ومـا أدراك مـا الجـبهـات؟!

إب نيوز ٩ فبراير

علوية الفكر

الجــبهــات، ومــا أدراك مــا الجــبهــات؟!
أعــني جبــهات الحــق الــتي تــدور مــع الحــق حــيث دار، إنــها جبــهاتٌ أزهــقت كُــل بــاطلٍ يــُراد بــه الــظلم لــعباده، وكــل فــسادٍ وتــشريــد وتجــويــعٍ وخوف واستــبداد وخنــوعٍ لــكل اولــئك الــطغاة المــستكبريــن الــذيــن لا يعــرفــون ديــناً ولا أخــلاقــاً أو حــتى مــروءة.

تــلك الــجبــهات الــتي أقــامــها أولئــك الــرجــال الأشــاوس الــذيــن لا يــخافــون في الله لــومة لائــم، ولايــبالــون بشــدة حــرارة صــحاريــها، ولا يــهابون شــراســة حــيوانــاتــها الــمتنوعــة أشــكالــها.
تــارةً يــرونــهم بــأشــكال أُنــاسٍ مــثــلهم لــكنــهم كــالبهــائــم لا يــعقلــون، كــما وصــفــهم الله تعــالــى فــي كــتابــه الكريم: (صــمٌ بــكمٌ عُمــىٌ فهــم لا يــعقــلون)، هؤلاء لا يــرعــون حــرمــةً لــ صغيــر ولا كبــيــر، ولا طــفلاً أو حتى شــيخاً أو امــرأة، وتــارةً أخرى ينــظرون إلــى حــيوانــاتٍ مــختــلفة الخَــلــق والــشــكل، لــكــنها أفــضل بــكثــير مــن الــصنف الأول! ولــو أن ليــس لهــا عــقــلاً تتمــيز بــه عــن الــصنــف الأول، فــهم لايخــافون أي أحــدٍ مــن الصــنفين؛
هــكــذا هــم رجــال الله أشــداء عــلى الكــفار رحــماء بــينهم .

فــلو وصــفت الــصبر لــكان مــتجــسداً كــله فــيهم، فــهاهــم يــصبــرون عــلى الجــوع يــومــين أو ثــلاثة أيــام لانــقطــاع الــمــدد عنــهم، وكــذلك لشــدة الــقصــف والحــصار، ويــتحمــلــون فــراق أهاليهم ويفضلــون الــبقاء فــي جــبهات الدفــاع المــقدس عــلى أن يــبقوا عــند أبــناءهــم، “نعم” إنهم يــفتقدون لأهاليهم وقــلوبــهم تــكاد تــطير شــوقاً إلــيهم، ولــكنهم فــضلوا حــمايــتهم وحــماية البــلد مـن كـل مــتربص يخــون الــوطن أو يــخون دمــاء الأحــرار، فقــرروا مــواصلة دربــهم.

 

You might also like