وجهة نظر عن إلغاء قرار التصنيف ؟؟؟

إب نيوز ١٤ فبراير

ملت مسامعي من ضجيج الإعلام الإمبريالي المسوق لمشاريع التغريب خصوصا حين يروج أن إدارة بايدن تسعى للحل السياسي باليمن على حد ما يتم ترويجه وخصوصا حين يستدل أن هذه الإدارة اي التابعة لبايدن عازمة على إلغاء قرار التصنيف الذي اصدره بأمبيو قبل دور الإستلام والتسليم بين السلف والخلف اي بين ترامب وبايدن بشان تصنيف حركة انصار الله كمنظمة إرهابية .
اليوم يزداد ضجيج مكنات إعلام الناتو بهذا الشان وبجانبها الكهنة وحملة المباخر ومن لديهم عقم في التفكير السياسي أن بايدن هو هو وهو و قد وافق على إلغاء القرار وإقتراب
إشهاره يوم الثلاثاء . وكأن إدارة بايدن نزلت من السماء بزنبيل .
من يغوص بعمق بقراءة مضمون نص قرار الإلغاء سيجده لا يحمل في طياته إلغاء لما ورد في مجمل ما ورد بنص القرار السابق من حيث الشكل او المضمون بل هو تجديد لقرار بأمبيو لكن بشكل ناعم وبنفس الوقت يمنح واشنطن صلاحيات بالتدخل عسكريا في اليمن بشكل مباشر على غرار التدخل السعودي في اليمن الذي بدأت نسجه تحت إسم المبادرة الخليجية كما إن الترويج الإعلامي وبالذات منابر الإمبريالية حين تشيع إن مملكة المنشار ضد قرار الإلغاء وإن بايدن ومن معه سوف يلقنونها جرع تأديبية مع إن كل هذا من وجهة نظري مسرحية وهمية ١٠٠% سوءا كانت تصيب او تخيب لكنها تظل وجهة نظر كما إن الأمريكان من خلال هذه المسرحية لديهم مصفوفة من الأهداف يسعون لتنفيذها ضمنها وضع برنامج تنفيذي للقرار السابق الذي اصدره بأمبيو بشكل ناعم وعبر بايدن والتعتيم علي إستمرارية مشاريع التطبيع مع كيان صهيون ونسج المبررات لتواجد اساطيل ومساطيل الغرب في البحر الأحمر والعربي والشروع بناء قواعد عسكرية في بلدنا مع وضع الترتيبات لإستمرارية الوصاية الإمبريالية على اليمن والتعتيم على مشاريع التدعيش الممولة غربيا وخليجيا . ولمزيد من الإيضاح .
ينبغي أن ندرك.
في حال توفرت المصداقية لإدارة بايدن كما يروجه الإعلام بموافقته على إلغاء القرار نتمنى في هذه الحالة أن تكون ديباجة القرار تنص بإلغاء قرار التصنيف السابق شكل ومضمون دون إستثناء أي شخص سوا ءالسيد القائد عبدالملك الحوثي او شقيقه او ابو علي الحاكم ممن هم على راس الهرم القيادي لحركة انصار الله او بقية القوى المناهضة للعدوان .بينما الموافقة بإدراج الأسماء المذكورة بقرار بأمبيو ضمن سياق قرار الإلغاء يعني أن هذا ليس قرار إلغاء بل مشروع خداعي لتنفيذ ما ورد في القرار السابق وهذا الموضوع برمته قد المح اليه الدبلوماسي نبيل خوري لإن الإشارة لتلك الأسماء في قرار الإلغاء الواردة بالقرار الترامبي يعني أن إدارة بايدن تمارس الخداع الناعم وتسعي من تحت الطاولة لتمرير قرار بامبيو بنعومة وفي هذه الحالة لن يتغير في الأمر شيء . وكل ذلك اوصلني
لقناعة ذاتية إن ما تقوم به البيت الأبيض والرياض هي مسرحية مشتركة ولا خلاف بينهما .
