طبول الحرب ان صمتت
إب نيوز ١٤ فبراير
*عفاف محمد
كانت الأحداث التي اعتصرت خلال الست السنوات او السبع السابقة في اليمن قد قلبت الكثير من الموازين وغيرت الكثير من المعايير وبات الأمر اشبه بالحلم او بالخيال !!فما آل إليه الوضع في اليمن يعد قفزة تاريخية سيشهد الزمن على آثارها وتبعاتها.
تغيرت دولة بأكملها وتبدلت الشخصيات السياسية بأخرى وانجلت حقائق ماكان أحد ليتخيل حدوثها .
اضحى الناس يفكرون من زوايا كانت مهملة وتنوع الناس بين واعٍ وجاهل، بين شجاع وجبان وبين غيور وإنمعي.
فبالمنطق فقط تُقاس المواقف وتقاس الحقائق التي تتجلى ،
تعلمنا منذ نعومة اظفارنا كيف نحب الوطن، وكيف نخلص له. وكيف نعبر عن حبنا له ،وتعلمنا وكيف نحترم الشرفاء ونعظم من شأن مواقفهم الصادقة الشهمة.
عرفنا بعد ان تآمر العالم علينا انه تحالف جائر ،ولا يرجو صالحنا ولا رفعتنا. وإلا كيف دمر كل البنى التحتية وقتل بدم بارد دون أي رادع قنوني أو أخلاقي؟! كيف جعل من اليمن محرقة في حين كان يستطيع مسك زمام الأمور وإطفاء نار الفتنة ؟!
اوليسوا يزعمون ان هناك منظمات إنسانية ومجتمعات أممية تفك النزاعات وتوجد الحلول بين الخصوم؟؟؟!!!
واتضح جلياً أن التحالف يقاتل لأجل مصالح متبادلة بينه وبين العابثون بالوطن. وجعلوا سوية من الشعب وقوداً يحترق لأجل تحقيق مراميهم .
كانت مشاهد المجازر تدمي القلوب والمأقي لهولها وبشاعتها. وأكثرها وحشيه هي تلك التي أذت الأطفال دون رحمة اوشفقة. فكم هي تلك المشاهد موجعة ،وكم هي الاسباب التي يعللون بها قتلهم سخيفة !!
بات هذه العدوان مثل الحكاية التي تنتهي بأنتصار الخير على الشر وكم هي المعجزات التي عشنا تفاصيلها وسيرويها التاريخ ويدون كل تفاصيلها .
بعد سنوات عجاف. خابت مساعي هذا التحالف لأنه لم يتوقع من هذا الشعب ان يكون بكامل وعيه وان يقف له بالمرصاد رغم شحة مايملك من ادوات المواجهة ،ورغم الحصار الخانق ورغم التقنيات البسيطة والبدائية .
طوال هذه السنوات واجهنا الصعاب الجمة والكثير منها: ورافقنا كل حدث بقلوب صادقة دون تعصب لفئة او لغيرها وانما فطرتنا الإنسانية من دعتنا لنبحث عن مكمن الحقيقة، بقلوب محرقة تألمنا على الظلم الذي حصل .
وكذلك انبهرنا بشدة لما يحدث من معجزات ومن تضحيات جسيمة من أولي البأس من الصابرين الصامدين الباذلين المؤمنين امام تيار جارف وامام الجحافل المزودة بالتقنيات الحديثة على كافة المستويات والأصعدة.
َاتضح جلياً أنه دار تحت الطاولات عكس ما كنا نسمع من خطابات وشعارات عند الحكام العرب !!
فلم تكن قط إسرائيل عدوتهم اللدود ولم تكن قط فلسطين قضيتهم المركزية ولم تكن المقدسات لها حرمتها ولها قدسيتها في قواميسهم ، بل اتضح العكس؛فأصبحت إسرائيل ربيبتهم وصديقتهم وطبّعوا معها وتخلوا عن قضية فلسطي. ن بل وأصبح الحديث عنها شيئاً من الماضي. اصبح المقاومون من اليمن ولبنان والعراق وسوريا ارهابيين، ومن يطبعون متحضرين !!
تحدث الكثيرون عن ايران وعن الحوثي وعن فكر مسموم وتناسوا بشاعة الوهابية !
تناسوا داعش والقاعده ،تناسوا حز الرؤوس وتفجير المساجد الأمكان العامة وتحدثوا عن السلالية والزنبيل والقنديل وسخروا من حب آل البيت عليهم السلام وتحدثوا عن أمور شتى غير منطقيه !
لم يرق لهم تطور التصنيع العسكري وانكروه في بادئ الأمر وقالوا عنه تصنيع ايراني !
باتوا يشكون من الضربات الموجعة في المطارات والمعسكرات وتجاهلوا الضربات على الاحياء السكنية ؟!
لم تفلح حربهم الناعمة ولا الباردة ولا الساخنة. لم يردعهم رادع عن استخدام السلاح المحرم.
التاريخ حتما سيدون كل تلك القصص وسيكتب عمن انتصر بمبادئه وقيمه ،ومن توغل في الحضيض وأنتكس .
حتما عندما يعم الصمت ويستنفذ التحالف كل قواه. ستروى هذه الحكايات ويلطخ جبين الغزاة الجناة بالعار.
حتما هم عرفوا انهم تورطوا كثيرا بهذه الحرب التي استنزفتهم؛ واليوم باتوا يبحثون عن طريقة للخروج مع حفظ ماء الوجه ، يتحدثون عن سلام وعن إعمار وعن وعن ولا زال قصفهم مستمر في صعدة الشمّاء وعروس البحر الأحمر. لا يزالوان يأنون ويتوجعون على مأرب وايديهم على قلوبهم وافواههم منتظرين ساعة الصفر .
لازلوا رغم كل ذلك يراوغون بعد ذهاب معتوههم ترامب الذي ساير جنونهم وفضحهم في نفس الوقت. اليوم ومع اختلاف سياسية بايدن يبدلون المسميات والأدوار وكأنهم يلعبون جميعاً لعبة الشطرنج. يتحدثون عن إيقاف العدوان على اليمن؛ وهم في حقيقة الأمر قد ملوا الاستمرار دون نتيجة طوال تلك السنوات !
يوما ما لن نسمع طبول الحرب تدق وستروى الحكايات من جديد حكايات الصمود والثبات حكايات العزم والإباء انها حكايات الشرفاء والاوغاد ،حكايات الأخلاص والخيانة. انها حكايات الوطن اليمني الحر الأبي.