قرارات أمريكية جديدة ودكتاتورية مسبقة
إب نيوز ٦ فبراير
عــــفاف الـبـعداني
مهما تعددت المساحيق التجميلية، وتواترت الأقنعة، وتنكرت الذوات بحجج غير معقولة، بيدَ أن هناك يوم فاصل لكل تلك المؤامرات، تظهر وجوه رعاة الحروب على بيان حقيقتها وكامل قلقها، في كيفية مواجهة الانصاف الكوني، وهذه ما جسده صمود الشعب الحر لمدة ست سنوات، ففي هذه الآونة جميعنا بلا استثناء أي جهة، سوى كانت محايدة ، أو معادية ، أصبحنا نؤقن ، أن دولة اليمن ستشهد نقلة نوعية لا تقارن بأي زمن قد مضى، وإن استقراء القضية بات جليًا لدى كل المحللين ، ومطمورة بكافة البراهين، بل إن كل الدلائل والمعلومات والمقاييس نصت على أن الشعب اليمني مظلوم وأن الحرب التي أقيمت عليه ليست لأجل الدين، أو رفعة الإسلام ،أو استراجع المقدسات كما دندن به رعاة الحرب منذ البداية، بل بالعكس انحط العرب بالتطبيع أكثر من ذي قبل ، وأصبحت القدس ورقة موضوع في هامش مكاتب المطبعين، إذًا كل المساعي هي اقتصادية بحتة، نظرا لموقعنا الاستراتيجي المهم، وليس له أي علاقة بتوطيد السلام .
بل إن الحصار الخانق ، والقصف المتواصل للمنشأت الحيوية، واستخدام القنابل المحرمة دوليًا، هو كافيا لأبادة شعب بأكمله، لولا أن طبيعتنا البشرية في اليمن قد ألفت الحروب منذ قرون، وشبت على الصبر ومزاج النمل النشيط، فلم نكن نعتاد قط على الترف المعيشي كباقي الدول، بل إن صعوبة الحياة وجبالها الخشنة في بلادنا كفيلة بأن تجهز جيش بأكمله، كلنا يعي أن الطفل في بلادنا يتحمل المسؤولية وهو في أول عمره، وهذا لايعني بتاتا أننا لم نتألم أو أن الحروب لم تحدث أي شقوقات أو ندبات جسيمة في نسجينا المجتمعي، أو على صعيد الأيام القادمة، بل ما أرمي إليه بالضبط هو أننا أهلاً لمواجهة الاحتلال على أعلى مستوى من الركيزة العالية، من حيث الوعي، و التسليم المطلق لسنن الله في الكون، رغم شحة مانملك، ورغم المعاناة الحاصلة الا أن ثقتنا بالله لم تكن مرهونة بحجم العدة والعتاد ، بل إن ثقتنا بالله ،هي الداعم الأكبر لنا في هذا الكون .
فعند ما قرعت طبول الحرب، تلاحم الجيش وبدأ ينطلق لجبهات العزة والشرف، ظهرت القيادة الحكيمة وبدأت تهيأ الشعب نفسيا وميدانيا ولوجستينا، وقد ضحى الشعب بكل مايملك فليس هناك أغلى من الروح وقد وهبها، نعم إن تضحيات الشهداء ، والأسرى والجرحى، هي العامل الرئيسي في بشارات النصر، والداعم الأبرز في تحديد نتائج سير المعركة، ناهيكم عن التطور العسكري الذي تميز به الشعب اليمني وخلف رعبا وهلعا في محسوبية العالم المزدوج .
حينها اكتهل العدوان، وأصيب بالشيخوخة المبكرة، ونفذت كل مخازنه الاقتصادية، وتناقصت مخازنه الجهنمية، وأصبح متكئًا على أي قرار جديد تمليه عليه الدكتاتورية الأمريكية، كونها لعبت دورا أساسيا في تنشيط الحرب على اليمن، النظام الأمريكي يبتكر خدعة جديد
، ويظهر كبطل متنكر يتصنع المواقف ويظهر كخامد للحروب والفتن ، وهو في الأصل من أشعلها بين الشعوب، وأوقد نيران لانعلم كم نحتاج سنين ؛كي نطفأها .
إذًا بعد هذه التكتيكات الجهنمية والانتخابات المتوالية من ترامب، إلى بايدن ؟! ماذا حدث !؟
بعدها !! تظهر أمريكا بنظامها الديمقراطي المزيف وتخاطب العالم بصفتها الدولة المتقدمة والمتحضرة وأنها حمامة السلام واليد الحانية للشعوب، تعلن إيقاف الحرب على اليمن، ليس حبا ، أو توددا فينا، لا وإنما هو الحل المناسب لمصالحها الشخصية لاغير، وليس الغريب ما تسعى إليه أمريكا ، الغريب أن العرب والمسلمون قد انطلت عليهم هذه الخدع وصدقوا بكل رضا هذه المسرحيات التي رغم تواليها ماعرفوا أنها كذبة طويلة الأمد.
.