رسالة اليمن الجريح المقاوم الى ساسة البيت الابيض والعالم
إب نيوز ٢ فبراير
دينا الرميمة
بعد ست سنوات الا قليلاً من الحرب العدوانية على اليمن والتي لم تكن لتستمر لولا الدعم الأمريكي لها وتأييدها الكامل والمطلق بل أنها من تولت كبرها ضد شعب رفض وصايتها وصرخ ضد تواجدها على ارضه التي كانت اكبر مطامعها،
فوضعته بين خياري السلة والذلة فلم يكن امام هذا الشعب إلا اعلانه أن “هيهات منا الذلة” نعم فالله ورسوله يأبون ذلك لكل انسان عزيز يفدي أرضه بدمه ويعشق االكرامة بل ان الكرامة تستمد منه اسمى معانيها ،
ولأننا جميعاً نعلم سياسة امريكا القائمة على مبدأ “من ليس معنا فهو ضدنا” لذلك فقد اعلنوها عليهم من واشنطن حربا تلقفتها ايادي عربية وتمويل عربي شعارهم فيها العنف والبشاعة واستخدام كل وسائل التركيع والضغوطات القصوى لاخضاع اليمنيين كي يكونوا ضمن قائمة المزدحمون امام بوبات التطبيع!! ففوجئوا بشعب قوي تصدى لكل بشاعة ماجاؤوا به لقتله وابادته ،شعب أمام كل تلك الجرائم التي مورست عليه وضع يده على قلبه وربط الحجر على بطنه التي كاد الجوع ان يستفحل بها واطلق لبأسه وشدته العنان في مواجهة العدوان ومواجهة كل قوى الطغيان متوكلاً على ربه واثقاً بنصره لعباده المظلومين.
فاستطاع ان يهزم اولئك المتعجرفين ويكسر هيبتهم ويردع شرهم فما كان امام أمريكا المكسورة شوكتها إلا ان تستخدم ضدهم قرار العقوبات و تدخلهم في القائمة السوداء كأرهابيين متناسية انها وبشهادة كبار ساستها هي من صنعت الأرهاب واطلقت القاعدة وداعش لقتل الشعوب وتشويه الدين وبهم تنال مآربها في أي بقعة من بقاع الأرض ومن ظمنها اليمن حيث شاهدنا الدعم العسكري واللوجستي منها لداعش والقاعدة المشاركون مع جيش المرتزقة في قتل اليمنيين.
بيد ان اليمنيين أمام هذا القرار المتنافي مع حقيقة مايجري على الأرض خرجوا في مليونيات عارمة في في أربعة عشر محافظة يمنية ليسألوا أمريكا والعالم من هو الأرهابي مطالبين بايقاف هذه الحرب،
خرجوا واضعين نصب أعينهم تلك الجرائم المطبوع عليها بصمة أمريكا ،من القتل والتدمير والتجويع والحصار ،
حضرت المليونية كل تلك الأشلاء المتناثرة للاطفال والنساء الابرياء الذين اغتالهم السلاح الامريكي ،
لم تغب بثينة من المشهد والالاف مثلها ممن فقدوا اسرهم وذويهم ووجدوا انفسهم في غمضة عين وحيدين يتلقفهم الحزن واليُتم من كل جانب،.لم تغب اشراق ومن مثلها الذين كانت اقصى امانيهم العلم فقصفت مدارسهم واغتيلت احلامهم بالسلاح الامريكي ،
حمدة بنت مأرب كانت حاضرة ومئات الامهات مثلها ممن فقدن كامل اسرهن ولم يبق مايعبرن عنه سوى دمعة اسى تذرفها اعينهن حزناً على الراحلين ،
مشاهد القتل والتهجير والتصفية العرقية والمناطقية للكثير من الأسر اليمنية كانت ايضاً حاضرة ،
واما الاسرى المذبوحون ظلماً وقهراً بايدي امريكا وفي تعدي صارخ لكل مواثيق التشريعات السماوية ومواثيق حقوق الانسان كانوا ايضاً ضمن الحاضرين ،
شهداء الاعراس والعزاء و المسافرين الذين اغتالتهم امريكا دون ذنب كانوا من ضمن الحاضرين ،حضرت كل مأساة وكل وجع سببه العدوان الأمريكي السعودي ،
وماهذا الا جزء بسيط من الحاضرين الذين جاؤوا ليقولوا للعالم ان امريكا هي من اغتالتهم وان الارهاب الامريكي هو سبب رحليهم عن هذه الحياة فقط كونهم يمنيين متمسكين بقرار رفض الوصاية والهيمنة لا لسواه ؟؟
جاؤوا جميعهم ليقولوا اوقفوا الحرب والحصار على اليمن وايديهم ضاغطة على الزناد متوعدين بالرد والمواجهة ومواصلة الصمود في وجه هذا العدوان الغاشم ،
رسائل عدة اوصلها اليمنيون الى العالم الذي كثير منهم اليوم خرجوا عن صمتهم ليقفوا مع اليمن ويطالبون حكوماتهم بمنع بيع السلاح للسعودية والامارات .
واليوم وبرغم ما استخدمته أمريكا وادواتها من كل وسائل التضليل الاعلامي عبر تلك القنوات الفضائية والمواقع والصحف وبعد أن كان اليمن وحيداً يجابه العدوان والحصار ويجابه ايضاً الزيف والتضليل هاهو العالم يفوق من غيبوته ليقف مع مظلومية اليمن بعد ست سنوات من الصمت الممول بالريال السعودي