العدوان والمخدرات وشباب الجنوب .
إب نيوز ٦ فبراير
عبدالفتاح علي البنوس
تنشط تجارة الهروين والحشيش والمخدرات في أوساط الشباب في عدن والمحافظات الجنوبية الواقعة تحت سلطة الاحتلال السعودي والإماراتي ، حيث تنشط شبكات متعددة الجنسيات في هذا المجال وتعمل على استغلال حالة الفوضى والانفلات الأمني التي عليها تلكم المحافظات المحتلة ، والتي قامت بتحويلها إلى نقاط بيع وتوزيع وترويج للحشيش والمخدرات ، وجعلت منها سوقا لبيعها في الداخل اليمني ، ومحطة لتهريب ما يتسنى تهريبه منها إلى السعودية ..
ميناء عدن تحول إلى ترانزيت لكميات المخدرات والحشيش التي يتم إدخالها على متن الحاويات المحملة بالمواد الغذائية والاستهلاكية التي تصل الميناء من مختلف دول العالم ، بالتنسيق مع مليشيات العمالة والخيانة والارتزاق ، وهناك تحركات مشبوهة تصب في ذات الاتجاه في موانئ وسواحل المهرة وحضرموت وشبوة وأبين وسقطرى والمخا ، وما بين الحين والآخر نسمع عن ضبط أفراد النقاط الأمنية كميات من الحشيش والمخدرات التي يتم ضبطها خلال محاولة تهريبها إلى السعودية أو المناطق الحدودية اليمنية كخطوة أولى على طريق تهريبها إلى السعودية ..
ضحايا هذه المافيا السعودية الإماراتية اليمنية المشتركة هم الناشئة والشباب والمغرر بهم الذين يتعاطون هذه المخدرات ويقادون إلى المحارق للقتال تحت راية السعودية والإمارات وشرعية الفنادق ، وما هو حاصل اليوم في عدن يحكي بكل دقة آثار وتداعيات الرواج الهائل للمخدرات بمختلف أشكالها والحشيش فيها خاصة ، والمحافظات المحتلة عامة ، حوادث جنائية من بينها جرائم قتل واغتصاب واختطاف واعتداءات وانتهاكات وعمليات سطو وغيرها من الجرائم اليومية التي ترتكبها في الغالب تلكم العناصر الموالية للإمارات والسعودية المدمنة على المخدرات ، وما يسمى بـ ( الحكومة الشرعية ) في غيابة الجب ، غارقة في نهب المال العام وعمليات غسيل الأموال والمتاجرة بالثروات النفطية واستغلال موارد ومقدرات البلاد والعباد وتوظيفها لخدمة مصالحهم وتعزيز ثرواتهم ومدخراتهم المالية وتوسيع نطاق استثماراتهم..
في 26أكتوبر من العام المنصرم وصلت السفينة msc hina إلى ميناء الحاويات في عدن قادمة من ميناء جدة وعلى متنها شحنة حاويات من السكر البرازيلي ، حيث تم ضبط 3 أطنان من الهروين والمخدرات بداخل إحدى الحاويات ، مرتزقة الإمارات سارعوا عقب ضبط سلطات الميناء المخدرات إلى الإعلان عن إتلاف الكمية المضبوطة وقاموا بتوثيق عملية إحراق غير معلومة المضمون وقالوا إنها المخدرات المضبوطة ، وقالوا إنه تم إحالة طاقم السفينة إلى الجهات الأمنية لاتخاذ الإجراءات القانونية ، ليتضح بعد ذلك أن السفينة وطاقمها غادروا ميناء عدن بعد أيام قلائل بكل أريحية بموجب توجيهات الحاكم بأمره الإماراتي وبإشراف مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الموالية له..
مغادرة السفينة وطاقمها بتلكم السرعة دون أي عقاب يشكك في صحة رواية إتلاف المخدرات المضبوطة ، ويؤكد أن ما حصل عبارة عن مشهد تمثيلي للتغطية على هذه القضية وطي ملفها ، وإظهار قوى العدوان لدى الشارع الجنوبي على أنها جادة في محاربتها للمخدرات والحشيش وأنه لا علاقة لهم بانتشار هذه المخدرات في أوساط الشباب في الجنوب عامة ، وفي عدن على وجه الخصوص ، رغم أنهم الرعاة الماسيون لهذه التجارة التي تلقى رواجا واسعا وإقبالا متزايدا في أوساط المراهقين من الناشئة والشباب الذين تستخدمهم السعودية والإمارات كوقود لحربهما الظالمة على أبناء شعبنا اليمني ..
تجارة المخدرات والحشيش والترويج لها في أوساط عناصر ما يسمى بقوات الواجب السعودية المتواجدة في عدن والمهرة وحضرموت وشبوة ، وفي صفوف الشباب من المرتزقة المغرر بهم من أبناء المحافظات الجنوبية واحدة من جرائم العدوان السعودي الإماراتي التي تهدف من ورائها إلى مسخ الشباب وتحويلهم إلى عناصر إجرامية تعمل على إقلاق الأمن والسكينة العامة ، وعناصر مسخة مستأجرة تعمل لحساب هذه القوى الغازية المحتلة المعتدية ، وهو ما يدق ناقوس الخطر في أوساط الأسر والأهالي في المحافظات المحتلة للاهتمام بأولادهم والعمل على تحصينهم وحمايتهم من خطر الإدمان على المخدرات ، والانجرار خلف الإغراءات السعودية والإماراتية ، لضمان سلامتهم والحفاظ على أرواحهم ..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .