في رِحاب الزهراء(ع) .
إب نيوز ٢ فبراير
مـرام عبدالغني
في صباح يومٍ من أيام الربيع، ومع بداية تفتح الأزهار، والأوراق تكسو الأشجار، والطيور تعود إلى أعشاشها، والحشرات تخرج من سُباتها ؛ تاركةً وراءها شتاءً قارساً، تشدوا بربيع جميل ونسمة هواء عليل، ومع صفاء السماء والسحب تسبَح فيها مع صوت عصافير ترقص على الأغصان وتشدو، والشمس ترسل ذوائبها على سفوح الجبال وكثبان الرمال مع إبتسامات الورد وتَعانُقِ الفراشات، والطبيعة قد أصبحت فيه بأزهى حُلتها وارتسمت لوحة متناسقة، تبعث في القلب البهجة، وتحرك العواطف والوجدان، وتفصح عن منتهى الجمال..
مع هذا كله بينما كنت جالسة منبهرةً بجمال الطبيعة وروعتها وصفائها؛ كل هذا قد أثارني، وتفجرت إنفعالاتي بأحاسيس جياشة وعواطف حارة، وذكريات تتفتح لها أسارير الوجهه، وترتسم البسمة فيها بإستمرار”
كل هذا ذكرني بجمال فتاة قد استوعبت جمال الطبيعة المحبوسة، وتمثلت روعة الحياة فيها”
نعم هي رمز للجمال، هي وردة متفتحة، وهي نسمة مضيئة، هي شجرة مثمرة، جوهرة ثمينة بل قمرٌ منير”
هي بحرٌ عميق، هي جبلٌ وثيق، هي مطر وهواء، هي نجوم وسماء”
لست مبالغة إن قلت أن جمال الوجود جزء من جمالها..
أكون في حالة نشوة إذا تحدث عنها، فالحديث عنها يبعث في القلب السرور والبهجة، فإنها في القلب جداً وفي الأعماق حباً، قد أحببتها ولا أستحي إذا صرخت بأعلى صوتي أني أُحبها، فقد أحببتُها بالوصف وبالسماع عنها”
أجد نغماً متناسقاً وإيقاعاً موسيقياً عند التلفظ باسمها..
فهي أعظم ثمرة بنت أعظم شجرة، *هي فاطمة الزهراء البتول ﴿عليها السلام﴾*
يُفطَمُ من أحبها من النار، فهي أم أبيها، هي الجمال بنت الجمال، هي الكمال بنت الكمال، هي الأدب بنت مكارم الاخلاق، هي الطهارة والصفاء بنت محمدٍ المصطفى، وزوج علياً المرتضى، وأم الحسنين؛ هي النور بنت النور هي سيدة نساء العالمين في الدنيا والأخرى..
هذه هي فاطمة بنت رسول الله ﷺ التي بلغت منتهى الجمال الخَّلقي والخُلُقي المحسوس والمعنوي”
فقد تربت في مهبط الوحي منذ نعومة أظافرها، وأخذت تنشأ في بيئة أسرية مؤسسة بالمحبة والإيمان والروحانية والتقى”
فهي النتيجة العظيمة للأسرة العظيمة..