هذه القضية دفعتني للغوص بعمق تفكيري لأستحضر من أرشيف ذاكرتي الوجدانية بعض المسرحيات التي كان يهندسها الصريع عفاش ليضحك بها على عامة الشعب من خلال أساليبه الخداعية والتضليلية على سبيل المثال مسرحيته البهلوانية. التي نسجها في الإنتخابات الرئاسية الوهمية عام ٩٩م حين قررت المعارضة مقاطعة الإنتخابات ما دفعه لجلب منافس وهمي يمكنه من خوض إنتخابات وهمية وإضعاف المعارضة كوسيلة للإستمرار في إغتصاب السلطة عبر إنتخابات وهمية تطلبت منه ضخ بعض الكاش موني لنفيسه الوهمي الذي جلبه من مستودع الوهميين بحيث يقول للرائ العام إنه يؤمن بالديمقراطية وظل يضحك على الذقون وكانه فعلا يخوض معركة الديمقراطية مع نفيس قوي بينما الواقع برهن إنه كان يستهدف الهامش الديمقراطي ويشوهه ويعمق ثقافة الغلاط .والتزوير والإغتصاب وفي حقيقة الأمر تحول ذاك النفيس الوهمي الى منسق مع الصريع عفاش مقابل منحه سيارة وبضعة ملايين من الريالات ليصبح شاهدا للزور وشريكا اساسيا في المسرحية الإغتصابية وفي النهاية اتقن ذاك الصريع تلك المسرحية لإغتصاب الحكم والضحك على الشعب ووضع كلبشات قوية للمعارضة واليوم حين نقف امام نفس المسرحية لإدارة بايدن ومحمد إبن منشار عنوانها وهمي ينص بالحل السياسي لقضية اليمن إلغاء قرار إدارة ترامب عن تصنيف حركة انصار الله واخشى أن تمارس الإدارة البايدنية نفس المسرحية الوهمية لتصبح السعودية شريكة في نسجها حتى وإن حاولت ان تبرز بحلقات المسلسل إنها منزعجة من عزم خارجية بايدن بإلغاء القرار السابق ثم يأتي المهرج خلفان ليسوق لنفس المسرحية .
على ضوء ما سبق استطيع الوقوف امام بعض الملاحظات .
اولا .الإشارة للأسماء التي وردة في القرار السابق هي مدونة ضمن سياق قرار الإلغاء ولم يشملها قرار الادارة البايدنية هنا يكون قرار بامبيو ساري المفعول ويتحول قرار الإلغاء لبرنامج تنفيذي بشكل ناعم على إعتبار أن ورود إسم السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله وشقيقه وعبدالله الحاكم في قرار بامبيو وكذلك بقرار خلفه الجديد يعني الإتفاق بين صناع القرارين بتنفيذ ما ورد في الأول عبر الثاني من خلال توجيه التصنيف للرمز الأول في هذه الحركة الثورية وشقيقه ونجل الحاكم على إعتبار أن التصنيف والإتهام الأمريكي لأهم رمز في قوى ٢١سبتمبر هو تصنيف لكل الأطراف المناهضة للعدوان في طليعتها حركة انصار الله ويوفر المبرر للتدخل الأمريكي عسكريا وسياسيا بشكل مكشوف . ومن يرحب بالقرار السابق او اللاحق إما لديه فائض من الغباء السياسي او أنه مصاب بفيروس الأمركة الخفية ويصنف ضمن من يسعون لإستهداف هذه الرموز الثورية بشكل ناعم .
هنا يتجلى الغلاط الناعم لإدارة بايدن ومؤشر ان لعبتها راهنا اصبحت بالتعاون والتنسيق مع الرياض كما إن ترحيل الإعلان للقرار ليوم الثلاثاء وتزامن ذلك مع معركة مأرب في ظل صياح ونياح الغرب عن هذه المعركة وتسابقهم في الإدانات ضد انصار الله عن هذه المحافظة إضافة لتطابق موقف السمسار الأممي غريفيث مع مضمون المسرحية موشرا لوجود إما مساومة بين السعودية و البيت الأبيض وخفافيش مجلس الأمن ليوفر الفرصة لقوى العدوان من حسم معركة مأرب . او من اجل ان تقبل الرياض شروط العقد الجديد مع واشنطن .
