المرأة اليمنية شقيقة الرجال

إب نيوز ٩ فبراير

عــــفاف الــــــبعداني

لاشك و لاخلاف فيه، أننا نواجه حرباً مبطنة بكل أنواع المكر والخديعة، حرباً لايتقنها إلا إنسان فقد إسلامه ودينه، وعشعشت في نفسه كل موبقات الهوى، هذا ما اتضح لنا و مازال يتضح جليا يوما بعد يوم، هذا ما جسده العدوان ، لم يدع ثغرة في شعبي إلا واستغلها وألحق بها كل أنواع الدمار، ولمَّا كانت المرأة تحظى بمكانة عظيمة في مجتمعنا المحافظ ، من قبل كل الأطياف والقبائل والمدن، همّ بتفكيك هذا النسيج، وأصبحت المرأة هدفًا رابحا بالنسبة لهم، للقضاء على التلاحم اليمني.

فبعد احتلال الأرض، يتبعه احتلال أثمن ما تحمله تلك الأرض على ظهرها، ولن نجد أعظم وأجل من دور المراة في مختلف مجالات الحياة، وعلى هذا الأساس تم إفراغ ثقافات مختلفة راكدة ، وتم تزويدها بالإحداثيات الافتراضية بمعدات دقيقة ومتطورة؛ ليكن سهلا وممكنا الوصول إلى تلك المرأة اليمنية واستحواذ فكرها التوعوي بكل يسر ، ولكنه فشل، ولاقى صخبا واسعا من قبل المجتمع النسوي في الوسط اليمني، فحينها برزت أدوارها على مشهد معزز بالاستقواء الديني، وجدناها أم الشهيد، وزوجة الجريح، وأخت الأسير، هي الطبيبة ، والمربية والإعلامية، هي من هيأت نفسها لتكن فردًا صالحا لمجتمعها ووطنها بلا أي تردد، أو خنوع، هي زهراء عصرها ، في عاتقها قضية الدين والأرض قبل أي شيء .

وفي الآونة الآخيرة، بين ظلال الحرب المشؤوم، أخذ دورها يزدهر وينافس دور الرجل تماما، وأخذ عطاء ها يكبر ويسمو ولا يقل عن دور الرجال في جبهات العزة والشرف، حظيت بآمان، واهتمام واسع ، ولكن هذا كله في ظلال المحافظات التي تم تطهيرها من المرتزقة، وتم السيطرة عليها من قبل أنصار الله، وبالمقابل سنتطرق للمقارنة بين وضع المرأة في الجنوب، وبعض المناطق الشمالية والشرقية المحتلة من قبل الغزاة التي لم يتم تطهيرها بعد، ببالغ أسفنا سنجد أبشع الجرائم مرتكبة في حقها، اضطهاد ، خوف، إرهاب، لم تذق طعما للأمان المزعوم، الذي ادعى به المتشدقين، طيلة السنوات الماضية.

ولا زلت في كومة غرابتي المتنامية، أتعجب من شعاراتهم المعوجة ، بقولهم تحررنا !! تحررنا !! أود أن أسالهم ؟؟ بالله عليكم ، مما تحررتم أيها الجنوب ؟؟ من أرضكم !!. من بيوتكم !! من عرضكم !!! انظروا إلى أي مدى وصل التحرر عندكم !!!! إلى أن يهتك عرض الفتاة العفيفة، في أرض السيدة، بلقيس ، وسبأ ، وأروى ، تمعنوا ماذا حصل مؤخرا في مأرب، نساء تعذب، وتسبى ، وتقتل، ألم تكفي كل هذه الدلائل ؛ لكي تكونوا يدا واحدة ضد الاحتلال، انظروا إلى لجاننا الشعبية، والمناطق التي تم السيطرة عليها، هل تشهد مثل هذه الأحداث، اعتبروا يا أولي الأبصار، فالوطن بأمس حاجة للتوحد ، والتعاون ، ومن كان فيه مقدار ذرة من الحمية والغيرة ، فليترك الارتزاق ، يمضي قدما مع وطنه بعيدا عن المال السعودي والإمارتي، لتنعم المرأة والرجل ، والطفل، بالحياة الكريمة التي تحلم بها كل الشعوب .

.

You might also like