فايروسات أميركا داخل محوَر المقاومَة فعَّالَة

إب نيوز ١٣ فبراير

منذُ خمسَةَ عشرَ عام حَذَّرَت أمريكا من بروز قوَّة إسمها مِحوَر المقاومَة وتحدَّثَ بإسمها رافعاً الصوت الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين قائلاً أن هلالاً شيعياً قيد الإنشاء يمتد من طهران إلى بيروت يجري العمل عليه إيرانياً منذ سنوات، فإن إكتملت مداميكهُ فإن خطر التمدد الشيعي سيكون كبيراً جداً وذات تأثير سلبي على وحدة المنطقة العربية السُنِّيَة!
يومها قالها عبداللَّه وكانَ قلبهُ على إسرائيل وليسَ على العالم العربي السُنِّي وهو يدرك تمام الإدراك أن الجمهوريَة الإسلامية الإيرانية لا تكيدُ شراً للعرب وهيَ دائماً كانت تمد يدها للمصافحة والتعاون ولا زالت، وتدعو للحوار العربي الإيراني والإسلامي الإسلامي لكن عروشهم القائمَة على رِضا البريطاني والأميركي لا تستطيع أن تتحَمَّل وحدة عربية وإسلامية حقيقية في المنطقة، وبدليل ما فعله والده الراحل الحسين بن طلال آبان الوحدة السورية المصرية وما فعلته عائلة سعود الوهابية ألتي لا تَقِل خطورة عن عائلَتَي روتشيلد وروكفلر الصهيونيتين.

من هنا كانت أميركا وأوروبا وإسرائيل ومعهم بَطَّات الخليج جاهزين للتصدي لهذا المشروع وَمحاولة عرقلته، لكن قوة عناصر المِحوَر وإرادة جمهور المقاومة اللذين يناصبون أميركا والكيان الصهيوني العِداء كانت أقوَى من كل فبركاتهم التي لجئوا إليها على مدىَ سنوات مَضَت، وتشكَّل المحوَر وأزداد قوَّة بعد تأسيس الحشد الشعبي وإنتفاضة اليَمَن العزيز وإنتصار حزب الله عام 2006 على إسرائيل،
**حيث لجئَ الأميركي بسطوتهِ على البَطَّة الخليجية العرجاء بإشعال الساحة السورية والعراقية وتأسيس المنظمات الإرهابية ودعمها مادياً بأموال خليجية وتسليحها، بُغيَة إسقاط البلدين في قبضة الإرهابيين، وكانت داعش عِماد هذه الفصائل والمنظمات على مستوَى المنطقة، لكن أحلامهم بإسقاط سورية والعراق بائت بالفشل، حيث صَمَدت بغداد ودمشق وأشتَدَّ عود المِحوَر أكثر فأكثر وما زاده قوَّة هوَ الصمود اليمني الذي لم يسجل التاريخ مثيلاً له بعد سورية الأسد وعراق أبو مهدي المهندس.

فشلَت الوهابية من السيطرَة على العراق وسورية واليَمن، فكان لا بُد من إشتداد الخناق على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فكان الإنسحاب من الإتفاق النووي خطوة في طريق عودة الحصار والعقوبات عليها واجهته طهران بقوة وصبر،
**وإتخذَت الحرب على اليَمن مزيداً من التحشيد العسكري وجنون النار لكنهم إستبسلوا بشكلٍ فريد من نوعه وخلال فترة قصيرة إنتقلوا من الدفاع الى الهجوم حيث أن موازين القِوَى إنقلبت رأساً على عقب بعدما إزدادت الخلافات والإنشقاقات بين الحلفاء والمرتزقة.
**بقي العراق الحلقة الأضعف بين دوَل المحوَر حيث إستطاعت قِوَى الشر المعادية له من إستمالة فصيلين إسلاميين كبيرين بوعود لهم بالتعاون معهم ودعمهم مادياً وعسكرياً شريطَةَ منع إيران من وضع اليد على البلاد عبر حلفائها من الفصائل المجاهدة! وللأسف قَلبَ التجاوب الذي حصل الأمور رأساً على عَقَب داخل البيت الشيعي وفَرَضَ أمراً واقعاً في الشارع يلوَّح بهِ عند كل مفصَل من مفاصل الحياة السياسية العراقية ومن نتائجهِ جاء الكاظمي وأطلَّت الأفاعي برؤوسها من جحورها وإزداد الضغط في الشارع عبر الجوكرية وبدأوا بتفيذ الخطة اللبنانية في لعبة الإقتصاد بهدف إفلاس الخزينة وإجبارهم على الإقتراض إستطاعوا من إستهداف أهم حلقة في المحوَر التي تربط طهران بدمشق في الوقت الذي يقتطع الروسي جزاءً يسيراً من القرار الجيوسياسي السوري يناور بهِ على حساب دوَل المحوَر والدولَة السورية في أكثر منطقة سورية حساسية ألآ وهي منطقة الجنوب، حيث بدءَ الآن يستخدمها لصالح تخفيف الضغوطات عليه في الشارع الروسي الداخلي الملتهب لكن التصميم السوري على بسط سلطة الدولة على كل شبر من الأرض السورية أجبر الروسي على تخفيف الضغط والتراجع عن مواقفه المتلَونَة مع الدولة السورية.

إذاً نجحت واشنطن من تحويل فصيلين عراقيين مهمين إلى فايروسات متحولَة بدأوا بعرض العضلات في الشارع العراقي وتهديد وحدة الصف الشيعي وإرسال رسائل إستباقية قبيل الإنتخابات خوفاً من عودَة نوري المالكي الى رئاسة الوزراء الذي لا زالت آثار أكُفِهِ عالقه على ألأعناق الخلفية للبعثيين والأكراد البرازانيين وكل المتلونين.
ونجحت في إدخال السياسة الروسية الى سوريا للسيطرة على جزء من القرار لإضعاف قدرة المحوَر على اتخاذ قرارات بمعزل عنه.
**والساحة اللبنانية درجة حرارتها ترتفع جزئياً في كل يوم على وقع الإغتيالات والإتهامات السياسية، وتحريك اوركسترا السفارات لإعادة عزف سيمفونية 2005 وهيَ تزداد وترتفع بوتيرة عالية في ظل تهديدات يومية مستمرة من الجنرالات الصهاينة بضرب لبنان، وتصفيق داخلي وترحيب ضمني وتمنيات بحصول ذلك وإنتظار على أحَر من الجمر من قِوَىَ الأمر الواقع الصهيوني ومن خلفهم بعض المتزلفين لابسي الأقنعة المُقاوِمَة التي ستنقلب ما إن تتاح لهم الفرصة.

عذراً على الإطالَة.

*إسماعيل النجار
*13/2/2021

You might also like