اما من يسوقون ان الرياض منزعجة وقلقة من إدارة بايدن فهذا كلام إستهلاكي له طابع وهمي لإن واشنطن تبحث عن مصالحها ولن تفرط في البقرة الحلوب بل ستجلب لها لوبيات ومشاريع الحلابة سوءا باليات الديمقراطي او الجمهوري .
بالعودة لبحث الأسباب عن تأخير الإعلان عن القرار الى يوم الثلاثاء هنا يكون إحتمالين الأول إما ان السعودية دخلت بهذه اللعبة الوهمية مع بايدن خصوصا بعد المصالحة القطرية السعودية والإحتمال الثاني قد يكون هناك مساومة بين واشنطن والرياض بترحيل الإعلان لإتاحة الفرصة للسعودية بدراسة موقفها او لترويضها بقبول موافقة البيت الأبيض .وطالما هذا القرار لازال حبر على ورق في ظل المعركة القتالية بمحيط مدينة مأرب مع تعالي الصياح والنياح للناتو والخليج وبقية اجندات العدوان حول هذه المعركة وبروز شراكة سمسار الأمم المتحدة في طباخة المسرحية وتنامي درجة القلق لديه فإن الأمر فيه إن .
اما الترحيب بقرار بايدن من بعض الأطراف المحسوبة مع او ضد العدوان فإن كانوا لا يدركون خطورة اللعبة فالمصيبة اعظم اي اذا لم يفهموا عمقها فإن ترحيبهم جزء من الكارثة وبهذه الحالة لا ينبغي ان يكونوا صناع للقرار السياسي والمصيري لمستقبل البلد وإذا كانوا يفهمون ويدركون عمق هذه المسرحية فإن المصيبة اعظم ان اي قد يكونوا إما مؤمركين او مطبعين مع الصهيونية الغربية والعربية من الباطن ويقفون ضد رمز الثورة والحركة ليكفل تحقيق مصفوفة الأهداف لواشنطن كما إن صمت بعض القيادة المعنية من اعلى الى ادنى جزء من المشكلة لإن الصمت عار والخوف عار و علامة الرضا .
بالتالي إذا كان هناك مصداقية من واشنطن بالحل السياسي العادل والشامل لليمن يتطلب موقف صريحا وفوريا من إدارة البيت الأبيض يكون مدخلها العملي التالي .
أن تصدر إدارة بايدن قرار بإلغاء كل ما ورد في قرار بامبيو شكل ومضمون بحيث لا يرد أي اسم ضمن قرار الإلغاء دون شروط من هذا او ذاك .
أن يتوقف عدوان دول التحالف البري والجوي والبحري وتنسحب كافة القوى الأجنبية من اليمن على رأسها الإمارات والسعودية الى حدود عام ٩٠ م .
أن تتولي واشنطن كسر الحصار الشامل على اليمن وتسمح بدخول المشتقات النفطية وغيرها .
أن تلتزم إدارة بايدن توفير الضمانات الدولية بإلزام دول العدوان بإعادة إعمار اليمن من جراء عدوانها وتوفير مرتبات موظفي جهاز الدولة منذ إنقطاعها ويكون هناك توازن دولي بصناعة الحل من خلال دخول روسيا والصين على المستوى الدولي وإيران على المستوى الأقليمي .
أن تلتزم إدارة بايدن تسليم عناصر الارهاب الي الأجهزة الأمنية بصنعاء لمحاكمتهم ممن قدمت لهم واشنطن والرياض الرعاية والدعم وفتحت لهم معسكرات لقتال اليمنيين .
.. أن تلغى كافة الإتفاقيات والمعاهدات التي تم ابرامها خلال فترة هذا العدوان بين حكومة فنادق الرياض واطراف اخرى .
أن لا تتواجد اي اساطيل عسكرية للناتو في المياه السيادية اليمنية .
أن تعاد كافة الأموال المنهوبة الى البلد والقبض على المتورطين بتهربيها .
.. شروط اخرى ..
إذا في حال وافقت واشنطن على هذه الشروط فإنها ستكون بوابة الولوج لإيجاد كافة الحلول السياسية برمتها المتعلقة باليمن .وهو المراد والأمل ..
.. .
..
فهمي اليوسفي
نائب وزير الاعلام

You might also like