هكذا تغيرت وانت لا تدري !!
إب نيوز ٦ فبراير
د/ زياد بن عبدالكريم النوعه
إن النفس البشرية مجبولة على عبادة الله في فطرتها، فالكثير منا إن لم يكن معظمنا قد ترعرع في مراحل صباه على عبادة الله والإلتزام بالصلوات، وقراءة القران في حلقات، وحسن الخلق ،والتحصن بالأذكار والمبادراة الى فعل الخيرات ، وهذا ما يجب أن يكون عليه المسلم ، ولكن ما إن نكبر ونختلط بالآخرين ، إلا وتبدء النفس وشياطين الإنس والجن بنفث سموهم ، لتغير ذالك الروتين الذي التزمنا به وشعرنا بالسعادة معه ، فتبدء الذاكرة تنسى اذكار الصباح والمساء والنوم على وضوء ، والسنن الراتبة اصبحت مهملة لم يبقى منها إلا سنة الفجر وغالب الأيام لا سنن ، لا ورد من القرءان يتلى ، ولا ليل يقام ولا نهار يصام ، الصدقة يوقفها الشيطان ، شيطان يمني ، ونفس تسوف ، وصديق يُنسي ، تمر اليوم واليومان وربما الأسبوع والشهر ولم يستغرق الوقت في قراءة جادة او بحث مفيد ، ينفض المجلس وينصرف الجمع وقد اكلوا جميع اللحوم حيها وميتها بالغيبة والنميمة ، وصرنا لا نستنكر مثل هذا ، زهد في السنن ، وتوسع في المباح ، وتهاون في المحظور ، صلاة الضحى لمن استطاع اليها سبيلا ، التبكير الى الجمعة اصبح شيئا غريبا ولم يعد من اهتماماتنا ، الإقامة صارت لنا أذان وتكبير الإحرام صارت لنا إقامة ، الزيارة في الله صارت كاالحج مرة واحدة في السنة ، الإبتسامة اصبحت عملة نادرة إلا من رحم ربي ، والعين صارت تلقط صورا لكل من يمر أمامها دون اعتبار لغض البصر ، سماع الأغاني صارت من مرياحات النفس ، أخذ الرشوة اصبح لا حرج فيه ، طاعة الوالدين صارت تراثاً وتقليدا لا يعمله الا القليل ،وبعدها تدرجنا الى عظيم الأمور فتقصير بالصلاة ، ثم تهاون في ادائها الى نساينها كليا …كل هذه الأمور تحدث وانت لا تشعر بالحياة ، فيقسي قلبك ، ويضيق حالك ، حينها تتمنى أن تعود لك الايام السابقة الجميلة في عمرك التي شعرت بها بسعاده ، وانت لا تعلم انك انت من تغيرت اما الايام ثابته ، وعندما تغيرت في تصرفاتك واعمالك تغير حالك وسعادتك …