ريحانة الرسول.. الطهر البتول .

إب نيوز ٣ فبراير

بشائر المطري.

نعرف جميعنا أن رسول الله (صل الله عليه وعلى آله وسلم) كان ذو خلق عظيم، وكانت ريحانته وثمرة فؤاده هي السيدة (فاطمة عليها السلام) التي مثلت أبيها في الصفات، والأخلاق الحسنة، وشملت جميع جوانب المرأة الصالحة، التي سيكون عليها دور كبير وهام في مشروع بناء الأمة الإسلامية.

ولأنها ثمرة بيت النبوة فقد نشأت في بيت محاط بالأجواء الروحانية، فباتت الزهراء مكتملة الأركان وكانت عليها السلام هي أفضل نساء الكون وأكملهن، وأوقرهن، هي من سميت بسيدة نساء أهل الجنة نعم فهي سيدة الأولين والآخرين وهي الطهر المسجى وهي أم الفضائل.

فقد استطاعت السيدة الزهراء عليها السلام أن تكون أنموذجاً دينياًً راقياً مترفعاً عن شوائب الزمان، وعن قساوة الدهر فكانت إبنة بارة، وزوجة صالحة، وأماً عظيمة، فقد انشئت أولادها على حب الخير، والشجاعة، ومقارعة الظلم والفساد، وعدم السكوت على الباطل، فأعدتهم لما سيقدمون عليه، من أحداث تاريخية متسلسلة.

لقد مثلت دوراً عظيماً في تلك الفترة، كيف لا وهي من كانت تعلم أن أبنائها سيقتلون ظلما، وعملت على تهيئتهم لتلك الأيام، فنحن بسيرتها يجب أن نتأسى بها ونقتدي بصفاتها، فمن الواجب علينا رؤية كيف كانت في واقعها، إمرأة صابرة حامدة لله، شاكرة في كل حياتها، لقد كان الستر رفيقها، والحياء لباسها.

نتعلم منها الكثير والكثير وخصوصاً في وقتنا الحاضر، فيجب العودة الصادقة إلى الله وإلى مدرسة السيدة فاطمةلأن المرأة هنا كما نعلم أنها تمثل كل المجتمع فهي الأم وهي الزوجة، والأخت والابنة، ولها دور كبير في المجتمع، كالتربية الإيمانية والجهادية، والعمل على دفع الإبناء في مجتمعنا للجهاد في سبيل الله والمرأة المسلمة أساس البيت إن صلحت صلح المجتمع كله وأن فسدت فسد المجتمع وانهارت قواه.

ولهذا يجب أن تقتدي المرأة المسلمة بالسيدة الزهراء عليها السلام في كل مايعينها على الصلاح والهداية وحب الخير وبذل الغالي والنفيس في سبيل الله، فحينما نتكلم عن الزهراء ووصفها وصفاتها لن نستطيع أن نصفها حتى لو بقينا نكتب الدهر كله لما بلغنا من كتاباتنا مانالته من كرامات وصفات عظيمة.

ولكن من المحزن بل من المؤسف جدا جدا أن الأعداء حاولوا طمس هوية هذه القديسة ونور آل بيت رسول الله، لقد غيبت فاطمة الزهراء عنا تماما في مدارسنا وجامعاتنا وعلى الصعيد التعليمي بشكل عام؛ حتى كادت أن تمحى من تاريخ الأمة الإسلامية، إلا أن إرادة الله شاءت أن يعود ذكرها ويتم نورها ويسكن أريجها في كل بيت جهادي يسكن فيه حب آل رسول الله.

فباتت معرفتنا بها الآن قوية جدا وبدون ملابسات أو ثقافات مغلوطة، وعملوا أيضا على أن لاتكن لنا القدوة في جميع أمور حياتنا الدينية والدنيوية بشكل عام، لأنهم بكل بساطة لايريدون منا أن ننهج نهجها ونحذو حذو هالأنه عندما نتبع سيرتها نحن نساء الأمة الإسلامية فسوف نصنع رجالا، كأمثال الحسن والحسين عليهما السلام، ونساء أمثال زينب الحوراء عليها السلام، وهذا مايخشاه الأعداء فعندما نصنع أمثال هؤلاء سوف ترفع رآية الدين الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها وينتهي الظلم والفساد والطغاة.

فـ نساء الأمة الإسلامية في وقتنا الحاضر بحاجة ماسة للاقتداء بالسيدة الزهراء عليها السلام، وخصوصاً في وقت بدت فيه الحرب الناعمة والغزو الفكري فهذه الحروب تعتبر اشد ضراوة، حيث وقد استخدموا الحرب التكنولوجيةً الخطيرة، وقد أدخلوا أسباب الفساد إلى كل منزل بل وإلى كل فرد بشكل خاص وأما إحدى طرق غزوهم الفكري عالميًا هي حقوق المرأة عن أي حقوق يتحدثون؟!!

حيث أنهم قد استطاعوا بما يسمى بهذه الحقوق أن يوصلوا المنظمات إلى جميع الدول الإسلامية، فما هذه الحقوق الذي يجب علينا ان نتبعهم فيها وأن نبحث عن مثلها !!

فمثلاً حرية المرأة في الملبس وفي الإختلاط في المدارس أو الأسواق والوظائف، وهذا مخالف لقول الله سبحانه وتعالى: ( الرجال قوامون على النساء) ،أنسوهم بذلك إننا ابناء دين محافظ، يجب فيه الإلتزام بالحشمة وعدم الاختلاط بغير المحارم، وقد استطاع اليهود أن يحرفوا الأمة الإسلامية عن منهجها الحنيف، فبدلا من أن تشرف الأمهات على تربية ابنائها التربية الإسلامية الصحيحية.

كما صنعت سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها وعلى والدها السلام، أصبحت البعض منهن وللأسف الشديد اليوم تبحث عن ملبسها وأناقتها وماستأكل وأين ستذهب وظلت تجري وراء كل جديد، وتركت تربية أولادها التربية الحسنة التربية الماثلة في الدين والأخلاق.

فنحن في وقتنا الحاضر بحاجة ماسة إلى العودة لمدرسة فاطمة بنت رسول الله وأتباعها لا العكس، فمثلا المرأة الآن باتت تمثل القدوة الحسنة في الصبر والجهاد والاحسان والصلاح.
وهذا مانلحظه في أحتشام نساء اليمن عن باقي الدول العربية، فـ المرأة اليمنية المسلمة اليوم وقفت في وجه أعتى طواغيت الأرض، كما وقفت السيدة زينب في وجه الطاغية يزيد وضحت ودفعت وجاهدت وقدمت كما فعلت أم أبيها فلا غرابة في الأمر هي من جعلت السيدة البتول قدوتها وجعلت من نهجها نهجاً تسير عليه وداست بعظمتها على كل طاغي ورفعت شعار الحق في وجه كل ظالم.

#اتحاد_كاتبات_اليمن

You might also like