إن الله مع الصابرين
إب نيوز ٩ فبراير
حليمة الوادعي.
عندما قرأت آيات القرآن الكريم كانت جميعها جميلة ولكن هناك آية واحدة طبعت في قلبي، فلم أنساها وهي عندما قال سبحانه وتعالى: (إن اللّه مع الصابرين) فكرت كثيراً لماذا الصابرين هم من ذكروا؟! وما الذي يفعلونه ليصبح الله معهم؟!
بعد مرور بعض السنوات أدركت لماذا خص الله الصابرين في قوله، أن الصابرين هم أقوى أشخاص على وجه الأرض، فليس كل من صام وتعب يسمى صابراً، وليس كل من أستطاع تحدي عقارب الساعة يسمى صبوراً، فالصبر أسمى من ذلك وأعظم بكثير، كما أن للصبر درجات كثيرة.
إذا أردنا التحدث عن الصبر فلنذكر ذلك المريض الذي حاربه المرض رغم صغر سنه ولكنه لا يزال صابراً شاكراً لله حتى أصبح من الشاكرين، ولا ننسى ذلك الذي رأى الباطل فدحضه بكل قوته فتكالب عليه الجميع حتى أقربائه ولكنه ما يزال صابراً محسناً معهم حتى أنضم إلى المحسنين، وماذا عن ذلك الذي ضاقت عيشته فلم يعد يجد سبيلاً للقمة عيشه ولكنه لا يزال صابراً حامداً خالقه فأصبح من الحامدين.
فإن أحسنت القول فالصبر يجذب وراءه كل صفات المؤمنين، فمن المستحيل أن تجد مؤمناً لم يذق مرارة الصبر في أي مجالاً كان، كما أن الصبر على المواقف والأشخاص فيه الأجر الكبير ولاسيما الصبر على النفس، فالإنسان أحياناً يحتاج الصبر على نفسه على تصرفاته أنفعالاته حتى على غباء أفعاله جميعه يعتبر صبر.
فبعد أن عرفت كل هذا أيقنت أنه من الضروري أن يقف الله بجانب الصابرين ويكن معهم فهم يحتاجونه جداً حتى يستطيعوا الأستمرار في صبرهم، فلولا جبر الله لخواطر الصابرين من حين إلى آخر لما وجدنا صابرين في وقتنا الحالي.
#.