نحن .. وأوهام الربيع !
إب نيوز ١١ فبراير
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
شغلونا بأنفسنا، وأنسونا فلسطين !
ثم يأتي بعد ذلك من يحاول إقناعك أن ثمة ربيعاً عربياً قد مَرّ من هنا !
سُحقاً .. ما هذه العقول المُفرَغة حتى من أدنى مكونات الفكر وعناصر التأمُّل ؟!
ما هذا التبلُّد العجيب والاستحمار المُفرط والزائد حتى على حمير الحمير ؟!
ما هذه النفوس المتخمة بالحقد والبغضاء ورفض الآخر إلا أن يكون من بني الأصفر ؟!
إعلامنا عُهْرٌ وأقلامنا نفاق وحكوماتنا عصابات وزعماءنا أصنامٌ ناطقة ودُمَىً متحركة ومبرمجة على ما يشتهي الأجنبي ونحن برغم ذلك لا شُغل لنا سوى التأليه والتقديس وفي أحايينٍ كثيرةٍ التقرب بهم وهماً إلى الله زُلفى !
بأيدينا نغتال أوطاننا ونقتات من أشلاءها ولا نجد حرجاً في أن نبيع كراماتها وسياداتها بأبخس الأثمان عند أول سوق نخاسةٍ للأوطان !
لا نتنافس على شئٍ كما نتنافس على السقوط في براثن الجهل ونحرز كعاداتنا دائماً – و بلا شَك – المراتب الأولى في هذا المضمار، فنَصلُب ونَسحَل ونَقتُل ونرتكب كل المحرمات بإسم الدفاع عن الحرمات ومخافة الوقوع في المحرمات !
لا نجتمع إلا لعمالةٍ أو خيانة، وبرعاية أجنبية طبعاً !
وما أسهل أن نفترق نحن العرب بسبب قصيدةٍ شعريةٍ أو مباراةٍ لكرة القدم أو حتى بقايا تمرةٍ أو زِقّ خمر !
بدلاً من أن نستخدم السياسة ونوظفها في خدمة الدين، صرنا للأسف الشديد نستخدم الدين ونوظفه في خدمة السياسة، فمسلمو مكة اليوم ليسوا كمسلمي دمشق أو صنعاء، ومسلمو نواكشط ليسوا كمسلمي طرابلس أو القاهرة، وليس مسلمو بغداد كمسلمي القدس أو المدينة وو …، حتى غدونا مسلمين حينا وغير مسلمين حينا آخر بحسب التصنيف المُقَرّ والمُدرج في لوائح البلاط السلطاني، فكانما أصحاب الجلالة والسمو والفخامة هم أنفسهم من بهم اهتدينا إلى الإسلام ولولاهم لما استقر في نفوسنا الإسلام !
هكذا صرنا نحن عرب الألفية الثالثة وهكذا نعيش جاهليتنا اليوم وهكذا شئنا لأنفسنا وأوطاننا أن نكون مُعلَقين بخيوط وهمٍ نحسبه ربيعا، وليس في الحقيقة ثمة ربيعٌ عربيٌ حقيقيٌٍ قد جاء أو يلوح في الأفق، فكأنما قد أصبحت فصولنا جميعها وأيامنا وأحلامنا خريفاً، فلا أزهارَ و لا أوراقَ و لا شموخ !
#معركة_القواصم