مبادرة دثروهم وجنودها المجهولون
إب نيوز ٧ فبراير
خولة العُفيري
التكافل الإجتماعي روح الحياة وميدانُ الرحمة، ومقياسُ رُقيِّ الإنسانية في أسمى معانيها، وأعمال الإحسان عظيمةٌ وساميةٌ، فهي تزكيّ النفوس وتنزُّه القلوب وتعزز سمة الأُخُوَّة وتَرَابُط المجتمع.
وقد ذكّر السيَّد القائد بأهمية التكافل الاجتماعي في عدَّة خطابات مؤكداً على تضافُر الجهود وتآزُر أبناء المجتمع، وحثٌّ على السعي لتكاتف الجبهة الداخلية، وفي سياق الحديث بادر ثلة من الشباب بمبادرة حسنة يسعون من خلالها لسدّ احتياجات المجتمع وتوفير حاجيات المتعففين بجهود ذاتية ودعم اجتماعي.
في الآونة الأخيرة علت أصوات منابر مواقع التواصل الإجتماعي بالتباغض والخصومة والسفاهة و”التطبيل” وباتت ميدانا للصراع، جنودها تائهون وضحاياها في حضيض شائعاتها غافلون، بينما كان هناك ثلة من الجنود الذين لم ينجروا إلى تلك المعركة، بل استثمروا صفحاتهم بمبادرة دثروهم، وجعلوا منها جبهة خيرية تدفع أمواج البرد عن المتضرَّرّين من أذى العدوان وتمد يد العون إلى ذوي الفاقة بقلوبٌ حانيّة وأليّن أفئدة.
لم تكن منشورات ينشرونها فحسب، بل كانت معاطف تَحَنُّن مُفعمة بدفئ اللُطْف في ليالٍ قارسة، وأيادي خير دثروا بها كل مُستنجدٍ ، وسائِل مُتعفَّف فاقدٌ للرَّجاء. زخات من العاطفة والرحمة أطلقوها دفئاً من فوهة المسؤولية التي تقع على عاتقهم إلى وجدان كل مسن أكل البرد تَّجلُّده وأوْهْن جأشه، وإلى كل طفلٍ كان متوسّداً أحلامه على قارعة طريق ما، وإلى كل إمرأة كان غطاؤها دُجْنةُ اللَّيل وزمهرير الشتاء.
“دثروهم” كتلة نورٍ في شوراع كان يكسوها الظلام، وبسمة رضا في وجه ذي الحاجة الملهوف، وبصمة جود خالدة في منتصف قلوب أكرمتها بالمحبَّة قبل الإعانة، وإسم تلألأ في محيّا وأرواحٌ مستضعفة قبل أن يشرق قمراً وضاء تربع في سماء العاصمة وبزغ نجمه اليوم في أحياء ومحافظات عدة، حملة لم يتجاوز عمرها ثلاثة أشهر وفي غضون وقت وجيز أروىّ رذاذها حنايا قاحلة فأزهرت.
“أرق قلوبٌ وأليّن أفئدة” ليست صفة من سراب الواقع يتكّنى بها الشعب، أو مقولة من كاتب ما، بل شهادة عِزّ من خاتم الأنبياء والمرسلين، يشهد بها لأهل اليمن بالحكمة والليّن وهما كلاهما واجب وشعور ينبعان من أصل الوجدان الإيمانيّ، هذا الوجدان الذي تجسد في عطاء وإنفاق أبناء المجتمع في مرحلة حرب اقتصادية استثنائية وحصار شامل، حيث تم توزيع الدواء والغذاء والبطانيات بقيمة ما يقارب ثلاثة ملايين ريال يمني.
دثروهم مبادرة طيبة تستحق الإشادة بما حققته من إنجاز عظيم، جنودها مجهولون في الأرض معروفون في السماء، فالكثير الكثير من الدعاء والسلام لشبابٌ يستحقون التقدير وإكليل الشكر والعرفان وباقات من التحايّا والكثير من الحبّ.
#دثروهم
#دمتم_للخير_فاعلين