت الأبيض؟ لكي تخلط أوراق اللعبة السياسية الداخلية والخارجية فيه؟
**أيضاً في سوريا تُرسَم ملامح مرحلة جديدة تعيد خلط الأوراق تحديداً في منطقة الجنوب حيث يلعب الروسي بدماء الجنود السوريين طبقاً لأجندته ووفقاً لمصالحه التي تتعارض كثيراً مع مصلحة الدولة السورية،
**أما لبنان فيبقى حجر الزاوية لمربع الصراع في المنطقة*
حيث يمثل حزب الله فيه العقدة الأساس التي توازي بخطورتها إسرائيلياً نفس حجم خطورة المشروع النووي الإيراني فكلاهما بالنسبة لتل أبيب يشكلان مسألَة وجوديَة وليس خطراً {آنياً} يزول مع الأيام، لذلك الضغط الأميركي سيزداد ويشتد حول رقبَة اللبنانيين كما السوريين والإيرانيين ولن تنجو بغداد تماماً فيما لو رأَت واشنطن ذلك فيه مصلحة قومية لإسرائيل، حينها ستفرض عقوبات على أشخاص وكيانات خاصة بالمراقد الشيعية والفصائل الإسلامية، قد تتسبب بصراع داخلي دموي يختلط فيه الحابل بالنابل ويصبح بعدها على العراق السلام.
**كلمة أخيرة أُعَبر فيها عن ما يختلج بداخلي من رغبَة* أنا كمراقب أعتبر أن المفاوضات مع واشنطن مضيَعَة للوقت، والجبهات الهادئة مع الكيان الصهيوني يجب أن تشتعل ولتَكُن الحرب هي الفَصل بين الموت والحياة أو الذُل أو الكرامة.